دراما رمضان :مسلسلات "الإخوان" الفاشلة

دراما رمضان :مسلسلات "الإخوان" الفاشلة

دراما رمضان :مسلسلات "الإخوان" الفاشلة


25/04/2023

محمد صلاح

انتهى شهر رمضان الذي يختذله بعضهم في المسلسلات التلفزيونية التي تنفجر في وجوه المشاهدين في الشهر الكريم من كل سنة، وتتناثر شظاياها طوال النهار وعلى مدى ساعات الليل. اللافت أن دراما رمضان هذه السنة خلت من مسلسل مباشر عن تنظيم "الإخوان المسلمين" الإرهابي، وإن توزعت بعض المشاهد التي تحاكي سلوك الجماعة ورموزها وأعضاءها وتحالفات التنظيم مع باقي التنظيمات الإرهابية على بعض المسلسلات، فجرائم "الإخوان" لأكثر من عقد ومحاولات عناصر التنظيم لإسقاط الدولة والثأر من الشعب المصري الذي ثار على حكم الجماعة وأطاح مرشدها وكل أتباعه، لا يمكن أن تمر من دون أن تترك آثاراً غيرت من طباع المصريين ونبهتهم الى خطورة تلك الجماعة السرطانية التي تتخفى وتظهر وتنتشر وتنكمش وتدعي السلمية بينما الإرهاب عمادها.

ويبدو أن قطاعات من الشعب المصري وكأنها أصرت طوال رمضان على أن يكون لـ"الإخوان" المسلسل الخاص بهم!! فمظاهر البهجة وحفلات الأفطار الجماعية التي تنتشر في ربوع مصر وتتوزع على أيام الشهر الكريم لم تخل من تذكير بالأجواء التي عاشتها مصر في فترة حكم "الإخوان" وما تلاها من أحداث وفوضى وإرهاب. وفي المقابل جندت المنصات الإعلامية لـ"الإخوان" أنفسها لإفساد فرحة المصريين وتصوير كل تجمع للإفطار على أنه يعكس زيادة أعداد الفقراء في عهد السيسي!. إنه ذلك الخطاب الإعلامي الذي يعكس حقداً وغضباً وغيظاً إخوانياً من كل مظهر مبهج في مصر ويقابل بسخرية من جانب المصريين الذين لم ينسوا حقوق الشهداء وضحايا عنف "الإخوان" وعمليات الإرهاب.

حالة الرفض التام لـ"الإخوان" بين عموم المصريين أمر يحاول "الإخوان" انفسهم إخفاءه، وتسعى وسائل الإعلام المتحالفة مع الجماعة إلى الطرمخة عليها، أو الترويج لعكس مضمونها. وربما لأسباب تتعلق بعجز التنظيم وتشتت قادته عن ممارسة الاحتجاج في الشارع، او حتى استغلال مظاهر الشهر الكريم في التودد الى الناس والتقرب منهم، تفرغ عناصر "الإخوان" للهجوم على كل مشهد رمضاني مبهج في مصر حتى أنهم صوبوا فوهات منصاتهم في اتجاه مسلسلات التلفزيون وركزوا على تلك التي يمثل فيها فنانون أو فنانات قدموا من قبل أعمالاً درامية تحوي مضموناً ضد الإرهاب أو الجماعات المتأسلمة كـ"الإخوان" و"داعش" و"القاعدة"، حتى أن منصات التنظيم التي سعت الى استغلال التطورات في السودان للإساءة الى الجيش المصري، نشطت في اتهام الشعب بالغيبوبة لتركيزه على مسلسلات رمضان وتجاهل الاحتجاج على السيسي!!.

الحقيقة الواقعة هي أن الشعب المصري تجاوز مرحلة "الإخوان" وأن أفعال الجماعة وسلوكها وتصرفات قادتها، أثناء حكمهم مصر أو بعده، زادت من إصرار الناس على إقصاء الجماعة من المشهد السياسي، بل والمجتمعي أيضاً، وكل ناشط أو سياسي يثبت أن له علاقة بالتنظيم لا ينال إلا ردود فعل غاضبة ساخطة ناقمة رافضة ومنذ خلع "الإخوان" عن حكم مصر. لكن الأكثر غرابة أن يستهجن إخوانجي يطل على الناس عبر قناة تابعة للتنظيم الإرهابي أن تخلو مسلسلات رمضان من واحد يدعو الى المصالحة مع "الإخوان" لينتهي العنف وكي يساهم علماء الجماعة في وضع الحلول لمشاكل المجتمع والأزمات التي تمر بها مصر!.

نعم اعتاد المصريون أن يطل عليهم "الإخوان" كل فترة بمسلسلات هدفها غسل سمعة الجماعة وترويج مفاهيم مفادها أن الحملة ضد قادة التنظيم ظالمة، لكن تلك الدعوات توقفت بعدما عكست سياسات الحكم إصراراً صارماً على المضي في التصدي لـ"الإخوان" ومواجهتهم بل وتحدي إرهابهم. ربما كان مطلقو دعوات المصالحة بين الشعب المصري و"الإخوان" يتصورون أن مصر لا تنام لأن "الإخوان" اختلفوا في وجهات النظر مع الشعب المصري حول أسلوب الحكم، فالشعب المصري انقلب على الجماعة بعدما أيقن أن "الإخوان" أفسدوا في الحكم وحرقوا وخربوا وروعوا الناس وسعوا لإسقاط الدولة. 

مسلسلات "الإخوان" الفاشلة التي يروج لها التنظيم تفتقد النهاية المنطقية التي قد يستوعبها جمهور المستقبلين، والسيناريوات تنقصها الحبكة التي تستوجب أن يعلن "الإخوان" أولاً ندمهم على جرائمهم، ويحلوا تنظيمهم وليطلبوا الصفح بعد التعهد بعدم العودة الى السياسة ... وبعدها يكون القرار للشعب وعلى الأغلب برفض مسلسلهم أيضاً!!.

عن "النهار" العربي




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية