حركة مجتمع السلم تقود الحراك الإخواني في المنطقة.. ما علاقة القضية الفلسطينية؟

حركة مجتمع السلم تقود الحراك الإخواني في المنطقة

حركة مجتمع السلم تقود الحراك الإخواني في المنطقة.. ما علاقة القضية الفلسطينية؟


09/12/2023

في محاولة جديدة من حركة مجتمع السلم (حمس)، الذراع السياسية للإخوان في الجزائر، من أجل توظيف القضية الفلسطينية، واحتكار الحديث باسمها، أصدر المكتب التنفيذي للحركة الثلاثاء 5 كانون الأول (ديسمبر) بياناً مطولاً، قالت فيه الحركة: إنّه إزاء التطوّرات المتسارعة والمعقّدة والخطيرة للعدوان الصهيوني؛ فإنّ الحركة تدعو السلطة السياسية في البلاد إلى رفع مستوى الدعم الدبلوماسي والسياسي، ومنها: الترخيص بالمسيرات والوقفات والتجمعات؛ تعزيزاً للموقف الوطني، ودعماً للشعب الفلسطيني، وحثَّت الحركة الشعب الجزائري، ومختلف الفواعل السياسية والمجتمعية، على مواصلة الدعم الإغاثي والإنساني، ومواصلة تنظيم مختلف الفعاليات في ذلك.

الحركة الإخوانية دعت السلطة إلى استئناف الجسر الجوي لنقل المساعدات الطبية والإنسانية، ومختلف المركبات والآليات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني، بالتنسيق مع الجهات المعنية والمختصة، والتكفل العاجل بالجرحى والمرضى الفلسطينيين من قطاع غزة في المستشفيات الجزائرية، والمبادرة إلى التكفل بالطلبة والأيتام وأسر الشهداء.

وألمحت الحركة إلى تخاذل الدولة في ملف إخراج الجزائريين العالقين في قطاع غزة، مطالبة بسرعة التحرك في هذا الشأن، مع ممارسة الضغط الدبلوماسي على الدول الداعمة لإسرائيل، من أجل إيقاف الحرب، واستدعاء السفراء للاحتجاج الرسمي.

وفي محاولة للمزايدة، وإحراج الدولة، وزيادة التصعيد مع المغرب، أدانت الحركة استمرار تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل، وطالبت الخارجية بإدانة ذلك، واستنكار حضور رئيس إسرائيل قمة المناخ، بمشاركة رؤساء دول عربية وإسلامية.

الندوة الوطنية الشبابية لمناصرة فلسطين

في خطوة تهدف إلى قيادة الحراك الإخواني في المنطقة، تحت غطاء القضية الفلسطينية؛ نظمت حركة مجتمع السلم فعاليات الندوة الوطنية الشبابية لمناصرة فلسطين، بحضور ممثلي الأذرع الإخوانية من مختلف البلدان، وقد شهدت الندوة مشاركة يوسف حمدان ممثل حركة حماس في الجزائر، ومراد كدير نائب رئيس ملتقى شباب العالم الإسلامي، ومعمر الجنافي عن حزب العدالة والبناء، الذراع الإخوانية في ليبيا، وغيرها من التنظيمات التابعة للجماعة.

توظيف القضية الفلسطينية واحتكار الحديث باسمها

تبارى الحضور في المزايدة على الأنظمة العربية، مع سرد بطولات موهومة للإخوان، فيما يتعلق بالقضية، واتهام النظم بالتطبيع والتخاذل والتفريط في حقوق العرب والمسلمين.

الدكتور عبد السلام القصاص، الباحث المصري في العلوم السياسية، خصّ (حفريات) بتصريحات، قال فيها: إنّ قضية فلسطين كانت حصان طروادة الإخواني، منذ زعم حسن البنا أنّه أرسل (10) آلاف مقاتل إلى فلسطين، إبّان حرب العام 1948، واتضح فيما بعد أنّ مشاركة الإخوان لم تتجاوز مئات محدودة، وكان بعضهم يأخذ راتباً من أركان الجيش المصري، لكنّ الجماعة واصلت مزاعمها، ولم تكتفِ بذلك، بل أثرت من خلال صندوق الإغاثة، ودعم القضية، واستثمرت في أموال التبرعات، ووظفتها لخدمة إيديولوجيتها.

في خطوة تهدف إلى قيادة الحراك الإخواني في المنطقة، تحت غطاء القضية الفلسطينية؛ نظمت حركة مجتمع السلم فعاليات الندوة الوطنية الشبابية لمناصرة فلسطين، بحضور ممثلي الأذرع الإخوانية

ولفت القصاص إلى أنّ حركة مجتمع السلم تحاول الصعود على حساب القضية، وتمارس نوعاً من الشعبوية للتشويش على جهود النظام الجزائري في هذا الصدد، وتتهمه دوماً بالتقصير، وعدم القدرة على الدفاع عن قضايا الأمة.

النظام الجزائري يدرك جيداً مرامي الإخوان، ومنذ اليوم الأول لانفجار الأحداث  وضع شروطاً للحراك وجمع التبرعات، الأمر الذي أزعج الإخوان كثيراً، وحاول عبد الرزاق مقري التملص من القيود، وإثارة حالة من الفوضى، وهو ما قابلته الحكومة بصرامة، وقامت بتوقيف رئيس الحركة والتحقيق معه.

الرئيس الجزائري، في لقائه مع عبد العالي حساني، رئيس حركة مجتمع السلم، نبّه إلى ضرورة التزام الحركة بقواعد التضامن، ومراعاة أولويات الأمن القومي للجزائر، وهو ما لم يلتزم به الإخوان، وتواصلت مزايداتهم إلى الآن.

وفي خطوة صارمة، قامت السلطات الجزائرية بمنع عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق للحركة، من السفر خارج البلاد، وهو ما قابلته الحركة ببيان رسمي، قالت فيه إنّ مكتبها التنفيذي يتابع ما تعرض له رئيس الحركة السابق من منع السفر إلى الخارج في رحلته الأخيرة. وأضاف البيان أنّ هذا القرار لا يستند إلى أيّ أساس قانوني، ويُعدّ مساساً بالحريات الفردية، وأنّ "المكتب التنفيذي الوطني تدخل مع الجهات المعنية منذ علمه بالحادث،  وما يزال يتابع الملف إلى غاية تسويته، والعمل على تفادي تكرار مثل هذه الممارسات".

محاولة تشويه الأداء الحكومي

وفي سياق الصراع المحتدم، تحاول حركة مجتمع السلم تشويه الجهود الحكومية الرامية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، حيث هاجم أحمد صادوق، رئيس المجموعة البرلمانية للحركة، بنية الاقتصاد الوطني الاشتراكية، وقال: إنّ الاشتراكية لا تساعد على تطوير الأداء الاقتصادي. مضيفاً: "الذهنية الاشتراكية هي التي تسير الاقتصاد في الجزائر، ورجال الأعمال ما يزالون يدورون في دوامة من البيروقراطية والعراقيل"، ممّا يعبر عن النزعة اليمينية للاقتصاد الإخواني، القائم على الاحتكار والمغالبة، وسطوة رأس المال.

القصاص: حركة مجتمع السلم تحاول الصعود على حساب القضية

صادوق زعم في كلمته بالجلسة الختامية لمناقشة مشروع قانون المالية لعام 2024، أنّه لا يوجد في الجزائر استقرار يمكن من خلاله الشعور برؤية وطموحات كبرى في آجال متوسطة على الأقل، متهماً الحكومة بتدمير الاقتصاد الجزائري، وتخريب معطياته.

قامت السلطات الجزائرية بمنع عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، من السفر خارج البلاد

الاتهامات المرسلة التي ساقها رئيس المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم، أثارت الاستياء، مع اتهام الحركة بالسعي إلى تحرير الاقتصاد بشكل كلي، ووضعه في قبضة الرأسماليين وأصحاب الاحتكارات، من أجل جعل الجزائر بوابة خلفية لمسارات الأوعية المالية الإخوانية حول العالم، في سياق قيام حركة مجتمع السلم بقيادة الأذرع الإخوانية، بعد سقوط الحركات الرئيسية في المنطقة، وتراجع الدعم التركي القطري.

مواضيع ذات صلة:

الجزائر: حركة مجتمع السلم الإخوانية تزايد على الجميع لاحتكار التضامن مع فلسطين

حركة مجتمع السلم الإخوانية تتجاهل أمن الجزائر لصالح حركة النهضة.. ما القصة؟

حركة مجتمع السلم الإخوانية ومخطط تفخيخ المشهد السياسي في الجزائر




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية