السوريون في تركيا بين العنصرية وخيانة الإخوان المسلمين

السوريون في تركيا بين العنصرية وخيانة الإخوان المسلمين

السوريون في تركيا بين العنصرية وخيانة الإخوان المسلمين


15/09/2022

يعيش اللاجئون السوريون في تركيا أوضاعاً معيشية شديدة الصعوبة، في ظل تزايد الممارسات العنصرية ضدّهم، حتى أنّ العائلات السورية في تركيا، أصبحت تخشى إرسال أطفالها إلى المدارس؛ بسبب تزايد خطاب الكراهية، بحسب تصريحات طه الغازي، الناشط في منصة حقوق طالبي اللجوء، والذي قال إنّ 60 بالمئة من العائلات السورية التي تعيش في تركيا، لا تريد إرسال أطفالها إلى المدرسة هذا العام؛ لأنهم خائفون من التمييز المتزايد وخطاب الكراهية.

وبحسب موقع جريدة (Duvar English) التركية، فقد ارتفع مستوى العنصرية في المدارس التركية بشكل غير مسبوق، حتى أنّ بعض المعلمين يرسلون الأطفال السوريين إلى فصول المتأخرين دراسياً، على الرغم من أنّ مستواهم الدراسي جيد، حتى المتميزين منهم يتم التعامل معهم بشكل مسيء.

ولا يملك اللاجئون السوريون أيّ فرصة لتنظيم أنفسهم، ويحاولون إبقاء رؤوسهم فوق الماء من خلال المنظمات غير الحكومية، التي تعمل تحت إشراف الدولة، لكنهم في النهاية لا يحصلون على الحد الأدنى من المعاملة الإنسانية.

مطالبات بالترحيل وتزايد معدلات العنف

وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، قال إنّ أكثر من 700 ألف طفل سوري ولدوا في تركيا منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في العام 2011، وعلّق زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليجدار أوغلو، على هذه الأرقام، مؤكداً أنّه في ظل حكومة تقودها المعارضة، سوف يتم طرد السوريين الذين يعيشون في تركيا، وإعادتهم إلى بلادهم في غضون عامين.

وبحسب موقع "المونيتور"، فقد شهدت اسطنبول وحدها خلال شهر، عمليتي قتل منفصلين لشابين سوريين، وتم نقل جثتيهما إلى محافظة إدلب شمال غرب سوريا. ففي 6 حزيران (يونيو) الماضي، قتل 6 شبان أتراك، اللاجئ السوري شريف خالد الأحمد، في منطقة باغجلار بإسطنبول، وبعد هذه الحادثة  بنحو أسبوع تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر مقتل السوري سلطان عبد الباسط جابنة، طعناً أمام محله في منطقة تقسيم في اسطنبول،.

وزير الداخلية التركي: أكثر من 700 ألف طفل سوري ولدوا في تركيا منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في العام 2011

وفي هجوم آخر على اللاجئين السوريين في تركيا، أصيبت ليلى محمد، البالغة من العمر 70 عاماً في وجهها، في غازي عنتاب، وتسبب الحادث في غضب واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من السوريين في تركيا عن تضامنهم مع المرأة المسنّة، وأثارت الحادثة أيضاً موجة من الاحتجاجات في أوساط المجتمع المدني التركي، حيث أدانت العشرات من منظمات حقوق المرأة وحقوق الإنسان الحادث.

كمال كيليجدار أوغلو: في ظل حكومة تقودها المعارضة، سوف يتم طرد السوريين الذين يعيشون في تركيا، وإعادتهم إلى بلادهم في غضون عامين

 

وبحسب تقرير موقع "المونيتور"، تحدث لاجئ سوري يقيم في منطقة الفاتح بإسطنبول، عن تزايد الهجمات ضد السوريين، مؤكداً أنّ تلك الحوادث باتت تتكرر في كل مكان في تركيا، وخاصّة في المدارس وأماكن العمل، وأشار إلى أنّ خطاب الكراهية والعنصرية وصل إلى أعلى مستوياته حالياً، خاصّة من قبل الأحزاب السياسية التي تحرض على اللاجئين السوريين. ولفت المصدر إلى أنّه لم يسلم من الحوادث العنصرية، في مكان عمله في مقهى في الفاتح. مضيفاً: "قبل أيام قليلة، وقف رجل تركي مسن أمام متجره، ونظر إليّ بازدراء. عندما سألت: كيف لي أن أساعدك؟ أجاب الرجل التركي: يجب أن تخجل، لأنّني كتبت أسعار المقهى بلغتي الخاصّة، وهي العربية، مضيفاً: في يوم من الأيام سيضطر السوريون إلى مغادرة تركيا، وسينتهي احتلالهم للبلاد". وبحسب "المونيتور"، فقد تمّ إلغاء بطاقة الحماية المؤقتة الخاصّة بعدد كبير من اللاجئين وزوجاتهم، كما يرفض كثير من الأتراك تأجير المنازل للسوريين.

دعوة إلى الإضراب

من جهته، شنّ النائب اليميني، أوميت أوزداغ، هجوماً حاداً على السوريين في بلاده، واتهمهم بالتخطيط لتعطيل الحياة في البلاد، عبر الدعوة إلى وقف العمل من خلال تنظيم إضراب في جميع أنحاء تركيا بين 12 و 17 أيلول (سبتمبر) احتجاجاً على ظروف العمل.

جماعة الإخوان في بيانها استخدمت أكثر من مرة مفهوم المهاجرين، للدلالة على السوريين في تركيا، ورفضت استخدام مفهوم اللاجئ

 

وانتشرت بين السوريين العاملين في المصانع والمنشآت التركية، دعوة إلى الدخول في إضراب عام؛ احتجاجاً على الممارسات العنصرية، وتزايد جرائم القتل بحقهم من قبل الأتراك، ولاقت الحملة انتشاراً واسعاً بينهم، وقال الفنان السوري، عبد الحكيم قطيفان، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك: "دعوة لإضراب عام عن العمل في جميع المعامل والمصانع والشركات التركية، لمدة ست أيام متتالية، وفي جميع المدن التركية". وتابع: "الإضراب يبدأ مع بداية الأسبوع القادم، وحتى 17 الشهر الجاري"؛ وذلك من أجل "إيقاف مسلسل الطعن والإذلال والعنصرية حيال أهلنا".

خيانة جماعة الإخوان المسلمين

على الرغم من عدالة القضية، ووضوح ما يتعرض له اللاجئ السوري في تركيا، فضلت جماعة الإخوان المسلمين كعادتها، مصالحها الخاصّة، وأجندتها السياسية؛ لتهاجم دعوات الإضراب، وترفضه جملة وتفصيلاً.

 شنّ النائب اليميني، أوميت أوزداغ، هجوماً حاداً على السوريين في بلاده، واتهمهم بالتخطيط لتعطيل الحياة

الجماعة أصدرت بياناً في 10 أيلول (سبتمبر) الجاري، وصفت فيه الدعوة إلى الإضراب بالمريبة والمثيرة للفتنة، زاعمة أنّ ما وصفته بـ "الدعوة المريبة التي أطلقها بعض الناس، للانخراط في إضرابٍ جماعيّ للعمال السوريين، على الأرض التركية، هي دعوة تفتقر إلى الحكمة، ولا تراعي واقع العمال السوريين، في توقيتها، وفي مضمونها، وفي غاياتها؛ وسيكون من نتائجها لو استُجيبَ لها، تقطيع حبال السوريين، وتكدير دار هجرتهم عليهم". ونتيجة ذلك أن يجد "اللاجئون السوريون أنفسهم غرباء منبوذين في أرض احتضنتهم وأكرمت وفادتهم".

وحاولت الجماعة تمرير موقفها بمبررات واهية، زاعمة أنّها تهدف من وراء ذلك إلى اتباع "التريث والأناة والحكمة والرشد"، وادعت كذلك أنّ ما تريده ليس "دعوةً إلى الاستكانة، وإنّما هي دعوة إلى الرشد والحكمة، ورَدّ الأمور إلى أولي الأحلام والنُّهى، يعيدون ضبط مواردها ومخرجاتها، والاتصال مع أصحاب الشأن لإصلاح ما اضطرب، ولو كان المُهاجر يبحث عن حق، فبالرفق والحكمة وإتيان الأمور من أبوابها".

الجماعة في بيانها استخدمت أكثر من مرة مفهوم المهاجرين، للدلالة على السوريين في تركيا، ورفضت استخدام مفهوم اللاجئ، على الرغم من أنّ اللاجئ محمي بالقانون الدولي، بينما المهاجر قد يكون بلا حقوق، إن كان مهاجراً بطريقة غير شرعية.

الجماعة حذرت اللاجئين السوريين من المطالبة بحقوقهم، حيث خاطبتهم قائلة: "أيها المهاجرون الأحرار.. احذروا أن نكون حيث يريدنا عدوّنا أن نكون.. واحذروا دعواتٍ مآلها الفساد، حتَّى لو صدقت نوايا البعض..واحذروا مَن يشير عليكم أن تكدّروا مَورداً تعتاشون منه، فإنّكم إن تفقدوه، لن تجدوا من دعاة الفتنة يداً تمتد بمعروف.. احذروا دُعاةَ الفتنة، ولا تكونوا ممّن "يخربون بيوتهم بأيديهم"، فأنتم الأحلم والأرشد".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية