الإخوان المسلمون في السنغال... ماذا نعرف عن جماعة عباد الرحمن؟

أعلنت الرئاسة السنغالية الأسبوع الماضي أنّ داكار ستنظم الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 24 آذار (مارس) الجاري، واعتمدت الجمعية الوطنية قانون عفو عن الأفعال المرتبطة بالعنف السياسي في الأعوام الأخيرة، بهدف تبديد التوترات في خضم الأزمة المحيطة بتأجيل الانتخابات الرئاسية، التي قادتها جماعة عباد الرحمن الإخوانية.

وكانت البلاد قد شهدت أزمة سياسية غير مسبوقة، جعلت  الرئيس السنغالي ماكي سال يعلن أنّها ستنتهي في الوقت المحدد، بعد غضب سياسي ومظاهرات قادتها جماعة الإخوان المسلمين، وإعلان المجلس الدستوري الأسبوع الماضي أن تأجيل الانتخابات من 25 شباط (فبراير) الجاري، إلى 15 كانون الأول (ديسمبر)، غير متوافق مع الدستور، وفق (فرانس برس).

الأحداث الأخيرة في السنغال دفعت عدداً من وسائل الإعلام لتسليط الضوء على إخوان السنغال جماعة عباد الرحمن التي تُعتبر أحد أهم الفاعلين في الساحة الإسلامية ، وهي جماعة تأثرت بفكر الإخوان المسلمين، وتسعى إلى إقامة مجتمع إسلامي في البلاد. تأسست الجماعة عام 1978 على يد مجموعة من الشباب السنغاليين الذين انفصلوا عن الاتحاد الثقافي الإسلامي، الذي كان يمثل النهج الصوفي السائد في السنغال، وفق ما نقل موقع (البوابة). 

قانون عفو عن الأفعال المرتبطة بالعنف السياسي؛ بهدف تبديد التوترات في خضم الأزمة المحيطة بتأجيل الانتخابات الرئاسية التي قادتها جماعة الإخوان.

وكعادة الإخوان، تتميز الجماعة بعملها العلني في السياسة ومعارضتها للحكومة التي تعتبرها منافية للإسلام، وتطبيق الشريعة الإسلامية والاعتراف بالإسلام كدين رسمي للبلاد، وتنظم الجماعة العديد من الأنشطة الدعوية والثقافية والخدمية للمسلمين.

 ظهرت جماعة عباد الرحمن نتيجة انفصال حدث داخل الاتحاد الثقافي الإسلامي في السبعينيات، إثر نشوب خلاف بين بعض قادة الاتحاد والنخبة التي أصبحت فيما بعد النواة الأولى لجماعة عباد الرحمن.

ويقع مقر الجماعة بمدينة (تياس) التي تبعد عن العاصمة داكار حوالي (50) كيلو متراً، واعتمدت الجماعة شعاراً يقول: "الإسلام ديننا، والقرآن دستورنا، والنبي قدوتنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، وهو شعار جماعة الإخوان نفسه.

جماعة عباد الرحمن تُعتبر أحد أهم الفاعلين في الساحة الإسلامية، وهي جماعة تأثرت بفكر الإخوان المسلمين، وتسعى إلى إقامة مجتمع إسلامي في البلاد.

وتعتبر جماعة عباد الرحمن أنّ الإسلام هو الحل الوحيد لمشاكل البشرية، وأنّ السنغال بحاجة إلى إعادة اكتشاف هويتها الإسلامية والعربية التي طمسها الاستعمار الفرنسي.

مشروع جماعة عباد الرحمن هو مشروع إسلامي يهدف إلى إقامة مجتمع إسلامي في السنغال.  

ولكنّ هذا المشروع يتعارض مع دستور السنغال الذي ينص على أنّ البلاد علمانية وديمقراطية واشتراكية، ويضمن لجميع المواطنين المساواة أمام القانون بدون تمييز، ويحترم جميع المؤمنين.

ولذلك تواجه الجماعة صعوبات ومعوقات في تحقيق أهدافها، كما أنّها تعارض الحكومة وتتهمها بمعاداة فكر الجماعة.