
كشفت الدكتورة ابتسام عبد اللطيف، الباحثة بمرصد الأزهر، سر اختيار اللون الأسود لعلم تنظيم داعش؟، قائلة: “العلم الأسود المكتوب عليه محمد رسول الله من أشهر الصور الذهنية المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية بما فيها داعش”.
وأشارت الدكتورة ابتسام عبد اللطيف خلال مداخلة ببرنامج "فكر" المذاع عبر قناة الناس، إلى أن التنظيمات الإرهابية دائمًا تزعم أن هذه الراية هي راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم يفعلون ذلك اقتداءا به، بخلاف الواقع.
التنظيمات الإرهابية دائمًا تزعم أن هذه الراية هي راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم يفعلون ذلك اقتداءا به بخلاف الواقع
وأوضحت أنهم أحيانًا يهاجمون الأعلام الوطنية للدول بحجة أنها ليست من الدين.
وأكدت أن هناك أدلة على كذبهم وبعدهم عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم، لافتة إلى أن هناك أوصاف عديدة للرايات والأعلام التي كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يوجد روايات تقول إنها كانت بيضاء وأخرى تقول إنها كانت سوداء وثالثة تقول إنها كانت صفراء وحمراء وكل هذه أحاديث موجودة.
يوجد روايات تقول إنها كانت بيضاء وأخرى تقول إنها كانت سوداء وثالثة تقول إنها كانت صفراء وحمراء وكل هذه أحاديث موجود
وتابعت: هذه الرايات تقليد حربي قديم، أقدم من الإسلام، والراية الي يرفعها تنظيم داعش ليست شبه الراية التي كان يعطيها النبي لأحد الصحابة حتى يرفعها.
من جهته، أكد الدكتور إبراهيم عبد الوهاب، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن أعلام الدول ليست مجرد قطع قماش تحمل ألوانًا أو كلمات، بل هي رموز وطنية تعبّر عن تاريخ الأمم وحضارتها، وتعكس انتماء الشعوب واعتزازهم بأوطانهم.
تحية العلم والوقوف له من الوسائل المشروعة للتعبير عن حب الأوطان والانتماء إليها وهو من القيم التي أكدتها الشريعة الإسلامية
وأضاف أن الإسلام لم يقدّس شكلاً معينًا للرايات، ولم يربطها بأحكام شرعية خاصة، حيث كانت تستخدم في العهود السابقة كرمز للتنظيم والقيادة في ساحات القتال وليس كرموز دينية. كما استدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه"، موضحًا أن ما لم يُحرم بنص صريح فهو من الأمور المباحة.
وشدد على أن تحية العلم والوقوف له من الوسائل المشروعة للتعبير عن حب الأوطان والانتماء إليها، وهو من القيم التي أكدتها الشريعة الإسلامية، مؤكدا أن التنظيمات المتطرفة تحاول استغلال الرموز الدينية لتضليل الشباب وتبرير أفعالها الإجرامية، في حين أن الأعلام الوطنية للدول تمثل رموزًا حضارية تعبّر عن وحدة الشعوب واستقرارها.