أين اختفت المقاومة والتحرير عن لسان عبداللهيان؟

أين اختفت المقاومة والتحرير عن لسان عبداللهيان؟

أين اختفت المقاومة والتحرير عن لسان عبداللهيان؟


11/02/2024

غيّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لهجته العدائية التي تتحدث عن “المقاومة” و”تحرير فلسطين”، وقال في بيان وزعته الخارجية الإيرانية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال “يرى الحل في الحرب”.

وفي مقابل الاتهامات الموجة لنتنياهو، أرسل وزير الخارجية الإيراني إشارات إلى رغبة بلاده في التهدئة وعدم توسيع الحرب.

وجاءت تصريحات أمير عبداللهيان بعد لقاءات أجراها في زيارته إلى بيروت التقى فيها رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وحسن نصرالله زعيم حزب الله.

واعتبر وزير الخارجية الإيراني أن التطورات في قطاع غزة تتجه نحو حلّ سياسي، فيما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال “يرى الحل في الحرب لإنقاذ نفسه”.

ووصل أمير عبداللهيان، الذي تقود بلاده ما يُعرف بـ”محور المقاومة” وتنضوي فيه فصائل فلسطينية بينها حركة حماس وأخرى عراقية ويمنية إضافة إلى حزب الله اللبناني، إلى بيروت الجمعة، في ثالث زيارة له إلى لبنان منذ بدء الحرب في غزة قبل أكثر من أربعة أشهر.

وقال الوزير الإيراني، وفق بيان للخارجية الإيرانية بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إن “أي خطوة تتخذها إسرائيل نحو هجوم واسع النطاق على لبنان سيكون ‘اليوم الأخير’ لنتنياهو”.

وشدّد على أنّه يتعيّن على الجميع “محاولة إيجاد حلّ سياسي لإنهاء الهجمات الإسرائيلية وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن”.

وشملت لقاءات عبداللهيان في بيروت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وممثلين عن فصائل فلسطينية ورئيس البرلمان نبيه بري.

وبعد لقائه نصرالله، الذي تعد طهران داعمة رئيسية له، شدد أمير عبداللهيان على أنه “في كل مبادرة سياسية يتعين اعتبار دور الشعب الفلسطيني وإجماع القيادات والمجموعات الفلسطينية الركيزة الأساسية”.

وبحث عبداللهيان مع وفد فلسطيني ضمّ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة والقيادي في حركة حماس أسامة حمدان ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر آخر التطورات السياسية والميدانية في فلسطين والحرب في غزة، وفق بيان عن الخارجية الإيرانية.

واعتبر أنّ “للأمة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية فقط الحقّ الحصري في تقرير مصيرهم” بينما يجب على “اللاعبين الإقليميين والدوليين الآخرين الامتناع عن فرض مخططاتهم”.

وقال إن دولتي إيران ولبنان (والمقصود حزب الله) لم تسعيا إلى توسيع نطاق الأعمال القتالية في المنطقة”، مشددا على أن “إيران ولبنان يؤكدان أن الحرب ليست الحل، وإننا لم نسع قط إلى توسيعها”. وربط الرغبة بالتهدئة بعدم قدرة إسرائيل على خوض حربين في نفس الوقت، مشددا على أن “الكيان الصهيوني لن يكون قادرا أبدا على القتال على جبهتين”.

ويحمل حديث عبداللهيان من بيروت، عن عدم الرغبة في توسيع دائرة الحرب، إشارة واضحة إلى أن إيران وضعت خطوطا حمراء لحزب الله للاستمرار في الاشتباك مع الإسرائيليين وفق قواعد الاشتباك المعهودة، وهو ما يفسر الرد المحسوب للحزب بالرغم من ارتفاع أعداد القتلى في صفوف عناصره.

وتوجه إيران رسائلها إلى إسرائيل والولايات المتحدة، وكذلك إلى الأوروبيين، وخاصة فرنسا التي تسعى للاستفادة من التهدئة للاستمرار في لعب دور الوسيط لحل الأزمة السياسية اللبنانية المؤجلة منذ أشهر.

وقال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تتبادل الرسائل مع الولايات المتحدة منذ بدء الحرب وإن منها رسائل تتعلق بحزب الله.

وأضاف “خلال هذه الحرب وفي الأسابيع القليلة الماضية، حدث تبادل للرسائل بين إيران وأميركا”.

وتابع قائلا إن واشنطن دعت طهران لأن تطالب حزب الله “بعدم الانخراط على نطاق واسع وكامل في هذه الحرب ضد” إسرائيل.

وفي بداية الأسبوع، أشارت السلطات اللبنانية إلى أن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه حذر خلال زيارته إلى بيروت من أن إسرائيل قد تشن حربا على لبنان “لإعادة” عشرات الآلاف من السكان الذين تم إجلاؤهم من مناطق شمال إسرائيل.

ويتبادل حزب الله إطلاق النار بشكل شبه يومي مع الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية دعما لحركة حماس وتعهد بالقتال “بلا سقوف، بلا ‏حدود، بلا قواعد” إذا بدأت إسرائيل حربا شاملة على لبنان.

وشنت إسرائيل حربا تقول إنها تهدف من ورائها إلى تدمير حماس بعد أن شنت الجماعة الإسلامية هجوما مميتا عبر الحدود على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وامتدت رقعة الصراع إلى أنحاء المنطقة، وشنت واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر ضربات على جماعات متحالفة مع إيران في العراق وسوريا واليمن ردا على هجوم أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن.

وقصف الجيش الإسرائيلي السبت منطقة رفح في أقصى جنوب قطاع غزّة، في وقت أمر نتنياهو قواته بإعداد “خطّة لإجلاء” مئات الآلاف من المدنيّين من المدينة قبل هجوم برّي مُحتمل، يثير خشية دولية وتحذيرات من عواقب كارثية بعدما باتت المدينة ملاذاً أخيراً للنازحين في قطاع غزّة.

ودعت الإمارات المجتمع الدولي إلى بذل كافة الجهود “دون إبطاء” للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار بغزة محذرة من مخاطر عملية عسكرية في رفح “المكتظة بالنازحين”.

وتوازياً مع المسار العسكري، تتواصل الجهود الدبلوماسيّة لوقف الحرب. وشهدت القاهرة الخميس محادثات جديدة، بقيادة مصر وقطر، سعياً للتوصّل إلى اتّفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل.

وتنتظر حركة حماس “ردّاً من إسرائيل”، وفق ما قال مسؤول في حماس من دون أن يخوض في التفاصيل.

عن "العرب" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية