أكّد مسؤولون كويتيون أنّ بلادهم لا تحتاج مزيداً من الاتفاقيات العسكرية والدفاعية مع بريطانيا؛ حيث ترتبط الكويت بالفعل باتفاقية حماية مع بريطانيا، التي أكدت، من جانبها، أنّها لن تسحب قواتها من العراق في الوقت الحالي. وتتطلع الكويت إلى حيازة أسلحة وأجهزة بريطانية متطورة مضادة لطائرات "الدرونز"؛ لحماية مطار الكويت الدولي ومدارجه.
صحيفة القبس الكويتية: التصعيد بين أمريكا وإيران لم ينخفض ولم يزدد، وما تزال المنطقة في دائرة القلق والخطر
وقد نقلت صحيفة "القبس" الكويتية عن مصادر، لم تسمّها، أنّ "التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران لم ينخفض ولم يزدد، وما تزال المنطقة في دائرة القلق والخطر"، مؤكدة أنّ "كل الحذر والاحتياطات الأمنية متخذة من جميع الجهات المعنية في الكويت". من جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون أوروبا، وليد الخبيزي، أنّ "الكويت مرتبطة مع بريطانيا باتفاقية حماية، ولا نحتاج إبرام اتفاقيات جديدة في المجالَين؛ العسكري والدفاعي"، مؤكداً تعاوناً وثيقاً بين البلدين، "ولدينا علاقات تاريخية في مختلف مجالات التعاون الثنائي".
وقال الخبيزي على هامش الاجتماع الخامس عشر للجنة التوجيه الكويتية-البريطانية المشتركة "إنّ الكويت تفتح أبوابها للدول الصديقة ولقواتها للمرور أو البقاء"، وفقاً لما نقلت عنه صحيفة "القبس". وحول ما إذا كان هناك تنسيق بين دول التحالف الدولي لمحاربة "داعش" والكويت، بشأن التحاق قواتها بالكويت في حال خروجها من العراق، قال: "نعم جرى التنسيق بين الجيش الكويتي وبعض الدول، وذلك في إطار بنود مذكرات التفاهم، وهناك بند يسمح بمرور القوات عبر الكويت في حال خروجها من العراق وتمركز بعضها في الكويت، وبالتالي جرى إخطار الجيش الكويتي بذلك؛ لتقديم التسهيلات لهم للعودة إلى بلدانهم، من خلال مطاراتنا العسكرية".
المسؤول الكويتي وليد الخبيزي: الكويت مرتبطة مع بريطانيا باتفاقية حماية ولا نحتاج لإبرام اتفاقيات جديدة في المجالَين؛ العسكري والدفاعي
وبالحديث عن اجتماعات لجنة التوجيه المشتركة، أشار الخبيزي إلى أنّ انعقادها بصورة دورية كل 6 أشهر منذ انطلاق أعمالها في عام 2012 يعكس عمق العلاقات الثنائية، كاشفاً عن أنّ اجتماعات اللجنة الحالية ستشهد توقيع مذكرتي تفاهم، الأولى؛ على الصعيد الأمني حول أمن مطار الكويت الدولي، وتزويد الكويت بأجهزة متطورة، أما الثانية؛ فسيتم توقيعها بين الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ووزارة التنمية الدولية البريطانية؛ لتعزيز التعاون المشترك.
وأشار الخبيزي إلى رغبة من أمن مطار الكويت في توفير أسلحة وأجهزة مضادة لطائرات "الدرونز"؛ لحماية المطار والمدارج، "وهذا النوع من الأسلحة متوافر وبصورة جيدة وحديثة في بريطانيا، التي تعد رائدة في هذا المجال، وبالتالي سيعزز ذلك من التنسيق والتعاون مع الشريك البريطاني"، على حد قوله، لافتاً إلى أنّ الكويت جددت عقدها مع شركة "الفور جي إس" لحماية المطار، وينظر للتجديد لها عند افتتاح المطار الجديد أو التعاقد مع شركة أكبر.
بريطانيا وأمن الكويت
من جانبه، أكد السفير البريطاني لدى الكويت، مايكل دافنبورت، التزام بلاده الدائم أمن الكويت، من خلال العلاقات الوثيقة بين البلدين، قائلاً: "نحن حلفاء وأصدقاء ولدينا مصالح مشتركة، ونتبادل الآراء والتنسيق في القضايا الدولية، كما عملنا معاً في مجلس الأمن الدولي، خلال العامين الماضيين، عندما كانت الكويت عضواً غير دائم في المجلس".
اقرأ أيضاً: العلاقات الإيرانية الكويتية في مهبّ الريح..
وأضاف: "كما تبادلنا خلال لجنة التوجيه وجهات النظر في ما يتعلّق بأمن الطيران وما يحدث الآن في المنطقة، ملمّحاً إلى اجتماعاته المثمرة التي أجراها نهاية الأسبوع الماضي مع وزيري الداخلية الكويتي أنس الصالح، والدفاع أحمد المنصور، التي تتعلّق بمستجدات المنطقة في الوقت الراهن. وفي رده على سؤال حول رؤية بريطانيا لما يحدث في المنطقة من تصعيد إيراني-أمريكي في العراق، أكد دافنبورت خطورة التطورات الإقليمية في المنطقة حالياً، وأنّ المزيد من الصراع ليس من مصلحة أحد، لافتاً إلى أنّ بلاده تعمل مع شركائها لمحاولة نزع الفتيل والعودة إلى الحوار، مؤكداً أنّ الوضع في الكويت آمن وخطوط الطيران مستمرة بين البلدين.
الوجود العسكري البريطاني في المنطقة
وأضاف دافنبورت، بحسب "القبس": إنّ قائد فيلق القدس قاسم سليماني لم يكن صديقاً لبلادنا ولا لحلفائنا؛ حيث قاد الجهود الإيرانية لزعزعة الاستقرار في المنطقة. وكشف عن المكالمة الهاتفية التي أجراها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أندرو موريسون مع نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، الأسبوع الماضي، بشأن التطورات في المنطقة. وحول الوجود العسكري البريطاني في المنطقة، بما فيها الكويت، وسحب قوات بريطانية من العراق إلى الكويت، قال إنّ بلاده تستمر في حضورها العسكري في المنطقة، وهي ملتزمة مع التحالف الدولي ضد "داعش"، مؤكداً أنّ بريطانيا لا تفكر في سحب قواتها من العراق.
السفير البريطاني لدى الكويت: قاسم سليماني لم يكن صديقاً لبلادنا ولا لحلفائنا؛ حيث قاد الجهود الإيرانية لزعزعة الاستقرار بالمنطقة
وتابع بالقول: إنّ البعثة العسكرية البريطانية ستستمر في عملها في الكويت، كما أنّها تخطط لتمرين عسكري آخر مع القوات الكويتية في شباط (فبراير) المقبل، وذلك استكمالاً لتمرين محارب الصحراء، الذي نفّذ في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) الماضيين.
وأكد دافنبورت أنّ التهديدات الإيرانية غير مقبولة، مضيفاً: "لقد دانت بريطانيا بأشد العبارات الهجوم الإيراني على قواعد قوات التحالف التي تضم قوات بريطانية في العراق، ما يعرّضها للخطر، والوضع خطير جداً، وندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس؛ لأن الحرب والصراع ليسا في مصلحة أحد".
إلى ذلك، ذكر دافنبورت أنّ حجم التجارة البريطانية مع الكويت خلال العام الماضي بلغ 3.7 مليارات جنيه إسترليني؛ بزيادة قدرها 7%، مقارنة بالعام الذي سبقه، مشيراً إلى المناقشات المهمة التي تدور بين لجنة التجارة والاستثمار ضمن لجنة التوجيه المشتركة.