من وراء فرار الداعشيات من الهول؟.. تقارير إعلامية تكشف المستور

من وراء فرار الداعشيات من الهول؟ تقارير إعلامية تكشف المستور

من وراء فرار الداعشيات من الهول؟.. تقارير إعلامية تكشف المستور


03/07/2023

بشكل شبه يومي تتصدر أخبار فرار نساء من مخيم الهول شرق مدينة الحسكة في سوريا الخاضع لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد، وتسيطر على شمال شرق البلاد، تتصدر عناوين الصحف ووكالات الأنباء العالمية، دون الإشارة إلى طرق الهرب أو من يقف خلفها، أو المبالغ التي تدفع مقابلها، رغم أنّ تلك المعلومات مهمة جداً، لأنّها تشير ضمنياً إلى فلول التنظيم، وإلى الشبكات التي يديرها خارج أسوار المخيم وداخله.

ووفقاً لما نقلته قناة (أخبار الآن) في تقرير لها، فإنّ النساء الداعشيات يحاولن الوصول إلى شبكات التهريب عن طريق تداول أرقام بعض المهربين، والتواصل معهم عن طريق تطبيق (واتساب أو فيسبوك)، ليتم الاتفاق على تنظيم عملية الهروب.

وبحسب تقرير القناة، الأموال تدفع إمّا عن طريق أشخاص غير معروفين، وفي الغالب يكونون من فلول داعش، أو عن طريق العائلات التي تحاول إنقاذ بناتها من المخيمات.

وأكدت الداعشيات اللاتي التقت معهن القناة، في سياق إعداد التقرير، أنّه رغم دفع آلاف الدولارات، إلا أنّ العملية ليست مضمونة بمجملها، حيث يمكن أن تواجه الكثير من العقبات، ومنها طرق التهريب التي تكون بالغالب أنفاقاً، أو حتى أكاذيب المهربين الذين يمتهنون النصب والاحتيال على المحتجزات في مخيم الهول.

ولم يتوقف الموضوع عند عصابات داعش، فقد نقلت شبكة (أورينت) عن مصادر لها أنّ عناصر من قوات قسد المسؤولة عن المخيم ضليعة بعمليات التهريب، وأنّهم يتقاضون الرشاوى من شبكات التهريب للتغاضي عن حفر أنفاق وخنادق أو إدخال معدات للمخيم، أو حتى المساعدة في عمليات التهريب، وضمان عدم ضبط القائمين عليها عبر إبلاغهم بشكل مسبق عن أيّ حملات أمنية داخل المخيم.

بشكل شبه يومي تتصدر أخبار فرار نساء من مخيم الهول

واستندت الشبكة في ادعاءاتها إلى حوادث الهروب الجماعي التي حدثت خلال الأعوام الماضية، خاصة للأوروبيات مع أطفالهن، وأنّها كانت منظمة بشكل كبير، وتظهر أنّها تمّت برعاية رسمية، ممّا يؤكد تواطؤ مسؤولين في القوات الكردية مع الشبكات التي عملت على تهريبهم.

وفي السياق، نشرت صحيفة (الغارديان) تحقيقاً عن لجوء نساء على صلات بتنظيم داعش في مخيم الهول بسوريا إلى الزواج سعياً إلى التحرر من أماكن احتجازهن.

الأموال تدفع، إمّا عن طريق أشخاص غير معروفين، وفي الغالب يكونون من فلول داعش، وإمّا عن طريق العائلات التي تحاول إنقاذ بناتها من المخيمات.

وقال التحقيق: إنّ "مئات النساء الأجنبيات اللواتي تربطهن صلات بتنظيم داعش في مخيم الهول المترامي الأطراف في سوريا تزوجن رجالاً قابلنهن عبر الإنترنت، وجرى تهريب مئات النساء من المخيم باستخدام الرشاوى النقدية التي قدّمها أزواجهن الجدد".

وأكد التحقيق "إرسال مدفوعات بنكية لسكان المخيم يصل مجموعها إلى ما يزيد عن (500) ألف دولار"، وهذا يؤكد الملاءة المالية للمعتقلين في المخيم، التي تتيح لهم دفع الأموال للهروب. 

وفي الإطار ذاته، كشفت شبكة (العربية) العصابات التي تقف خلف عمليات تهريب الداعشيات من مخيم الهول شرق مدينة الحسكة في سوريا، والمبالغ التي تدفع لشبكات التهريب ومصدرها، والمخاطر التي يمكن أن تتعرّض لها الهاربات.

أورينت: عناصر من قوات قسد ضليعة بعمليات التهريب، ويتقاضون الرشاوى للتغاضي عن حفر أنفاق، أو إدخال معدات للمخيم، أو حتى المساعدة في العمليات

وأكدت داعشيات أنّ بعض شبكات التهريب تديرها خلايا نائمة تابعة لتنظيم داعش داخل وخارج المخيم، وأنّ التكلفة قد تصل إلى (30) ألف دولار أمريكي، بعد أن ضاعف المهربون المبلغ، (كان سابقاً 15 ألف دولار)، بسبب القبضة الأمنية المحكمة لقوى الأمن الداخلي في الهول، والتي تجهد في إجهاض محاولات الهروب.

وكشفت إحدى الداعشيات اللواتي حاولن الهرب وفشلن، وتكنّى أم سلمة الأنصارية، أنّها حصلت على رقم مهرب راسلته عبر تطبيق (واتساب)، فطالبها بمبلغ (30) ألف دولار.

وأوضحت أنّ عملية التهريب تتم عبر أنفاق سرّية من المخيم إلى الجانب الآخر منه، ومن ثم التوجه صوب مدينة رأس العين التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا.

لجوء نساء على صلات بتنظيم داعش في مخيم الهول بسوريا إلى الزواج سعياً إلى التحرر من أماكن احتجازهن

إلا أنّه خلال رحلة التهريب هذه تتعرض الراغبات بالفرار من الهول لاستغلال شبكات التهريب. فقد كشفت أم قعقاع السورية، التي تزوجت من (4) مقاتلين في داعش قتلوا خلال المعارك ضد وحدات حماية الشعب الكردية، أنّ المهربين يحاولون أحياناً استغلال النساء جنسياً.

وقالت: "تواصلت مع المهرب (أبو فرقان) وهو عراقي الجنسية كان سيتولى تهريبي إلى رأس العين مقابل مبلغ كبير، لكنّه وعدني بتخفيض المبلغ مقابل علاقة جنسية بعد خروجي من المخيم".

كما أكدت أنّ قاطنات المخيم ينقلن قصصاً خطيرة عن تعرّض الفارات من الهول إلى عمليات نصب من قبل المهربين، وترك الهاربات لمصيرهن في مناطق مهجورة.

وكانت صفحات موالية للتنظيم قد نشرت عدة مرات في السابق تحذيرات للراغبات بالفرار من المخيم من شبكات تهريب تنصب على النساء.

داعشيات: شبكات التهريب تديرها خلايا نائمة تابعة لداعش داخل وخارج المخيم، والتكلفة تصل إلى (30) ألف دولار أمريكي

كما نشرت داعشية تدعى أم الفعفاء، وهي متواجدة داخل المخيم، على صفحتها الخاصة على (فيسبوك) وعلى صفحة عامة تدعى (مآسي مخيم الهول)، تنبيهاً من أحد المهربين ويدعى نجم عبدالله الملقب بطيبان العراقي المتواجد في تركيا في مدينة صكاريا، مشيرة إلى استيلائه على مبلغ (90) ألف دولار من نساء داعشيات وضعنها برسم الأمانة لديه، مقابل تهريب نساء في المخيم.

بدورها، كشفت الناجية الأيزيدية روسيتا، التي تحررت الصيف الماضي من الهول، أنّ غالبية شبكات التهريب تدار من قبل التنظيم، وأنّ أسعار تهريب النساء تصل إلى (30) ألف دولار، وأوضحت أنّ عيون تلك الشبكات تجوب داخل المخيم بحثاً عن راغبات بالفرار.

أمّا حول مصدر الأموال لتمويل عمليات الهريب، فقد كشفت أم القعقاع وأم سلمة أنّ المال يأتي عبر شبكات التمويل التي يديرها داعش على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحصل الداعشيات على التبرعات والتحويلات الشهرية المقدمة لتلك الشبكات من المؤيدين للتنظيم.

المال يأتي عبر شبكات التمويل التي يديرها داعش على منصات التواصل الاجتماعي

لكنّهما أشارتا إلى أنّ التمويل الأكبر يأتي من منظمة (أي هاها) التركية. وأكدتا خلال حديثهما وجود شبكة تنسيق مع مهربين غالبيتهم من خلايا التنظيم في مدينة إدلب، تديرها نساء يعملن على تأمين الأموال المطلوبة لدفعها للمهربين من المنظمة التركية، وهي منظمة إغاثية تنتشر في عدد من دول العالم، ويشكك العديد من التقارير في نشاطها الإنساني.

وعلى صعيد متصل، أكدت جيهان حنان مديرة مخيم الهول أنّ عمليات التهريب اعتيادية ومستمرة لعوائل داعش، إلا أنّها أوضحت أنّ غالبيتها تبوء بالفشل.

مهرب عراقي يستولي على مبلغ (90) ألف دولار من نساء داعشيات وضعنها برسم الأمانة لديه، مقابل تهريب سيدات في المخيم

وأضافت أنّ "المهربين يعولون على مساحة الهول الشاسعة لنجاح مهمتهم، إذ يرون أنّ محيط المخيم من الخارج يحتاج إلى انتشار أعداد كبيرة من القوات الأمنية وعلى مسافات متقاربة، والأهم من كل ذلك افتقارهم للأجهزة المتطورة التي تؤمن حماية الهول بشكل أكبر".

ونوهت الإدارية الكردية بأنّ الفارات يتوجهن عادة إلى منطقة رأس العين أو إدلب، ويدخل بعضهن تركيا بقصد العودة إلى بلادهن.

يشار إلى أن (49,820) شخصاً يقطنون المخيم، بينهم (24,846) من الجنسية العراقية، و(17,451) من السوريين، ويبلغ عدد الأجانب (7,523)، ويتضمن هذا الرقم (15,129) من النساء، و(33) ألف طفل من أبناء عناصر داعش، وفق إحصائية لإدارة الهول.

وقد أنشئ المخيم أساساً خلال فترة الحرب الأمريكية على العراق عام 2003 بإشراف الأمم المتحدة، لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين الفارين من الحرب، ليستقبل في الأعوام الماضية آلاف العراقيين الهاربين من المناطق التي كانت خاضعة لتنظيم داعش، ثم جُمعت فيه عوائل عناصر من التنظيم بعد القضاء عليه.

مواضيع ذات صلة:

تحذيرات أممية من تزايد مخاطر مخيم الهول في سوريا لهذه الأسباب

هل لهجوم داعش على مخيم الهول علاقة بالحرب في أوكرانيا؟

"برميل بارود جهادي": مخيم الهول يجدد مخاوف عودة داعش



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية