محمد بن راشد.. مسيرة قائد استثنائي

محمد بن راشد.. مسيرة قائد استثنائي

محمد بن راشد.. مسيرة قائد استثنائي


15/04/2023

محمد عبد الرحيم سلطان العلماء

لكل وطن قاماته العُليا ورجاله الاستثنائيون، رجالٌ يُعطون بلا حدود ويتفانون في عملهم، بهم يتقدّم الوطن، وعلى كواهلهم القوية وبسواعدهم المتينة يعلو بنيانه، وإن وطني الإمارات العربية المتحدة محظوظة بقامة وطنية نادرة أعطت للوطن فأجزلت العطاء، وأبدعت في الإنجاز حتى غدت نموذجاً مُلهِماً، ذلكم هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي مضى على تسلّمه مقاليد الحكم نائباً لرئيس الدولة ورئيساً لمجلس الوزراء سبعة عشر عاماً كانت مرحلة فارقة في مسيرة الوطن، وعلامة دالّة على ضخامة الإنجازات التي حققتها الإمارات خلال هذه المرحلة الزمنية الحافلة بجلائل الأعمال التي جعلت من الإمارات نموذجاً حضارياً في الحكم والإدارة، يشهد بذلك ما تُحققه حكومة الإمارات من مؤشرات حضارية متقدمة جداً في سُلّم التصنيف العالمي، وهو إنجاز ممهور بتوقيع صاحب السمو، الذي ينهض بأعباء رئاسة هذه الحكومة منذ سبعة عشر عاماً من خلال مدوّنة حُكم تتمتع بالمرونة والقدرة على التجديد الذاتي وتغيير الاتجاه نحو الأهداف المرسومة بحسب الإيقاع الحضاري العام.

في هذه المناسبة الكبرى من عُمر الوطن تقف الكلمات عاجزة عن وصف الجهود الباهرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في الارتقاء بالوطن نحو أفق متميز على جميع الأصعدة، فالاستثنائية في القيادة هي السمة المميزة لشخصية صاحب السمو، وهو ما عبّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حين كتب تغريدة رائعة المحتوى على حسابه في تويتر نوّه فيها بالمناقب القيادية الفريدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ولخّص فيها جوهر العمل الإداري الكبير لهذا القائد الرمز، حيث قال: «قائد استثنائي وقامة وطنية مُلهِمة.

قاد الحكومة على مدى 17 عاماً نحو التميز والإبداع، وجعل الإمارات نموذجاً عالمياً لجودة العمل الحكومي»، ففي هذه الكلمات المضيئة من كلام صاحب السمو رئيس الدولة شهادة كُبرى من قائد كبير يعرف قيمة الإنجاز الذي أنجزه سيد الإنجاز أبو راشد، وآثاره الإيجابية على مسيرة الوطن، حيث كان التميز والإبداع هو الوسم الذي تتسم به مسيرة هذه الحكومة، التي وضعت نُصب عينيها منذ مرحلة مبكرة تحقيق أعلى النماذج الإدارية على المستوى العالمي، وهو ما خرج من إطار الأمنيات إلى الحقيقة العملية الفعلية التي تجسدت في الحياة واقعاً مَعيشاً يحياه الناس ويقطفون ثماره الناضجة الأصيلة.

وتزداد نبرة الإخاء في هذه التغريدة الرائعة من لدن صاحب السمو رئيس الدولة حين يخاطب سَميّه وعضيده بهذه اللغة الفواحة بعطر المحبة، فيقول: «أخي محمد بن راشد السند والعضيد: حكومة الإمارات استثنائية بقيادتك، وكلنا ثقة بأن مسيرة النجاح والإنجازات مستمرة بجهودك بإذن الله»، فهذه اللغة الأخوية بين هذين القائدين الكبيرين هي استمرار لتلك العلاقة الفريدة التي جمعت بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله، اللذين قدّما نموذجاً باهراً في التعاون الصادق من أجل إنشاء الاتحاد وترسيخ مسيرته عبر نموذج من التعاضد الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً بين رجال الحكم والسياسة، والذي ظل صمام الأمان والضمانة المتينة لمسيرة الحكم في بلدنا الطيب الأصيل.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قد نشر مقطعاً متميّزاً على حسابه في إنستغرام تحدث فيه عن هذه المرحلة المتميزة من مسيرة الدولة؛ حيث تولى مقاليد رئاسة الوزراء وخاض معركة البناء والتعمير، افتتحه بالقسم الذي أقسمه أمام رئيس الدولة لكي يقوم بواجبه في هذه المرحلة الزاهرة من عمر الوطن، وهو القسم الذي يقوم في جوهره على الإخلاص للإمارات وخدمتها بأقصى طاقة، والمحافظة على ترابها الوطني وصيغتها السياسية المتمثلة في هذا الاتحاد المبارك الذي بذل المؤسسون الكبار الغالي والنفيس في سبيل أن يروه واقعاً متحقّقاً على الأرض، فكان خير وارث لهذه الأمانة العُظمى التي ينوءُ بحملها العصبة أولو القوة، وها هو منذ سبعة عشر عاماً يخوض غمرات البناء والإعمار على وتيرة نادرة النموذج جعلت من الإمارات وطناً متميّزاً باستحقاق وشموخ.

ولكي لا يظل الحديث عن المرحلة السابقة من مسيرة الحكومة حديثاً نظرياً، فقد اشتمل المقطع على المنجزات الدقيقة لهذه الحكومة التي ما زالت تسير منذ سبعة عشر عاماً من الوفاء للقسم والعهد، وسبعة عشر عاماً من العمل والتخطيط والمتابعة، وسبعة عشر عاماً من بداية الطموحات لنكون «الرقم واحد»، وبناء المستقبل من خلال تمكين الشباب، وهي الحكومة التي اتخذت عشرة آلاف قرار حكومي نافذ، وعقدت 1440 اجتماعاً، وعيّنت أكثر من ستة وستين وزيراً من مختلف الأجيال، وقامت بأربعة عشر تعديلاً وزارياً من أجل مواكبة التغيرات العالمية، وأصدرت 4200 تشريع في القطاعات كافة؛ ما يشير إلى مدى الحيوية الفائقة لهذه الحكومة التي يقودها بنشاط وعزيمة رائعة صاحب السمو بكل كفاءة وشجاعة واقتدار.

في القصة الثامنة والأربعين من سيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «قصتي: 50 قصة في خمسين عاماً» يذكر صاحب السمو عمق الجذر التاريخي لانخراطه المبكر في مؤسسة الحكم في الوطن منذ عام 1968 حين كان في خضراء الشباب؛ حيث تعلّم من والده الشيخ راشد بن سعيد، رحمه الله، التقاليد المبكرة للإدارة في إمارة دبي قبل أن يلتحق بالعمل مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بعد قيام الاتحاد عام 1971؛ حيث كان وزيراً للدفاع، وحمل مع رجال تلك المرحلة الحاسمة من مسيرة الوطن أعباء البناء والإعمار وحماية الاتحاد، وهي المرحلة التي صقلت شخصيته القيادية على نحو متفرد، لا يدفعه إلى ذلك سوى موقف وطني أصيل عبّر عنه صاحب السمو بلغة لا تخلو من عُمق التأثر وهو يتذكر تلك المرحلة السابقة؛ حيث قال: «وضعتُ كل جهدي في خدمة بلدي وقادتي ووطني عبر السنين.

لم أنافس على كرسي، ولم أتطلّع لرئاسة، ورفضت ولاية العهد أربع مرات. كنت عبر سنوات خدمتي طموحاً من غير طمع في منصب، متطلّعاً للأفضل لبلدي دون هضم حقّ غيري، ساعياً لسعادة شعبي وسعادة أسرتي بما تُحتّمه عليّ المسؤولية في الأسرتين أمام ربي»، ولولا ضيق المقام لأوردت كامل كلام صاحب السمو، الذي يدل على عُمق إحساسه بالمسؤولية وإقدامه على القيام بواجباته على أكمل وجه.

هذا هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فارس الوطن وعاشقه، وضميره النابض بالحب والوفاء، وصادق الولاء، كتب سيرة هذا الوطن بالإنجاز الكبير، وخلّده بالقصائد الجميلة، ونقش اسمه على صفحة التاريخ قائداً مُلهِماً يستحق أن يكون مدرسة في الحكم والإدارة وتشكيل الوعي الوطني، ومنارة تُلهم الأجيال أعمق دروس الحب للوطن من خلال العمل والسعي الصادق في رفعته والارتقاء به إلى مداره العالي بين الأمم والشعوب، فعلى وجهه الطيب أصدق السلام من شعب يُحبه ويُغليه، ويعرف قدره العالي بين رجال السياسة وصانعي مجد الأوطان.

عن "البيان" الإماراتية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية