ما دلالات الحوار الإستراتيجي الإماراتي-الأمريكي ؟

ما دلالات الحوار الإستراتيجي الإماراتي-الأمريكي ؟


21/10/2020

يؤكد انطلاق "الحوار الإستراتيجي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة" عمق التحالف بين البلدين، الذي يشمل طيفاً واسعاً من مجالات التعاون الإستراتيجي المتين في السياسة والدفاع والاستخبارات ومحاربة الإرهاب والاقتصاد والثقافة والتكنولوجيا والطاقة النووية السلمية وعلوم الفضاء.

وقد أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، ونظيره الأمريكي مايك بومبيو، أمس الثلاثاء، إصرار البلدين على تعزيز وتطوير العلاقات بينهما، وذلك خلال انطلاق "الحوار الإستراتيجي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة".

 

الكتبي: الإمارات أصبحت على مدى العقدين الماضيين لاعباً إقليمياً يتزايد تأثيره ومكانته في تشكيل السياسات الإقليمية، مدعوماً باقتصاد قوي، ونموذج تنموي جذاب

 

وقال عبد الله بن زايد، إنّ الإمارات والولايات المتحدة، عازمتان على "العمل معاً في العديد من المجالات"، مضيفاً: "قبل وقت تشرفت بأن أكون في البيت الأبيض للاحتفاء باتفاق تاريخي مهم، واليوم نرى لبنة جديدة في العلاقات الأمريكية الإماراتية".

 الشيخ عبد الله بن زايد والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

وتابع: "بفضل دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإنّ هذه الروابط تعززت ونمت أكثر، ونحن ملتزمون بتعميق العلاقات مع الولايات المتحدة، وتوسيع العلاقات الأمريكية مع الإمارات ودول المنطقة.. نريد الازدهار والسلام للمنطقة برمّتها".

اقرأ أيضاً: الإمارات تجدد التزامها تجاه الشعب الفلسطيني

وتطرق وزير الخارجية الإماراتي، بحسب "سكاي نيوز عربية" إلى جهود مكافحة الإرهاب، قائلاً: "قررنا الانضمام لجهود أمريكا في محاربة الإرهاب منذ وقت، وهذا يدعونا للقول إنّ التطرف والإرهاب لا يزال تهديداً نافذاً.. لذا علينا مضاعفة جهودنا معاً للتغلب على الأصوات المتطرفة الإرهابية".

دلالات

وفي تعليقها على أهمية انطلاق الحوار الإستراتيجي بين الإمارات وأمريكا قالت رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ابتسام الكتبي، في تغريدة على "تويتر" إنّ "الحوار الاستراتيجي بين الإمارات والولايات المتحدة الذي دار (أمس) لا يعكس متانة العلاقة بين الطرفين فقط، وإنما المكانة والثقة التي تتمتع بها الإمارات لدى الحليف الأمريكي أيضاً". وأضافت: "الإمارات أصبحت على مدى العقدين الماضيين لاعباً إقليمياً يتزايد تأثيره ومكانته في تشكيل السياسات الإقليمية، مدعوماً باقتصاد قوي، ونموذج تنموي جذاب، وقيادة شابة طموحة ومرنة استطاعت التكيف مع التحولات الإقليمية والدولية". وفي تأكيدها دور الإمارات في محاربة التطرف والإرهاب قالت الكتبي: "لقد كانت الإمارات الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة في أعداد ونوعية الضربات الجوية الموجّهة ضد تنظيم داعش الإرهابي، كما أنّ قائمة المنظمات التي تصنفها الإمارات إرهابية هي الأطول في العالم بعد القائمة الأمريكية".

الاتفاق النووي والمعيار الذهبي

وفي إشارة إلى الاتفاقية النووية السلمية التي وقعتها الإمارات مع الولايات المتحدة في 2009 وسمحت بالنقل الآمن للمواد النووية الأمريكية إلى الإمارات من أجل بناء مفاعل نووي سلمي خاضع لجميع معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما في ذلك التوقيع على البروتوكول الإضافي (123) الذي يسمى بـ"المعيار الذهبي"، وهو يسمح بالتفتيش المفاجئ في أي وقت على المنشآت النووية، قال الوزير الإماراتي "الإمارات وقعت مع الولايات المتحدة اتفاقية كانت تعتبر ذات معيار ذهبي، وهذا المعيار الذهبي هو الذي أوصلنا لما نحن عليه اليوم، وذلك لمواجهة النووي الإيراني".

واسترسل قائلاً: "نحن نقول إنه يجب منع إيران من حيازة السلاح النووي، وآمل أنّ هذا المعيار الذهبي الذي تجسد في اتفاقنا، أن يتجسد في الاتفاقات الأمريكية الإيرانية".

كما تناول الشيخ عبد الله بن زايد، بحسب "سكاي نيوز عربية" الجوانب الاقتصادية، بالقول: "نريد رؤية فرص وظائف أكثر في أمريكا والإمارات، وستوّلد استثماراتنا مئات الآلاف من الوظائف، كما أنّ الإمارات هي وجهة أساسية للصادرات الأمريكية.. العلاقات بين بلدينا ستثمر أكثر وستحقق إنجازات أكثر".

التعاون الدفاعي

وكانت دولة الإمارات أعلنت في التاسع والعشرين من أيار (مايو) 2019 عن بدء سريان اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة مطلع (2019)، والتي ستعمل على تعزيز التنسيق العسكري بين البلدين، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية "وام". وقالت الوكالة الرسمية إنّ الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية تتشاركان الاهتمام العميق بضرورة تعزيز الرخاء والاستقرار في المنطقة، حيث ستعمل اتفاقية التعاون الدفاعي على تعزيز هذا الاهتمام؛ عبر توطيد التعاون الوثيق في المسائل الدفاعية والأمنية، ودعم الجهود التي تبذلها الدولتان للحفاظ على الأمن في منطقة الخليج.

مجالات التعاون

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إنّ العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة "عميقة"، مشدداً على أنّ هذا الحوار الاستراتيجي هو "استمرارية لهذه العلاقات".

اقرأ أيضاً: متقدمة على دول العالم الأول... الإمارات تتصدر مؤشر سلامة الغذاء والماء والكهرباء

وأوضح أنّ هذا الحوار الاستراتيجي سيناقش قضايا عديدة من بينها "التطورات في ليبيا واليمن". وأشار إلى أنّ "الشيخ عبد الله بن زايد جاء لواشنطن قبل فترة لتوقيع الاتفاق الإبراهيمي التاريخي للاستقرار بالشرق الأوسط والعالم، والآن نبني على ذلك الإنجاز". ونوّه بومبيو إلى أنّ الشراكة بين البلدين تشمل "السياسة والدفاع وأمن الحدود وإنفاذ القانون والاستخبارات ومحاربة الإرهاب وحقوق الإنسان والاقتصاد والثقافة والشراكة الأكاديمية والفضائية".

 

بومبيو: الحوار الاستراتيجي الأمريكي –الإماراتي سيناقش قضايا عديدة من بينها التطورات في ليبيا واليمن

 

واستطرد وزير الخارجية الأمريكي في حديثه بالقول: "عملنا جنباً إلى جنب من أجل تحقيق السلام بالكثير من الدول بالشرق الأوسط.. والإمارات مستثمر كبير في أمريكا، وأنتم المصدر رقم واحد للصادرات الأمريكية، ونثمن تعايشكم وحقوق الأقليات الدينية لديكم والعديد من الإنجازات والقيم لديكم، ونأمل في أن ينتشر هذا الزخم بالدول الأخرى".

وفيما يتعلق بالجهود المشتركة لمواجهة النظام الإيراني، قال بومبيو: "أشكر الإمارات على دعمها لنا في حملة الضغط الأقصى ضد إيران، لمنع ترويج وتدفق الأسلحة للنظام الإيراني، وممتنون لأننا منعنا النظام من القيام بالكثير من الأشياء عبر منصة الأمم المتحدة"، بحسب "سكاي نيوز عربية".

اقرأ أيضاً: الإمارات تعرب عن رفضها العنف والإساءة للأديان عقب حادث باريس

واختتم بومبيو حديثه، بالإعراب عن تطلعه لمشاركة الولايات المتحدة في "معرض إكسبو" في دولة الإمارات، العام المقبل، حيث تحتفل الإمارات أيضاً بالذكرى الخمسين لتأسيسها.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية" إنّ الحوار الإستراتيجي مع الإمارات بالغ الأهمية، وما كان يمكن للولايات المتحدة مكافحة الإرهاب في المنطقة من دون التعاون مع الإمارات، التي تعدُّ رائدة في صنع السلام في منطقة الشرق الأوسط، وفقاً لأورتاغوس.

الصفحة الرئيسية