فسّر التحالف الدولي سبب انسحابه المبكر من العراق قبل الموعد المتفق عليه بعدة أيام بسبب ثقتهم في القوات الأمنية العراقية وجاهزيتها وقدرتها على حماية العراق.
يأتي ذلك في وقت أطلقت فيه القوات العراقية خطة أمنية لتأمين احتفالات عيد الميلاد والعام الجديد، وبالتزامن أطلقت (3) عمليات لمواجهة فلول داعش.
وقال التحالف في بيان أمس: "اعتباراً من 9 كانون الأول (ديسمبر) لم تعد هناك قوات أمريكية أو قوات للتحالف تقوم بدور قتالي في العراق".
وأضاف: "لقد كنا متقدمين على الجدول الزمني (بشأن سحب القوات القتالية)، وقمنا بتنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها في الحوار بين الولايات المتحدة والعراق".
وأوضح: "كان الانسحاب المبكر ممكناً بسبب التقدّم الهائل الذي حققته قوات الأمن العراقية، بما في ذلك قوات البيشمركة (الخاصة بإقليم كردستان شمال البلاد)، في تطوير القدرة والقابلية على قيادة القتال ضد عصابات داعش الإرهابية".
التحالف: كان الانسحاب المبكر ممكناً بسبب التقدم الهائل الذي حققته قوات الأمن العراقية، بما في ذلك قوات البيشمركة
وأردف: "بالنسبة إلى القوات الأمريكية وقوات التحالف المتبقية في العراق، فإنّ المهمة الأساسية هي تقديم المشورة والمساعدة وتمكين قوات الأمن العراقية من الحفاظ على الهزيمة الدائمة لداعش".
وفي 26 تموز (يوليو) الماضي اتفقت بغداد وواشنطن على انسحاب جميع القوات الأمريكية المقاتلة من العراق بحلول نهاية العام الجاري 2021، مع الإبقاء على مستشارين ومدربين أمريكيين لمساعدة قوات الأمن العراقية.
وقادت واشنطن منذ عام 2014 تحالفاً دولياً ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، تولى مهمة تقديم الدعم اللوجستي والاستخباري والجوي للقوات العراقية في عملياتها العسكرية ضد التنظيم.
وضغطت قوى سياسية وفصائل مسلحة عراقية مقربة من إيران من أجل انسحاب القوات الأجنبية، لا سيّما الأمريكية، من العراق.
وهذه الضغوط تكثفت بعد مقتل كل من قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أمريكية قرب بغداد في 3 كانون الثاني (يناير) 2020، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم"، نقلاً عن وكالة الأناضول.
ويرفض تحالف "الفتح"، وهو يضم غالبية فصائل الحشد الشعبي، بقاء أي قوات أمريكية غير قتالية لأغراض التدريب أو المشورة بعد نهاية العام الجاري.
والأحد، قال قائد الجيش العراقي بمحافظة كركوك الفريق علي الفريجي في بيان: إنّ "قوات الفرقة الآلية التابعة للشرطة الاتحادية تمكنت من قتل إرهابيين اثنين، أحدهما كان يرتدي حزاماً ناسفاً، بكمين محكم في منطقة الطرفاوي غرب كركوك".
وخلال الأسابيع الماضية، تزايدت وتيرة هجمات "داعش" على القوات العراقية، خاصة في المنطقة الحدودية الفاصلة بين سيطرة السلطات الاتحادية وإقليم كردستان شمال العراق.
وأعلنت بغداد أواخر 2017 تحقيق النصر على "داعش" باستعادة الأراضي التي اجتاحها صيف 2014، وتُقدّر بنحو ثلث مساحة العراق.
لكنّ التنظيم ما يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة من البلاد، ويشنّ هجمات دموية من حين إلى آخر.