سقوط الأمير وكل رجاله.. هزيمة مدوية للجماعة الإسلامية في الانتخابات الباكستانية

سقوط الأمير وكل رجاله.. هزيمة مدوية للجماعة الإسلامية في الانتخابات الباكستانية

سقوط الأمير وكل رجاله.. هزيمة مدوية للجماعة الإسلامية في الانتخابات الباكستانية


11/02/2024

في مفاجأة غير متوقعة، فاز المرشحون المستقلون المنتمون إلى حزب حركة الإنصاف، الذي يرأسه الزعيم السياسي الباكستاني المسجون عمران خان، بأكبر عدد من مقاعد الجمعية الوطنية في الانتخابات العامة الباكستانية، محققين فوزاً مفاجئاً في تصويت شابه بطء في فرز الأصوات وادعاءات بالتزوير، بحسب شبكة الأخبار الأمريكية (سي إن إن).

وفاز حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية (نواز)، الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق نواز شريف، والذي كان المرشح الأول للفوز، بثاني أكبر عدد من المقاعد حتى الآن، بينما حصل حزب الشعب الباكستاني على المركز الثالث. 

وبحسب النتائج الأولية، لن يتمكن أيّ حزب من الأحزاب الرئيسية الـ (3) في البلاد من الفوز بالمقاعد الـ (169) اللازمة للحصول على الأغلبية في البرلمان، وبالتالي لن يتمكن من تشكيل الحكومة بمفرده، وعليه هناك حالة من الغموض حول هوية رئيس الوزراء المقبل للبلاد.

إصرار إخواني وثقة وهمية

استبقت الجماعة الإسلامية الباكستانية، الذراع السياسية للإخوان، الانتخابات التشريعية بدعاية واسعة، رفضت فيها كل محاولات التأجيل، وانتقدت الجماعة في 5 كانون الثاني (يناير) الماضي قرار مجلس الشيوخ القاضي بتأجيل الانتخابات، ووصفته بالـ "مؤامرة ضدّ البلاد والديمقراطية". وتساءلت الجماعة في بيان رسمي: "إذا خرجت عربة الديمقراطية عن مسارها، فمن سيضعها على المسار الصحيح؟". وقال أمير الجماعة الإسلامية سراج الحق: إنّ (11) عضواً في مجلس الشيوخ لا يمكنهم تحديد مصير الملايين، وإنّ مشكلة البلاد الوحيدة تكمن في إجراء الانتخابات في موعدها، وإذا أردنا إنقاذ البلاد، فلا بدّ من إجراء الانتخابات في الوقت المحدد.

 أمير الجماعة سراج الحق

الجماعة الإسلامية نافست على (241) مقعداً في المجالس الوطنية، و(531) مقعداً في مجالس المحافظات. وزعم الأمير سراج الحق أنّ شعبية الجماعة في الشارع حسمت الانتخابات قبل موعدها، وأنّه لا محالة سوف يشكل الحكومة القادمة.

هزيمة مذلة للإخوان

ومع إعلان النتائج الأولية، جاءت هزيمة سراج الحق، أمير الجماعة، في معقل الإخوان بمقاطعة خيبر بختونخوا، وبالتحديد الدائرة NA-6، كمؤشر على سقوط الجماعة في غالبية الدوائر. ووفقاً لتقارير محلية، هُزم زعيم الجماعة الإسلامية سراج الحق في مقاطعة خيبر بختونخوا أمام المرشح المستقل محمد بشير خان، المدعوم من حزب حركة الإنصاف، بفارق كبير في الأصوات.

 

بحسب النتائج الأولية، لن يتمكن أيّ حزب من الأحزاب الرئيسية الـ (3) في البلاد، من الفوز بالمقاعد الـ (169) اللازمة للحصول على الأغلبية في البرلمان.

 

بدوره، طالب أمير الجماعة الإسلامية باستقالة رئيس مفوضي الانتخابات إسكندر سلطان رجا، ووصف الانتخابات بالمهزلة، واتهم مؤسسات الدولة بالتدخل في سير العملية الانتخابية وتزوير أصوات الناخبين. وقال سراج الحق في بيان رسمي: إنّ "الانتخابات المزورة أجريت دون التعلم من الماضي"، ووصف الانتخابات بالـ "مزورة"، وقال: إنّ "الحكومة التي سيتم تشكيلها ستكون مزورة أيضاً". كما زعم أمير الجماعة الإسلامية أنّ الاتحاد الأوروبي طالب بإجراء تحقيق حول نتائج الانتخابات، وقال: إنّه يجب تشكيل لجنة مستقلة ومحايدة للتحقيق في سير الانتخابات.

الجماعة الإسلامية اتهمت رئيس مفوضية الانتخابات بانتهاك القوانين، وزعمت في بيان لها أنّ لجنة الانتخابات دعمت حزب الرابطة (نواز)، وحزب الشعب، والحركة القومية المتحدة.

سقوط مباغت في كراتشي

في كراتشي، إحدى أبرز مراكز الإخوان، والتي حققت فيها الجماعة الإسلامية قبل أشهر نتائج قوية في الانتخابات البلدية، شهدت الولاية تراجعاً حاداً لمرشحي الإخوان، بينما تقدم المستقلون والمرشحون المنتمون إلى حزب الحركة القومية.

أمير الجماعة الإسلامية في كراتشي حافظ نعيم الرحمن

أمير الجماعة الإسلامية في كراتشي حافظ نعيم الرحمن زعم أثناء خطاب له في مؤتمر صحفي في مؤسسة (نور حق) يوم الجمعة الماضي أنّ لجنة الانتخابات فشلت في إجراء انتخابات نزيهة، وادعى أنّ الجماعة الإسلامية فازت، لولا التزوير. وأضاف: "لقد فزنا، ويجب أن نحصل على مقاعدنا التي فزنا بها". وتابع: "لقد أعطى شعب كراتشي أكبر عدد من الأصوات للجماعة الإسلامية والمرشحين المستقلين، ولكنّ الحركة القومية تحاول فرض نفسها على المدينة مرة أخرى من خلال عمليات التزوير وتغيير النتائج. وتابع: "سننظم احتجاجات حاشدة ضدّ أسوأ تزوير في التاريخ، وسوف نتظاهر في جميع أنحاء باكستان". 

 

حافظ نعيم الرحمن: شعب كراتشي منح أكبر عدد من الأصوات للجماعة الإسلامية، والمرشحين المستقلين، ولكنّ الحركة القومية تحاول فرض نفسها على المدينة مرة أخرى.

 

وزعم حافظ نعيم الرحمن أنّ لجنة الانتخابات أعلنت أنّه سيتم تسليم الاستمارتين (45 و46) ليلة الانتخابات، لكنّ موظفي الاقتراع لدى الجماعة ظلوا ينتظرون خارج مكاتب الاقتراع حتى وقت متأخر من الليل، ولم يتم تسليمهم الاستمارتين.  وقال: إنّ ذلك كان يعكس الرغبة في تزوير الانتخابات من قبل اللجنة.

بدوره، قال أمير الجماعة الإسلامية سراج الحق: إنّ نتائج العديد من الدوائر الانتخابية لم تظهر بعد، وهذا يُعدّ إساءة لجميع الناخبين. وأضاف: إنّ الحركة القومية المتحدة احتجزت كراتشي رهينة لفترة طويلة، وإنّ المنافسة الحقيقية في كراتشي كانت بين حركة الإنصاف والجماعة الإسلامية. 

وتابع: " في الماضي تم تقويض القانون والنظام في كراتشي بسبب الحركة القومية المتحدة"، زاعماً أنّ التاريخ يعيد نفسه، وأنّ الدولة لا تتعلم من أخطاء الماضي.

مواضيع ذات صلة:

زلة لسان في باكستان تكشف خيانة الإخوان في بنغلاديش

بعد أن هددت بتدمير سلام العالم.. خطاب الجماعة الإسلامية يشعل العنف الطائفي في باكستان

قانون التجديف في باكستان: هل هو لترويع الأقليات الدينية؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية