دكتوراة بالمخالفة للقانون تكشف فساد الإخوان في الجامعات المغربية

دكتوراة بالمخالفة للقانون تكشف فساد الإخوان في الجامعات المغربية


06/07/2022

قبل أيام، أعلنت النائبة السابقة، والقيادية في حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسيّة للإخوان المسلمين في المغرب، أمينة ماء العينين، حصولها على درجة الدكتوراة في القانون العام، من كلية العلوم القانونية، التابعة لجامعة الحسن الثاني، بالمحمدية، والتي جاءت بعنوان: "الحكامة التشريعية في المغرب: مجال القانون ومجال التنظيم".

ماء العينين، قالت عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ إنّها حصلت على شهادة الدكتوراة في القانون العام، بتقدير مشرف جداً، من طرف لجنة مكونة من أساتذة وصفتهم بالمحترمين، قبل أن تتوجه إليهم جميعاً بالشكر الجزيل.

وعلى الفور، أثار الخبر حالة من الجدل، حيث طالب عدد من الأساتذة بجامعة محمد الخامس، بفتح تحقيق حول الطريقة التي منحت بها ماء العينين، درجة الدكتوراة، وسط شبهات أحاطت بالحدث العلمي، وتقارير أفادت بقيام الأساتذة التابعين لحزب العدالة والتنمية، باستغلال النفوذ، ومخالفة القانون، ذلك أنّ رشيد لمدور، المشرف الرئيسي على القيادية الإخوانية، يشغل هو الآخر منصباً قيادياً في حزب المصباح، وسط تقارير أثبتت قيامه بمخالفة المعايير العلمية والأكاديمية المتفق عليها، والقفز فوق اللوائح والقوانين، من أجل منح المذكورة درجة الدكتوراة.

مخالفة اللوائح الجامعية

تقارير محلية من داخل الجامعة، كشفت أنّه في أعقاب وفاة الأستاذ ماياج، المشرف على الأطروحة، اكتشف الأساتذة وجود شبهة فساد وتلاعب باللوائح، حيث إنّ أمينة ماء العينين، حصلت على درجة الإجازة في الفلسفة، وبالمخالفة للوائح حصلت على درجة الماجستير في تخصص آخر هو حقوق الإنسان، ثمّ سجلت أطروحتها الخاصّة بالدكتوراة في سلك القانون العام!. الأمر الذي دفع باقي أساتذة الجامعة إلى رفض مهمة الإشراف عليها، قبل أن يقبل الدكتور رشيد لمدور، بذلك، مسخراً كل جهوده لخدمة القيادية في الحزب الذي ينتمي إليه.

القيادية في حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسيّة للإخوان المسلمين في المغرب، أمينة ماء العينين

هذا التناقض الحاد بين التخصصات، كشف عن عملية التمرير التي جرت لأطروحة الدكتوراه، بالمخالفة لكل المعايير الأكاديمية، وسلّط الضوء على العوار الإداري في المنظومة التي سمحت بذلك، بسبب الانحياز السياسي للنائبة السابقة، المقربة داخل الحزب الإخواني من مجموعة الأمين العام، عبد الإله بنكيران.

المطالبة بفتح تحقيق شامل

أساتذة الجامعة رفضوا هذه المخالفات الفجة، وطالبوا رئيس الوزراء، عزيز أخنوش، بالتدخل لحماية استقلال الجامعة، والحفاظ على مكونات وقيم المؤسسات الأكاديمية في البلاد، ومنع التدخلات الحزبية والسياسيّة من اختراق الجامعات المغربية.

موقع برلمان دوت كوم المغربي، استقبل مجموعة من الرسائل الغاضبة من أساتذة جامعيين، استعرضها في تقرير مفصل حول الواقعة؛ حيث تساءل المحتجون حول الدوافع، التي جعلت، جمال حطابي، العميد السابق لكلية الحقوق بالمحمدية، يقبل الأطروحة التي تقدمت بها ماء العينين، على الرغم من رفض جامعة محمد الخامس العريقة بالرباط لها، وعلاقة الأخير، بالقيادي بحزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، والذي تعددت زياراته الغامضة للكلية، وكذلك وزير العدل السابق، القيادي بالمصباح، مصطفى الرميد.

طالب عدد من الأساتذة في جامعة محمد الخامس بفتح تحقيق حول الطريقة التي منحت بها ماء العينين، درجة الدكتوراة وسط شبهات أحاطت بالحدث العلمي وتقارير أفادت بقيام الأساتذة التابعين لحزب العدالة والتنمية باستغلال النفوذ ومخالفة القانون

وطالب الأساتذة الرافضين للمخالفات التي جرت، بـ "فتح تحقيق شفاف، في كيفية انتقال ماء العينين من الفلسفة إلى القانون، سالكة طريق الالتواء بماستر غريب الأطوار، حول حقوق الإنسان، قادمة إليه من إجازة في الفلسفة، في غفلة وتواطؤ من بعض الأساتذة". 

موقع برلمان دوت كوم المحلي، الذي فجر التساؤلات، نشر رسائل الأساتذة المعترضين، ولفت إلى أنّ كلية أكدال سبق وأن رفضت تسجيل أطروحة الطالبة، والتي اضطرت على إثر ذلك إلى تسجيلها في كلية العلوم القانونية بالمحمدية، كنوع من التحدي، والإصرار، مطالباً بفتح الصندوق الأسود للقيادات الإخوانية، التي تمّ منحها درجات علمية في عهد حزب الحرية والعدالة، متهماً لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حقبة العدالة والتنمية، بالعبث بمقدرات الجامعة، حيث إنّه، وبحسب الموقع، "فتح باب الجامعة على مصراعيه، لأعضاء حزب المصباح، الذين تقلدوا عدة مناصب، وأتاحوا فرص التسجيل في سلك الدكتوراه لزملائهم في الحزب". كما كشف الموقع المغربي في تقريره الموثق، أنّ "الجامعة الفرنسية التي كان يدرس بها لحسن الداودي نفسه بمدينة ليون، رفضت مناقشة رسالته، بسبب ضعف محتواها، فلجأ إلى جمع لجنة مغربية، قبلت مناقشة ذات الرسالة ومنحته شهادة الدكتوراة".

الكاتب والمفكر المغربي، سعيد ناشيد: الأيام القادمة سوف تحمل المزيد من المفاجآت، بسبب العبث الذي مارسه حزب الإخوان

الكاتب والمفكر المغربي، سعيد ناشيد، عبّر، في تصريحات خصّ بها "حفريات"، عن عدم اندهاشه من المخالفات المتتالية لحزب المصباح، التي تمّ الكشف عنها، لافتاً إلى أنّ الأيام القادمة سوف تحمل المزيد من المفاجآت، بسبب العبث الذي مارسه حزب الإخوان، والذي طال كلّ شيء طيلة العشرية السابقة، حيث يرى أنّ تجريف الجامعة من الكفاءات، تزامن معه زرع القيادات الإخوانية، في مراكز تمنح التنظيم المقدرة على تفعيل خطط التمكين.

سعيد ناشيد: الأيام القادمة سوف تحمل المزيد من المفاجآت بسبب العبث الذي مارسه حزب الإخوان والذي طال كلّ شيء طيلة العشرية السابقة

القيادية المقربة من عبد الإله بنكيران، كانت من أهم داعميه، في صراعه مع الأمين العام السابق، سعد الدين العثماني، وهي تنتمي لنفس المرجعية الأيديولوجية المرتبكة، والتي تكونت لديها قناعات، بأنّ الغاية المريضة، تبرر الوسيلة مهما كانت منتهكة لمعايير القانون واللوائح، حيث دمر الإخوان قطاع التعليم العالي في البلاد، وكان كلّ همهم هو تحقيق التمكين، عبر منح عناصرهم درجات علمية، غير مستحقة، كمبرر لتقلد مناصب قيادية في مختلف الإدارات والهيئات الجامعية، والآن أصبحت المهمة أمام وزارة التعليم العالي ثقيلة، من أجل إعادة هيكلة إرث الإخوان، وتركتهم المخالفة للقانون والأخلاق، وقيم المؤسسة الأكاديمية.

مواضيع ذات صلة:

إخوان المغرب ومدونة الأسرة.. لماذا دافع بنكيران عن زواج القاصرات؟

الانشقاقات تعصف بحزب العدالة والتنمية المغربي... ماذا عن معارك بنكيران الجانبية؟

إخوان المغرب وتوظيف الحواضن الاجتماعية من أجل العودة إلى السلطة




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية