حملات حوثية لتشويه اللقاحات والفيروسات تتفشى

حملات حوثية لتشويه اللقاحات والفيروسات تتفشى

حملات حوثية لتشويه اللقاحات والفيروسات تتفشى


09/03/2023

بلال أبو كباش

تحذر منظمة اليونيسيف والحكومة اليمنية على حد سواء، من خطورة تفشي فيروسي شلل الأطفال والحصبة في اليمن، مشيرة إلى انتشار واسع للمرضين الخطيرين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، التي تخوض حملة إعلامية ضد اللقاحات، في وقت يعد فيه أطفال اليمن بأمس الحاجة لها.

وأمس الثلاثاء، أعلن رئيس منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية كريستوس كريستو، انتشار مرض الحصبة وسط الأطفال بمحافظة حجة، داعياً إلى توسيع نطاق التطعيم.

وقال كريستو خلال زيارته لعدد من مستشفيات حجة الخاضعة لسيطرة الميليشيا: "رأيت هنا العديد من الأطفال المصابين بعدوى الحصبة.. الفريق الطبي أفاد بأن السبب الرئيسي في هذه الزيادة هي الفجوة الكبيرة في اللقاحات الروتينية وانخفاض مستوى التطعيم بين الأطفال"، وفق البيان. 
وإلى جانب تفشي الحصبة، يتفاقم انتشار فيروس شلل الأطفال في مناطق الحوثيين، بسبب سياسة الميليشيا التضليلية، فهي تنفذ حملات كثيرة، لمهاجمة اللقاحات اللازمة لمواجهة المرض، وتعتبرها مواد قاتلة، يهدف الغرب من خلالها "لقتل أطفال المسلمين".

وتسبب مرض شلل الأطفال، بوفاة 15 طفلاً يمنياً العام الماضي بحسب اليونيسيف. في حين أدى تفشي الحصبة إلى وفاة 10 أطفال في مديرية المحابشة التابعة لمحافظة حجة الخاضعة لسيطرة الحوثيين. ومنذ 2021، سجلت 227 حالة إصابة بمرض شلل الأطفال، في مناطق الحوثيين. وفي حال عدم تسريع عمليات التلقيح، فإن 75 ألف طفل يمني معرضون لخطر الموت، بحسب الصحة العالمية.  

حملة حكومة

ولا تبدي الميليشيا أي تعاون مع الحكومة اليمنية التي أطلقت في 5 مارس (آذار) الجاري بالتعاون مع منظمتي اليونيسف والصحة العالمية، حملة تحصين شاملة ضد شلل الأطفال تستهدف مليوناً و290 ألف طفل دون سن الخامسة في 12 محافظة باليمن.
وقال وزير الصحة اليمني قاسم بحيبح يوم الأحد الماضي، إن أكثر من 10 آلاف كادر صحي يشاركون في الحملة التي تستهدف على مدى 3 أيام الوصول إلى أكثر من مليون منزل. 

شيطنة حوثية 

وتواجه الحملة التي أطلقت يوم الأحد الماضي معارضة شرسة من ميليشيا الحوثي، ما دفع قسم كبير من اليمنيين، للسؤال عن السبب في معارضة اللقاحات، وعن ما إذا كانت الميليشيا حريصة بحق على صحة أطفال اليمن. 

وفي إجابته على السؤالين السابقين، يقول أخصائي أطفال يعمل في مستشفى الثورة بصنعاء، إن الحملة الحوثية الشرسة ضد اللقاحات، ذات أبعاد أيدلوجية طائفية مرتبطة بمحاضرات مؤسس الجماعة الهالك حسين الحوثي.
وأضاف الأخصائي، أن الحوثي المؤسس للميلشيا الإرهابية هاجم بشكل واضح اللقاحات وقال، إنها "عبارة عن مواد قاتلة والغرب لن يقدم للمسلمين شيء مفيد وهذا الشيء ينطبق على اللقاحات أو السموم"، وفقاً لما ذكره موقع "الصحوة نت". 

وفي وقت سابق، نظمت الميليشيات الحوثية حملة تحت عنوان "خطورة اللقاحات على البشرية"، شارك فيها قيادات عليا، من بينها رئيس حكومة الانقلاب غير المعترف بها دولياً عبد العزيز بن حبتور، والقيادي طه المتوكل المنتحل صفة وزير الصحة، إضافة إلى مدير مكتب زعيم الميليشيات، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط". 
وفي الفعالية وصف القيادي الحوثي سليم السياني، الذي يعرف نفسه بالباحث الصحي، اللقاحات، بـ"المؤامرة العدوانية"، زاعماً أن "اللقاحات مجرد أوساخ وسموم، ولا أمان لها، لأنها تأتي ضمن سياق مؤامرة عالمية ومشروع إنقاص البشرية" فيما يعرف بـ"مشروع المليار الذهبي"، وفق زعمه.
أما القيادي طه المتوكل، الذي يدير قطاع الصحة في مناطق سيطرة الميليشيات، فأعلن أن اللقاحات ليست إلزامية بالمطلق، ومن يريد الحصول عليها فعليه تحمل مسؤولية أضرارها ومضاعفاتها عليه.

التزام حكومي

ومع اشتداد الحملة الحوثية المعادية لحملات التلقيح، أكد وزير الصحة العامة والسكان اليمني قاسم بحيبح، على أهمية اللقاحات ودورها في المنظومة الصحية وتطور التاريخ الإنساني، مطالباً بتضافر الجهود الرسمية والشعبية لإنجاح برامج التحصين وتصويب المعلومات الخاطئة والمضللة التي تروج ضد برنامج التحصين، خصوصاً في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية. 

كما أشار وزير التعليم العالي في اليمن خالد الوصابي، إلى أن وزارة الصحة تخوض حالياً معركة كبيرة لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية، وذلك في مواجهة التحديات الصحية الكبيرة، من بينها الإشاعات والحرب الحوثية ضد اللقاحات والطب الحديث عموماً، مطالباً بمؤازرة وزارة الصحة لاستئصال شلل الأطفال. 

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية