الإخوان المسلمون: تواصلُ تداعيات اعتقال الغنوشي في تونس وحرب إعلامية في اليمن

في تونس تواصل السلطات الأمنية تحقيقاتها مع راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، وسط أنباء تشير إلى امتناع الأخير عن التعاون مع جهات التحقيق. ومن جهة أخرى تضامنت الأذرع الإخوانية في المغرب وموريتانيا والعراق وسوريا مع حركة النهضة، في تدخل فج في الشأن الداخلي التونسي.

وفي اليمن واصلت الأذرع الإخوانية نهج نشر الشائعات، بينما تواصل الجماعة الإسلامية الباكستانية تحريضها الفج على مؤسسات الدولة.

الغنوشي يرفض التعاون مع جهات التحقيق

في تونس أعلنت حركة النهضة عن تولي القيادي في الحركة منذر الونيسي تسيير شؤون الحركة، في غياب رئيسها راشد الغنوشي المعتقل في السجن. وقالت الحركة، في بيان لها، إثر اجتماع مكتبها التنفيذي: إنّ الونيسي سيتولى المنصب إلى حين زوال الأسباب، وجدّدت الدعوة إلى إطلاق سراح الغنوشي وبقية النشطاء السياسيين.

الحركة أعلنت التزامها بمواصلة مشاركتها في إطار ما يُسمّى بجبهة الخلاص الوطني، بزعم استعادة المسار الديمقراطي في البلاد. وطالبت "بإطلاق سراح كافة المعتقلين، والقطع مع أسلوب التنكيل والتشفي"، بحسب زعمها، كما لفتت إلى ما أطلقت عليه خطورة مخالفة الدستور والمعاهدات الدولية، بالتضييق على نشاط الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وحرية التنظيم والتظاهر السلمي، في استدعاء ضمني للتدخل الخارجي.

من جهة أخرى، بقي الغنوشي على ذمة التحقيقات، في القضية التي تتعلق بتصريحات تحريضية كان قد أدلى بها تحمل تهديدات بحرب أهلية في الدولة، وذلك إلى حين اتخاذ الإجراءات بخصوصه، وفي سياق مباشرة التحقيقات مع الغنوشي زعيم النهضة التونسية، تم نقله من سجنه بالمرناقية إلى ثكنة الحرس الوطني بالعوينة؛ للمثول أمام فرقة مكافحة الإرهاب، وفق إذاعة "شمس" التونسية.

وكان المختار الجماعي عضو هيئة الدفاع عن رئيس حركة النهضة، قد كشف عن مقاطعة  الغنوشي جلسات التحقيق معه. وزعم المحامي أنّ استدعاء الغنوشي أصبح ضرباً من ضروب التنكيل، وادّعى أنّ "الغنوشي حضر ما يزيد عن (120) ساعة استنطاق وتحقيق. كما أفادت ابنة رئيس الحركة سمية الغنوشي في تغريدة لها بأنّ والدها "قرر مقاطعة جلسات التحقيق، بعد حضوره ما يزيد عن (120) ساعة تحقيق في قضايا مفتعلة بملفات خاوية"، بحسب زعمها.

تضامن إخوان المغرب وموريتانيا وسوريا والعراق مع الغنوشي

في المغرب وصف حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع الإخوانية في المغرب، اعتقال زعيم حركة النهضة بأنّه "تطور خطير في الأزمة السياسية التي تشهدها تونس". وزعم الحزب أنّ هذا الاعتقال الذي وصفه بالتعسفي من شأنه أن "يعمق الأزمة، ويسد الطريق على كل إمكانية لحلها عن طريق الحوار بين كل الفرقاء في تونس".

وفي موريتانيا أصدر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذراع السياسية للإخوان، بياناً رسمياً، أعرب فيه إدانة اعتقال رئيس حركة النهضة، وإغلاق المقار العامة للحركة، مدعياً أنّ ما يحدث في تونس هو "حلقة جديدة من مسلسل القمع ومصادرة الرأي، والتضييق على الحريات العامة للشعب التونسي وقواه الحية". وزعم الحزب الإخواني أنّ ذلك يتناقض مع "أبسط الأعراف الديمقراطية والقيم الأخلاقية والعدالة الإنسانية".

تضامنت الأذرع الإخوانية في المغرب وموريتانيا والعراق وسوريا مع حركة النهضة، في تدخل فج في الشأن الداخلي التونسي

وفي العراق هاجم الحزب الإسلامي العراقي، الذراع السياسية للإخوان، السلطات التونسية، وقال: إنّ إقدامها على اعتقال الغنوشي "هو رجوع بالزمن إلى الوراء، والتخلي طواعية عن كافة المكاسب التي جناها الشعب التونسي، بالتحرر من النظام المستبد الذي كان يحكمه"، مطالباً بإطلاق سراح الغنوشي قبل فوات الفرصة.

كما تضامنت جماعة الإخوان السورية مع الغنوشي، واتهمت من وصفتها بقوى الهيمنة والاستبداد في تونس بالانقلاب على الديمقراطية ونتائج الانتخابات البرلمانية. وأضافت في بيان لها: "ندين ونستنكر اعتقال الأستاذ راشد الغنوشي، ونطالب السلطات التونسية بالإفراج عنه حالاً، والكفّ عن هذه الممارسات القمعية التي تهدد مصلحة الشعب التونسي وحقه في الحياة الحرة الكريمة".

حرب الإعلام الإخوانية في اليمن

في اليمن، نفى مسؤول المركز الإعلامي لقوات العمالقة الجنوبية أصيل السقلدي الشائعات التي روّجت لها منابر الإخوان، وادّعت فيها إقدام العمالقة على قتل الشيخ عبدالله الباني.

السقلدي قال في منشور على صفحته الرسمية، على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): إنّه "لا صحة لما نشرته مواقع صحفية صفراء، أبرزها مأرب برس، والمصدر أون لاين، من أخبار تتهم ألوية العمالقة الجنوبية بقتل الشيخ".

من جهته، شنّ القيادي الجنوبي هاني بن بريك النار على حزب الإصلاح الإخواني، ومنابره الإعلامية. قائلاً: "في أيّ أزمة في أيّ بلد عربي أو إسلامي، سواء كانت سياسية أو تصعدت إلى احتراب مسلح، بالنسبة إليّ، فإنّ إعلام الإخوان، قنوات فضائية أو منصات إلكترونية، وناشطيهم في مواقع التواصل وكتابهم، يكشفون لي بشكل مباشر من هو على الحق، فمن ساندوه ودعموه هو المبطل، وقد يكون مستغفلاً".

في اليمن نفى مسؤول المركز الإعلامي لقوات العمالقة الجنوبية أصيل السقلدي الشائعات التي روّجت لها منابر الإخوان، وادّعت فيها إقدام العمالقة على قتل الشيخ عبدالله الباني

واختتم هاني بن بريك هجومه الذي ضمّنه تغريدة له بالقول: "لاتغرّنكم أوصاف تطلق من قبلهم، مثل: الجيش الوطني، ولاينفرنّكم الوصف الكاذب بالميليشيات".

تحريض الإخوان على الدولة في باكستان

في باكستان، واصل سراج الحق أمير الجماعة الإسلامية، الذراع الإخوانية، التحريض على حكومة شهباز شريف، وقال: إنّ باكستان حصلت على قروض من صندوق النقد الدولي (22) مرة، ومع ذلك تزداد الأزمة الاقتصادية سوءاً، وأضاف: "اليوم هناك منافسة كبيرة بين الأحزاب، ليكون أحدها العبد المفضل لدى صندوق النقد الدولي". كما زعم سراج الحق أنّ مؤسسات الدولة، بما فيها المحكمة العليا، منحازة لطرف على حساب آخر، ووصف ذلك بالخيانة. لافتاً إلى أنّ الظروف الاقتصادية لن تتحسن، حتى تصبح المؤسسات محايدة.

أمير الإخوان حذّر الأحزاب السياسية من إجراء الانتخابات في البنجاب فقط، بدلاً من البلاد بأكملها؛ لأنّ ذلك سوف يؤدي إلى حدوث أعمال شغب على نطاق واسع، في تهديد غير مباشر لمؤسسات الدولة.

مواضيع ذات صلة:

- الإخوان المسلمون: غضب في ليبيا وانشقاق في تونس وتجاهل في موريتانيا

- الإخوان المسلمون: مواصلة السقوط في تونس واستبداد في الجزائر وصدام مع القصر في المغرب

- الإخوان المسلمون: عكس التيار في تونس وانتهازية في المغرب واستقالة مدوية في موريتانيا