اكتشاف أثري لمقبرة في المنيا يلقي الضوء على تقاليد الدفن البطلمية والرومانية

اكتشاف أثري لمقبرة في المنيا يلقي الضوء على تقاليد الدفن البطلمية والرومانية

اكتشاف أثري لمقبرة في المنيا يلقي الضوء على تقاليد الدفن البطلمية والرومانية


04/02/2024

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية في بيان أصدرته في كانون الثاني (يناير) الماضي، عن كشف أثري هائل حققه علماء الآثار في منطقة البهنسا بالمنيا، ممّا يسلط الضوء على حقبة طويلة من التاريخ القديم. يتضمن هذا الاكتشاف الأخير قبوراً منحوتة في الصخر من العصرين البطلمي والروماني، وهو ما يمثل لمحة رائعة لممارسات الدفن في تلك الفترات. وقد كشف الموقع أيضاً عن مجموعة من القطع الأثرية لأول مرة في البهنسا، ويتضمّن ذلك مومياوات في حالة جيدة، وتوابيت مصممة بشكل معقد، وأقنعة ذهبية رائعة، وتماثيل من الطين. وهي في مجملها اكتشافات تبشر بتسليط ضوء جديد على عادات وإنجازات فنية للحضارات القديمة التي ازدهرت في هذه المنطقة.

مقابر صخرية من العصرين البطلمي والروماني

في إنجاز أثري كبير، كشفت بعثة إسبانية بقيادة (الدكتورة إستر بونس ميلادو) و (د. مايته ماسكورت) من جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم عن سلسلة من المقابر بمنطقة البهنسا بمحافظة المنيا في صعيد مصر. وهي مقابر يعود تاريخها إلى العصرين البطلمي والروماني، وتكشف عن ممارسات دفن متباينة فضلاً عن عدد من المومياوات تعود أيضاً إلى العصر الروماني.

بدأت سلالة البطالمة في مصر عام 305 قبل الميلاد، عندما أعلن الجنرال المقدوني بطليموس نفسه ملكاً "بطليموس الأول سوتر"، بعد أن حكم مصر لعدد من الأعوام بعد تقسيم مملكة الإسكندر الأكبر بين جنرالاته في عام 323 قبل الميلاد. استمرت هذه السلالة قرابة (300) عام، قبل أن تسقط أخيراً في يد أوكتافيان وروما في عام 30 قبل الميلاد، وتمثل القبور التي عُثر عليها أمثلة من كلتا الفترتين، ممّا يوضح التغيرات في ممارسات ومعتقدات الدفن.

إنجاز أثري كبير

وقد أشار الدكتور (مصطفى وزيري) الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى أنّ مقابر العصر الروماني الواقعة في الجانب الشرقي من المقبرة العليا تظهر نمطاً جديداً من أسلوب الدفن؛ يتضمن حفرة منحوتة في الصخر الطبيعي، وهي طريقة لم تشهدها منطقة البهنسا من قبل.

مجموعة من القطع الأثرية الجديدة تحكي عن التقاليد المختلطة

كذلك عُثرعلى تماثيل التراكوتا تصور المعبودة إيزيس أفروديت وهي تتزين بإكليل نباتي يعلوه تاج، الأمر الذي يشير إلى أنّ المنطقة ما تزال تبوح بعدد من الأسرار وطُرز الدفن بها خلال العصور المختلفة. وكان الدكتور (عادل عكاشة) رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطى قد سلط بدوره الضوء على الاكتشافات الرائعة الأخرى بالموقع، وتشمل أجزاءً من ورق البردي وُجدت داخل ختم من الطين، وعدداً من المومياوات ملفوفة في لفات ملونة، بعضها مزين بأقنعة جنائزية نابضة بالحياة. ومن الجدير بالذكر أنّ اثنتين من المومياوات كان لهما لسان مصنوع من الذهب في أفواههما، وهو تقليد دفن معروف من العصر الروماني من المفترض أنّه يساعد في الحفاظ على المتوفى.

عُثرعلى تماثيل التراكوتا تصور المعبودة إيزيس أفروديت وهي تتزين بإكليل نباتي يعلوه تاج، الأمر الذي يشير إلى أنّ المنطقة ما تزال تبوح بعدد من الأسرار وطُرز الدفن بها خلال العصور المختلفة

وقال الدكتور جمال السمسطاوي، مدير عام آثار مصر الوسطى: إنّ التصميم المعماري للمقابر في هذا الموقع عبارة عن بئر من الحجر تنتهي بباب مغلق بالطوب اللبن؛ يؤدي إلى حفرة كبيرة، عثر بداخلها على مجموعة من التوابيت الفارغة وأخرى مغلقة، بداخلها مومياوات مغطاة بالكارتوناج الملون، مضيفاً أنّ البعثة عثرت على (23) مومياء محنطة خارج التوابيت.

إلى جانب ذلك، أشار الدكتور (حسن عامر)، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة، إلى اكتشاف عدة كتل حجرية تابعة لمبنى مدمر. وتشير هذه الكتل، المزينة برسومات نباتية وعناقيد العنب وصور الحيوانات والطيور مثل الحمام والكوبرا، إلى النسيج التاريخي الغني للموقع.

وتتوقع البعثة مواصلة أعمال التنقيب في المواسم المقبلة، بهدف كشف المزيد من أسرار هذا الموقع الغني تاريخياً.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية