وُصف بتحالف الانتهازيين... هل انقلب أردوغان على بوتين؟

بينما تتجه كل الأنظار إلى المشاورات التي تجريها كل من أنقرة وموسكو حول تجديد اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود الذي ينتهي أجله الأسبوع المقبل، يبدو التحالف الذي جمع رئيسي البلدين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، والذي استمر لأعوام، على وشك الانتهاء.

وذكرت صحيفة (العرب) اللندنية أنّ روسيا التقطت إشارات انقلاب أردوغان على الحليف الروسي، وبدأت بالرد عليها من خلال التلميح بإلغاء زيارة بوتين إلى تركيا المقررة الشهر المقبل، وهو ما قد يكون تمهيداً  لانتهاء ما يُعرف بـ "تحالف الانتهازيين".

روسيا التقطت إشارات انقلاب أردوغان على حليفه الروسي، وبدأت بالرد عليها من خلال التلميح بإلغاء زيارة بوتين إلى تركيا المقررة الشهر المقبل

ومنذ تجاوز حادثة إسقاط تركيا لطائرة روسية في سوريا، والتي أحدثت أزمة دبلوماسية بين البلدين في 2015، ظهرت تحالفات وصفت بالانتهازية بين الكرملين وأنقرة، خاصة في سوريا وليبيا، حيث يدعم البلدان أطرافاً متنافسة.

وقد أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "أنّه ليست هناك أيّ خطط لعقد لقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة تجديد الاتفاق"، مضيفاً أنّ "موعد زيارة بوتين إلى تركيا لم يحدد بعد".

لكنّ أردوغان عاد الإثنين ليؤكد عندما كان في الطريق إلى فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، للمشاركة في قمة الأطلسي، أنّه سيناقش مع بوتين تمديد اتفاق تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود إلى ما بعد موعد انقضاء أجله في 17 تموز (يوليو)، وأنّه يتوقع أن يزور بوتين تركيا في آب (أغسطس).

الشرخ بين الطرفين يعود إلى أنّ أردوغان قرر أن يسلم قادة كتيبة آزوف الأسرى المحتجزين في تركيا إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

وبحسب الصحيفة، فإنّ الشرخ بين الطرفين يعود إلى أنّ أردوغان قرر أن يسلم قادة كتيبة آزوف الأسرى المحتجزين في تركيا إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائهما الجمعة في إسنطبول، بالإضافة إلى حديث أردوغان عن إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الناتو.

وقال أردوغان الإثنين: إنّ إنهاء الحرب الروسية ـ الأوكرانية سيسهّل انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، واعتبر الكرملين أنّ أنقرة انتهكت الاتفاقات بإطلاق سراح قادة آزوف وتسليمهم إلى أوكرانيا.

وقال بيسكوف: إنّه "بحسب بنود الاتفاقات بين موسكو وأنقرة، فقد كان من المفترض أن يبقى قادة آزوف في تركيا حتى انتهاء الصراع".

اتفاقات التعاون التي وقعها أردوغان والرئيس الأوكراني بما يشمل الصناعات العسكرية، ومنها الطائرات المسيّرة، سبب إضافي لتعميق الشرخ بين تركيا وروسيا

الصحيفة لفتت أيضاً إلى اتفاقات التعاون بين البلدين التي وقّعها أردوغان والرئيس الأوكراني، بما يشمل الصناعات العسكرية، ومنها الطائرات المسيّرة التي تستخدم محركات أوكرانية الصنع، معتبرةً ذلك سبباً إضافياً لتعميق الشرخ بين تركيا وروسيا، رغم أنّ موسكو حاولت أن تغض الطرف عنه في السابق، حيث تشكل الطائرات المسيّرة التركية أحد أهم الأسلحة التي تستخدمها كييف في الحرب ضد القوات الروسية.

إلى ذلك، ذكرت وكالة الإعلام الروسية الإثنين أنّ المفاوضات المتوقعة بين الرئيس الروسي ونظيره التركي ما زالت الأمل الوحيد لتمديد اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود الذي من المقرر أن ينتهي الأسبوع المقبل.

ويهدف اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا بين روسيا وأوكرانيا في تموز (يوليو) 2022، إلى منع حدوث أزمة غذاء عالمية من خلال السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية، المحاصرة بسبب الغزو الروسي، بأمان من الموانئ المطلة على البحر الأسود.