ملايين السكان مهددين بالموت في اليمن .. ما علاقة كورونا؟

تسجل اليمن أسوأ أزمة إنسانية، بحسب وصف الأمم المتحدة، منذ العام 2019، بعدما فاقمت الحرب المشتعلة منذ 2015 الأوضاع الإنسانية فيها، فيما جاءت جائحة كورونا لتفاقم الأزمة على اليمن، بعد تأثر برامج المساعدات.

في غضون ذلك، حذّرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ليز غراندي، من أنّ نقص التمويل بدأ يتسبب بإغلاق أو تقليص برامج المنظمة الأممية في البلد الغارق بالحرب، ما يهدد ملايين السكان بالموت.

وقالت غراندي في بيان، بحسب ما أورده موقع "ميدل إيست أون لاين" إنّ  نصف برامج الأمم المتحدة الرئيسية في اليمن تأثرت جرّاء نقص التمويل. وقد تم بالفعل إغلاق أو التقليص لـ12 من برامج الأمم المتحدة الرئيسية الـ38"، بينما يواجه 20 برنامجاً آخر المصير ذاته.

نصف برامج الأمم المتحدة في اليمن تأثرت جرّاء نقص التمويل، وقد تم إغلاق أو التقليص لـ12 من برامج الأمم المتحدة الرئيسية الـ38

وأضافت "ليس أمامنا خيار. فعلينا التزام أخلاقي بتحذير العالم من أن ملايين اليمنيين سوف يعانون وقد يموتون لأننا لا نملك التمويل الذي نحتاجه للاستمرار".

تمكنت الجهات العاملة في المجال الإنساني في اليمن، بحسب المسؤولة الأممية، من إنقاذ "ملايين الأرواح"، فمنذ نهاية عام 2018 عملت الوكالات الإغاثية على إدارة "واحدة من أسرع وأكبر عمليات توسيع نطاق المساعدات المقدمة في التاريخ الحديث، حيث وصلت إلى عدد غير مسبوق، 14 مليون شخص شهرياً.

وحذرت ليز من أنه إذا لم يتوفر التمويل "بصورة عاجلة" خلال الأسابيع القادمة، سيتم قطع 50 بالمئة من خدمات المياه والصرف الصحي، وستتوقف الأدوية والمستلزمات الضرورية عن 189 مستشفى، ومن المحتمل أن "يموت آلاف الأطفال ممن يعانون من سوء التغذية والمرض". كما أنّه من المحتمل "أن يتم إغلاق 70 بالمئة على الأقل من المدارس.

وكانت الأمم المتحدة جمعت في حزيران (يونيو) الماضي، 1.35 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لليمن في مؤتمر للمانحين استضافته السعودية، إلا أن هذا الرقم يوازي نحو نصف التمويل المطلوب والبالغ 2.41 مليار.

وأدت الحرب في اليمن إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.

في غضون ذلك، تُحيل انهيار المنظومة الطبية في اليمن من الكشف عن حجم التفشي الحقيقي لفيروس كورونا أو حجم وفياته، فيما تسجل الأرقام الرسمية الصادرة عن مناطق نفوذ الحكومة اليمنية الشرعية 1889 حالة إصابة و 537 وفاة.