يستعد لبنان لإجراء مباحثات مع إيران للحصول على الوقود بالمجان لتخفيف الانقطاعات الشديدة في التيار الكهربائي دون التعرض لخطر العقوبات الأمريكية.
ووفقاً لوكالة "رويترز"، سيجري وفد فني سيرسله لبنان إلى طهران مباحثات، وفي حالة إتمام الصفقة، ستكون شحنات الوقود هي أولى الشحنات التي ترسلها إيران مباشرة للحكومة اللبنانية، بعد أن أرسلت في السابق بعضها إلى حليفتها جماعة حزب الله.
لبنان يستعد لإجراء مباحثات مع إيران للحصول على الوقود بالمجان لتخفيف الانقطاعات الشديدة في التيار الكهربائي
وقال مصدران حكوميان للوكالة ذاتها: إنّ سفير إيران في بيروت مجتبى أماني اقترح "هبة" إيرانية من الوقود للدولة اللبنانية، ولفت أحدهم إلى أنّ الجهود قائمة، حتى تكون الشحنة تبرعاً وليس شراءً، تجنباً للعقوبات".
وأضاف المصدر الحكومي الثاني أنّ مجتبى أماني قدّم العرض الإيراني إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي زود المبعوث بمواصفات درجة الوقود اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء اللبنانية.
وكان مسؤول إيراني قد أكد في تصريح صحفي أنّ وفداً من لبنان سيزور طهران خلال الأيام المقبلة "لبحث مختلف القضايا"، دون الخوض في التفاصيل.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد دعا مراراً الحكومة اللبنانية إلى اللجوء لإيران للحصول على الوقود وتخفيف أزمة الطاقة في لبنان.
سفير إيران في بيروت يقترح "هبة" إيرانية من الوقود للدولة اللبنانية، ويقدّم العرض الإيراني إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي
ويعاني لبنان من انقطاع الكهرباء منذ عقود، لكنّ الانهيار الاقتصادي منذ عام 2019 استنزف إيرادات الدولة، ممّا أدى إلى تباطؤ إمدادات الوقود للمحطات الحكومية.
ولا تصل الكهرباء التي توفرها الدولة إلا لمدة ساعة أو ساعتين يومياً في معظم مناطق لبنان، وهو ما أجبر الأسر على الاعتماد على اشتراكات المولدات الخاصة التي ارتفعت تكاليفها مع ارتفاع أسعار الوقود العالمية.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات شديدة على قطاع الطاقة الإيراني، ممّا يعني أنّ أيّ طرف ينخرط في صفقة مالية معها قد يخضع لعقوبات ثانوية.
وفي العام الماضي، أرسلت إيران الوقود إلى حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى منظمة إرهابية، وتمّ شحن الوقود إلى سوريا، ثم نقله إلى لبنان في شاحنات لتجنب العقوبات.