تونس.. كيف استطاع قيس سعيّد خلق مزاج شعبي معاد للإسلام السياسي ورموزه الإخوانية؟

تونس.. كيف استطاع قيس سعيّد خلق مزاج شعبي معاد للإسلام السياسي ورموزه الإخوانية؟

تونس.. كيف استطاع قيس سعيّد خلق مزاج شعبي معاد للإسلام السياسي ورموزه الإخوانية؟


12/03/2024

أكدت السلطات التونسية في أكثر من مناسبة على أنّ الانتخابات الرئاسية ستُجرى في موعدها الدستوري، مكذبة بذلك محاولات التشويش الإخواني والمغالطات التي نشروها حول الهيئة الانتخابية وقانون الانتخابات، ما دفع حركة النهضة الإخوانية، التي استشعرت خطر الزوال، عزمهاالمشاركة في السباق الانتخابي.

في السياق، اعتبر الكاتب التونسي مراد علاله في حديثه لـ “الحل نت” أنّ الرئيس قيس سعيّد استطاع قلب معادلة الحكم في 25 تموز/ يوليو 2021 وخلق مزاجاً شعبياً معادياً للإسلام السياسي ورمزه المتمثل بحركة “النهضة” التي أطبقت على الحكم في البلاد منذ انتخابات 23 تشرين الأول/أكتوبر 2011.

وقال في تصريح لموقع "الحل نت" إنّ الرجل بدا منذ ذلك التاريخ في طريق مفتوح لإرساء مشروعه السياسي، مستفيداً من سمعته ومن ثقة طيف واسع في الشارع التونسي في شخصه وفي نظافة يديه مقابل الغضب من الأحزاب وحتى من الجمعيات والنقابات والشخصيات العامة.

 

مراد علالة: النهضة ستتحرك في المرحلة القادمة ليس على أساس برنامجها الذي جُرّب وخاب ولكن على قاعدة كشف نقائص حكم الرئيس قيس سعيد والمراهنة على خصومه

 

هذا بالإضافة إلى انضباط مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية والأمنية وحتى القضائية رغم ما يشوبها من صعوبات وكذلك الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لكن مطبات ومتغيرات كثيرة برزت خلال السنتين الماضيتين جعلت الطريق إلى قصر قرطاج من أجل ولاية رئاسية ثانية غير معبّدة وغير سالكة، وفق ما يضيفه علاله.

كما لفت الكاتب الصحفي مراد علاله إلى أنّ قادة “النهضة” الحاليين ومن بينهم الأمين العام العجمي الوريمي يستبعدون أن ترشّح الحركة أحد أبنائها لهذا الاستحقاق لكنهم لا ينفون دعم مرشح عن العائلة الديمقراطية – هكذا- وهذا هو الطعم الذي تقدمه الجماعة لكل من تخوّل له نفسه ويبدي استعداداً لمنافسة خصمهم اللدود الرئيس قيس سعيد.

وما يخدم “النهضة” في هذا السياق أنّ “لها في وجه ثان متمثّل في جبهة الخلاص باعتبار أنّ مكونات هذه الجبهة، إذا استثنينا شخصية او اثنين، جميعهم من أبناء التنظيم سواء الملتزمين به إلى اليوم أو القافزين من مركبه في الفترة الماضية، وبالتالي وبلغة الأرقام فإنّ عائلة الإسلام السياسي لها خزان انتخابي حصري قد يتجاوز الربع مليون ناخب منضبط وجاهز لتلبية النداء. كما أنّ وجود بعض العناصر خارج تونس واستمرار المحور الدولي المساند للإخوان المسلمين في دعم الجماعة ببلادنا وخاصة إعلامياً يساعدها على البقاء والنشاط”، وفقاً للمصدر ذاته.

يختتم الصحافي التونسي مراد علاله تصريحاته إلى “الحل نت” بقوله إنّ “النهضة ستتحرك في المرحلة القادمة ليس على أساس برنامجها الذي جُرّب وخاب ولكن على قاعدة كشف نقائص حكم الرئيس قيس سعيد والمراهنة على خصومه وتشجيعهم وخطب ودّهم والاستفادة من معاداتهم له، لتحقيق جملة من الأهداف؛ لعل أهمها حسب رأينا الانحناء للعاصفة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة البناء وهذه ميزة جماعات الإسلام السياسي منذ بروزها منتصف القرن الماضي وهو ما يجب أن ينتبه إليه الجميع، في الحكم والمعارضة على حد السواء”.

هذا وقد استبق سعيّد الجميع وصرّح أكثر من مرة بحرص كيانات سياسية في إشارة واضحة لحركة “النهضة” وجبهتها الرديفة “جبهة الخلاص” على الحديث بإمكانية تأجيل الاستحقاق الانتخابي الرئاسي بيد أنه أكد في تصريحات رسمية أن الانتخابات ستُجرى في موعدها خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية