منها دفن الأحياء... جرائم بشعة ارتكبها الاحتلال في مستشفى كمال عدوان

كشف انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، أمس، عن كارثة إنسانية ارتكبتها قوات الاحتلال في المستشفى.

وقال مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة منير البرش: إنّ "قوات الاحتلال تعمدت إخراج الجرحى من مستشفى كمال عدوان إلى العراء في ظل أجواء البرد الشديد، واعتدت على الكوادر الطبية".

وأضاف البرش أنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب كارثة إنسانية، وحوّل مستشفى كمال عدوان إلى ثكنة عسكرية، وتعمّد إذلال الكوادر الطبية والجرحى، ودمّر الجزء الجنوبي من المستشفى.

البرش: قوات الاحتلال تعمدت إخراج الجرحى من مستشفى كمال عدوان إلى العراء في ظل أجواء البرد الشديد، واعتدت على الكوادر الطبية.

وعملت جرافات الاحتلال على دعس النازحين في الخيم في ساحة المستشفى، وجرى دفن عشرات النازحين والمرضى والجرحى تحت التراب وهم أحياء، بحسب فلسطينيين تواجدوا هناك.

وفي السياق، دعت وزيرة الصحة الفلسطينية إلى إجراء تحقيق دولي في التقارير التي ترددت عن قيام الجيش الإسرائيلي بدفن مصابين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان شمال غزة.

وقالت الوزيرة مي الكيلة، في بيان صحفي، نقلته وكالة (وفا) الرسمية أمس: إنّ "المعلومات والشهادات من المواطنين والطواقم الطبية والإعلامية تشير إلى قيام الاحتلال بدفن مواطنين أحياء في ساحة المستشفى، وإنّ بعضهم شوهدوا أحياءً قبل حصارهم من قبل الاحتلال".

جرافات الاحتلال عمدت إلى دعس النازحين في الخيم في ساحة المستشفى، حيث جرى دفن عشرات النازحين والمرضى والجرحى تحت التراب وهم أحياء.

كما طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية "بتحقيق دولي فوري في الأنباء التي تتحدث عن ارتكاب الاحتلال جرائم بشعة ومروعة في ساحة مستشفى كمال عدوان".

 من جانبها، قالت حركة (الجهاد الإسلامي): إنّ قيام الجيش الإسرائيلي بتجريف خيام النازحين حول مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة والتمثيل بجثامين القتلى هو "جريمة بشعة وسلوك غير إنساني، ويكشف عن مستوى غير مسبوق من الإجرام والإرهاب".

وأضافت الحركة، في بيان نشرته عبر قناتها على (تلغرام)، أنّ ما كشفت عنه تقارير لوسائل الإعلام "هو جزء من الجريمة والمحرقة التي يتعرض لها شعبنا في غزة وسط التعتيم الإعلامي المقصود وقطع الاتصالات. إنّ هذا الإجرام لن يثني شعبنا عن المقاومة، ولن تنجح هذه السياسات في قتل روح المقاومة".

وزيرة الصحة الفلسطينية تدعو إلى إجراء تحقيق دولي في التقارير التي ترددت عن قيام الجيش الإسرائيلي بدفن مصابين أحياء في ساحة المستشفى.

بدورها، حمّلت حركة (حماس) إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المسؤولية مع إسرائيل عن "جريمة" مستشفى كمال عدوان.

وقالت حماس في بيان: "التقارير الواردة وإفادات الشهود من داخل مستشفى كمال عدوان تؤكد قيام جيش الاحتلال بارتكاب مجزرة مروعة داخله، هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الجيش المجرم في كافة أنحاء قطاع غزة هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وأضافت الحركة: "نُحمّل إدارة الرئيس بايدن المسؤولية عن هذه المجازر، ونحمّل المجتمع الدولي والأمم المتحدة المسؤولية عن الإخفاق في توفير الحد الأدنى من الحماية لشعبنا، وتركه عرضة لإجرام هذا الكيان الفاشي الذي يقتل مئات من أبناء شعبنا يومياً".

الجهاد الإسلامي تؤكد أنّ إسرائيل ارتكبت جريمة بشعة وسلوكاً غير إنساني، وحماس تُحمّل الولايات المتحدة مسؤولية المجزرة.

من جهته، طالب المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان بتحقيق دولي في معلومات عن دفن جيش الاحتلال الإسرائيلي مصابين أحياء بساحة مستشفى كمال عدوان.

وكان الجيش الإسرائيلي قد اقتحم مستشفى كمال عدوان الأسبوع الماضي، بعد عدة أيام من حصاره، ممّا دفع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس للدعوة إلى حماية المستشفى.

وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء الماضي: إنّ (11) مستشفى فقط من بين (36) في قطاع غزة تعمل بشكل جزئي، منها واحدة في شمال القطاع، و(10) في جنوبه.