كيف يرى المصريون تسييس الإخوان لأزمتهم الاقتصادية؟

كيف يرى المصريون تسييس الإخوان لأزمتهم الاقتصادية؟

كيف يرى المصريون تسييس الإخوان لأزمتهم الاقتصادية؟


26/01/2023

لا يجهل أحد في مصر تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد مؤخراً، فعلى الجانب الحكومي تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية مراراً خلال الأسابيع الماضية عن أزمة الاقتصاد، وعلى المستوى الشعبي يواجه المواطنون موجة ارتفاع غير مسبوقة في الأسعار، لكن تبقى محاولات جماعة الإخوان توظيف الأزمة لصالح أجندتها السياسية محل شك كبير من جانب المصريين على مختلف فئاتهم.

وكعادتها لم تمرر جماعة الإخوان فرصة الظرف الاقتصادي في مصر دون تفشيل سياسي، ومحاولة لاستغلال الموقف بهدف التسلل مرة أخرى إلى الشارع المصري من خلال التلاعب بمعاناة الناس؛ لأغراض سياسية وانتقامية، لا تقلّ في خطورتها عن العمليات الإرهابية التي نفذتها الجماعة خلال الأعوام الماضية.

مخطط جديد وآليات قديمة

وتحاول جماعة الإخوان من خلال حملة إعلامية ودعائية ممنهجة، في الوقت الراهن، نشر أكبر عدد من الشائعات والمعلومات المغلوطة حول الاقتصاد المصري بشكل عام، تعتمد معظمها على تشويه الإنجازات التي تمّت خلال الأعوام الماضية، وقلب الحقائق بهدف إظهار كافة الجهود المبذولة لتحسين الاقتصاد باعتبارها "خاطئة".

ومن خلال آليات دعائية معروفة وقديمة، تستخدم الجماعة كافة المنصات التابعة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لخلق حالة مزيفة للوعي الجمعي المصري، غاضبة من كافة القرارات التي تتخذها الحكومة، محاولة خلق حالة من العداء بين المواطنين ومؤسسات الدولة.

إبراهيم عيسى: تنظيم الإخوان الإرهابي يحاول في الوقت الراهن المتاجرة بالأزمة الاقتصادية

واللافت أنّ تلك المنصات، ومعظمها لا يحمل أيّ صفة مباشرة مع التنظيم، فيما يُعرف باسم "الكتائب الإلكترونية"، أو "الذباب الإلكتروني"، تستخدم المصطلحات نفسها، وأحياناً الجمل ذاتها في وقت واحد، للهجوم على الدولة المصرية تحت غطاء التململ الشعبي من الأزمة الاقتصادية.

خصومة مع الشعب المصري

إلى ذلك يقول الكاتب الصحفي والإعلامي المصري إبراهيم عيسى: إنّ تنظيم الإخوان الإرهابي يحاول في الوقت الراهن المتاجرة بالأزمة الاقتصادية، من أجل زيادة حالة السخط والتشاؤم والإحباط عند المواطنين المصريين، مؤكداً أنّ الإخوان لديهم خصومة مع الشعب المصري.

وأضاف عيسى، خلال تعليق ببرنامج "حديث القاهرة"، الذي يقدّمه عبر شاشة "القاهرة والناس"، أنّ لجان الإخوان الإلكترونية تصدر حياة اليأس للمواطنين بخصوص الأزمة الاقتصادية، مشدداً أنّهم يتاجرون بالأزمة لكي يجعلونا نفقد الثقة في أنفسنا وفي الدولة، والوصول إلى حالة قصوى من الأزمة.

كريم العمدة: الوضع ليس قاتماً كما تحاول الجماعة الترويج له، فكافة الجهات الحكومية في مصر تعمل في الوقت الحالي على تنفيذ سياسات وخطط من شأنها تقليل حدة الظروف الاقتصادية الراهنة وتخفيفها عن المواطنين

وتابع: "الإخوان يجعلوننا نعيش حياة سخط وتشاؤم وإحباط، حيث إنّهم يبحثون عن الوصول للشعور بالندم بإخراجهم من السلطة".

وأكد أنهم "يستثمرون في الأزمة لزيادة حدتها، بالإضافة إلى أنّهم يريدون أن نفقد الصلابة النفسية، ولكنّ الصلابة النفسية مهمّة في الأزمات".

سيناريوهات قاتمة من وحي خيال الإخوان

من جهته، يرى أستاذ الاقتصاد السياسي الدكتور كريم العمدة أنّ جماعة الإخوان تحاول توظيف المشهد الراهن فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي المصري لرسم صورة خاطئة تماماً حول السياسات الاقتصادية والمنجزات الحكومية على مستوى المشروعات العامة وخطط الاستثمار والمشاريع القومية.

وفي تصريح لـ "حفريات" يقول العمدة: إنّ الوضع ليس قاتماً كما تحاول الجماعة الإرهابية الترويج له، موضحاً أنّ كافة الجهات الحكومية في مصر تعمل في الوقت الحالي على تنفيذ سياسات وخطط من شأنها تقليل حدة الظروف الاقتصادية الراهنة وتخفيفها عن المواطنين.

 ويستدرك العمدة قائلاً: "من الضروري التنويه في هذا الصدد إلى جملة التداعيات المؤثرة على الاقتصاد المصري في الوقت الراهن، ومعظمها لا تتعلق بالداخل المصري، لكنّها مرتبطة بأزمة الاقتصاد العالمي، التي تمرّ بمنحنى صعب في ضوء تداعيات الحرب الأوكرانية وجائحة كورونا، وما خلّفته من آثار سلبية خطيرة، أبرزها زيادة معدلات التضخم وارتفاع الأسعار.

رغم شعور المصريين بالأزمة الاقتصادية إلا أنّهم لم يقبلوا بتدخلات الإخوان

ويرى العمدة أنّ الحكومة المصرية لديها القدرة على مكاشفة ومصارحة المواطنين بكافة الخطط والمشروعات التي تعمل عليها لتجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية، لذلك ليس هناك مجال لدى المصريين لتصديق الشائعات التي يطلقها التنظيم الإرهابي، خاصة أنّ حقيقته قد تكشفت خلال الأعوام الماضية، ولم يعد يحظى بأيّ مصداقية لدى الشارع المصري.

تستخدم الجماعة كافة المنصات التابعة لها عبر مواقع التواصل لخلق حالة مزيفة للوعي الجمعي المصري، غاضبة من كافة القرارات التي تتخذها الحكومة، محاولة خلق حالة من العداء بين المواطنين ومؤسسات الدولة

 ووفق العمدة، يراهن الإخوان على سقوط الاقتصاد المصري، كخطوة محورية في تنفيذ مشروعهم الهادف إلى التسلل لقلب المجتمع المصري، باستغلال ثغرة الأزمات، وهو ما يحاول التنظيم تحقيقه بشكل مكثف خلال الفترة المقبلة من خلال منصّاته الإعلامية وكتائبه الإلكترونية.

ولا يستبعد العمدة تلاعب بعض الأذرع الإخوانية في الداخل المصري، لتعميق أزمة الاقتصاد  المصري، مثل التلاعب بسوق العملة بهدف رفع أسعار الدولار وتعطيش السوق، وهو ما حدث في السابق مرات عديدة وتمّت مواجهته من خلال السلطات المصرية.

دعم شعبي يتحدى مخططات الإخوان

وبالرغم من شعور المصريين بالأزمة، التي تؤثر على ارتفاع أسعار غالبية السلع بشكل مباشر، إلا أنّهم لم يقبلوا بتدخلات الإخوان، واعتبروها نوعاً من التشفي والاستغلال لتحقيق أجندة شخصية.

وعبر هاشتاغات، (المصريون في ضهر بلدهم، السيسي هو اللّي عمّرها، مصر هتعدي وقد التحدي، نحن مصر، وتحيا مصر)، انتشرت آلاف التدوينات المؤيدة لمؤسسات الدولة المصرية، والمستنكرة لمحاولات الإخوان توظيف المعاناة لصالح أجندتهم.

وغرّد حساب على تويتر يحمل اسم رياض فاضل قائلاً: "الإخوان المسلمون استغلوا الأزمة الاقتصادية العالمية والتضخم والغلاء وتضرر الدول كلها، ومن ضمنها الدول العربية، وبدؤوا هجومهم الإعلامي ضد مصر وتونس".   

وتابع: "قناة الجزيرة تدعم المحتجين في تونس، وكذلك الإخوان في الخارج يحرضون ضد الرئيس المصري وضد حكومته، حفظ الله مصر وتونس".

وكتب حساب يحمل اسم وجيه الشاعر: "الأزمة الاقتصادية العالمية التي تأثرت بها مصر كشفت لنا عن الوجه الحقيقي لبعض النخب، أو من يطلقون على أنفسهم وطنيين، الذين تركوا الدفاع عن مصر وبدأت أصواتهم تتفاعل مع أصوات الإخوان والموالين للنظام البائد.

‏وأضاف: "أيّها السادة، إمّا أن تكونوا مع مصر والمصريين للنهاية، وإمّا أن تكونوا ضدهما".

وغرّدت فريدة عبر تويتر مستنكرة تركيز الإعلام الإخواني على الأزمة في مصر فقط وتجاهل أزمة الاقتصاد في كافة الدول، قائلة: "الإخوان زعلانين أنّه الإعلام المصري يتكلم عن الأزمة الاقتصادية في دول أوروبا، ومش زعلانين أنّه الإعلام الإخواني مركزين على أنّ الأزمة الاقتصادية في مصر بس يعني أنت لما تطلع تقول إنّ الأزمة الاقتصادية في مصر بس ده فشل الحكومة، ولما نطلع نقول الأزمة مش في مصر بس في العالم كله ده يضايقك".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية