حرق العلم الجزائري في تونس... ما علاقة الإخوان؟

حرق العلم الجزائري في تونس... ما علاقة الإخوان؟

حرق العلم الجزائري في تونس... ما علاقة الإخوان؟


17/07/2023

فيديو خطير على منصة (تيك توك)، يظهر فيه حرق العلم الجزائري في تونس، أثار موجة استياء عارم لدى الجزائريين الذين لم يهضموا إقدام "تونسيين" على حرق الراية الوطنية ليلة احتفال الجزائر بعيدها الوطني، وبالتزامن، جرى توزيع أصابع الاتهام إلى الإخوان على خلفية محاولة أتباع الغنوشي إفراز الفتنة بين الشعبين الشقيقين. 

على صفحته الرسمية بمنصة (يوتيوب) سجّل بلقاسم مرباح، ممثل فصيل "الوطنيين الجزائريين": "فيديو المدعوة حسيبة بلهريسة التي أعلنت دون حياء عن إهانة العلم الجزائري، صادم للغاية، فهل هذا هو ردّ الجميل؟ هل هذا هو الاعتراف بما قدّمته الجزائر من دعم غير مشروط لجارتها الشرقية؟". 

ناشطون: الإخوانيون كغيرهم من واجهات الإسلام السياسي تجاوزتهم الأحداث من خلال وعي الشعبين الجزائري والتونسي، ولأنّ حجمهم تراجع، يريدون التعمية على ذلك بالتصعيد هنا وهناك

وعقّب الناشط خليفة عياشي في تغريدة على منصة (فيسبوك): "أخي الجزائري لا تخطئ، نحن شعب واحد، دمنا امتزج في ساقية سيدي يوسف"، في إحالة على جريمة فرنسا فجر السبت 8 شباط (فبراير) من العام 1958، حين قامت بقصف وحشي لقرية ساقية سيدي يوسف على حدود الجزائر وتونس، وأسفرت تلك المجزرة عن استشهاد (79) جزائرياً وتونسياً من المدنيين العزّل.

وكتبت سوسن الغانمي: "أدين هذا الفعل الشنيع، فلا يجوز حرق علم الجزائر الحبيبة، ولا ينبغي الخلط بين النظيف والوسخ، والجميل متبادل بين الشعبين منذ الأزل. للمرّة المليار نقولها: كنّا وسنظلّ إخوة".

ناشطون: ما يجري فتنة تستهدف أبناء المغرب العربي

واستفهم إدريس شايبي: "الجزائر فيها قرابة (50) مليوناً وتونس نحو (12) مليوناً، هل ارتكاب فلان أو علّان حماقة ما، معناها إفساد العلاقة التاريخية بين الشعبين؟ يعني واحد جزائري يقول كلمة خائبة علينا، يعني الجزائريين كلهم كيف كيف؟ افتحوا أدمغتكم"، وقال نزار عيادي: "احذروا ثم احذروا الفتنة، نحن إخوة وجيران، وأوصانا سيدنا عليه الصلاة والسلام بالجار ...وإيّانا السقوط في الحفر، ولا أحد يفرّق بيننا".

العلم الجزائري خط أحمر 

وشدّد بلقاسم مرباح على أنّ "الجزائر فوق كل اعتبار، والعلم الجزائري خط أحمر"، مضيفاً: "أصبت بغصّة حزن عميقة إثر حرق العلم الجزائري، ولست أفهم هذا الاعتداء غير المبرّر ضدّ بلد أعطى الكثير وتقاسم الكثير مع تونس". 

من جهتها، أبرزت الناشطة زينب شمّام: "لسنا نفهم رغبة بعض التونسيين في اختلاق صراعات مع شقيقتهم الكبرى الجزائر، لذا نطالب باعتذار رسمي للجزائر وشعبها الذي أصيب في مقتل، ومحاسبة المعتدين على المقدسات الجزائرية. 

بدوره، لاحظ الناشط منير درقاو: "الجزائر لم تقم أبداً بنقل المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، تماماً مثل الادعاءات التي فبرك مروّجوها أكذوبة (دفع الجزائر إلى الفلتان الأمني في تونس)، مع أنّ الواقع غير ذلك أصلاً".

وعاد مرباح ليؤكد في وجع: "لم نقل أبداً كلمة سوء عن تونس، والجزائر لم تضرّ أبداً بمصالح تونس، فلماذا هذه الإساءة للجزائر؟ أؤكد أنّ هؤلاء الناس مدفوعون من جهة لها أجندة". 

ناشط: تونس والجزائر دولتان لهما سيادتهما ولهما مؤسساتهما، ورئيسا جمهورية مدعومان من شعبيهما، ولهما ثقة الجميع، فكفى يا إخوان عبثاً

وأردف سيف بشير بلكين: "العلم الجزائري الذي ضحّى ملايين الشهداء بأرواحهم لأجله، علم مقدّس، ولسنا نقبل بالإساءة إليه"، وتساءل: "لماذا لم تصدر السلطات التونسية قانوناً لتجريم أيّ متورط في الإساءة إلى الجزائر؟".

وذكّر بلكين بما حدث لتونس في بن قردان في ثمانينات القرن الماضي، وقيام الجزائر بإغاثة تونس آنذاك، في إحالة على عمق الإخاء الجزائري التونسي، وتوعدّ فؤاد: "كل من يمسّ ثوابت الجزائر، العلم الوطني، النشيد الوطني، الشهداء".  

من جانبهم، تقاطع الناشطون ناصر ورمزي وجعفر والجيلالي: "لا للفتنة والاصطياد في المياه العكرة، وأيّ اعتداء آخر على الجزائر سيقابل بردّ فعل قاسٍ، علماً أننا كنّا وما نزال نتعامل بصرامة مع أيّ واحد يستهدف تونس".   

واستطردوا: "الجزائريون متعودون على مجابهة مختلف الجبهات، لذا عازمون على إرجاع المعتدين إلى أحجامهم الحقيقية".  

الإخوان "المفلسون"  

رأى أسامة باز أنّ "حرق العلم الجزائري ترك الباب مفتوحاً أمام كل نطيحة ومتردّية لسبّ الدولة الجزائرية ورموزها تحت حجج واهية وغير منطقية، منها إغراق تونس بالمهاجرين الأفارقة!... أظن فعلاً الوقت حان لوضع حدٍّ للغوغائية الطاغية. انتهى عهد العنجهية".

وقال الناشط أحمد شامي: "هناك أشخاص يخلقون الفتنة بين البلدين، مرتزقة مأجورون يسعون لخلق الوضع السيّئ والفتنة والبلبلة بوساطة أيادٍ تكره البلدين"، وحذّر ياسين رابحي من أنّ "من لعب هذا (الكارت)، سيلعب أوراقاً أخرى"، ورفع عبد الرحمن صوته: "نطالب بتدخلّ الدولة التونسية لوضع حدّ للإخوان المفلسين" الذين لا يمثّلون تونس".

ربط ناشطو شبكات التواصل ما حدث بمناورة إخوانية لإشعال البلدين، أشهراً بعد فشل تحركات إخوان الجزائر وتونس، إثر اعتقال الرمز الإخواني راشد الغنوشي

وظلّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يشدّد على أنّ "هناك مؤامرة تحاك ضد تونس، والجزائر تدعم الرئيس قيس سعيد باعتباره رمزاً انتخبه الشعب، ولم يوضع في المنصب بالقوة، وعليه فالجزائر لن تتخلَّ عن تونس، أحبّ من أحبّ، وكره من كره"، إلّا أنّ فلول الإخوان يعاكسون هذا التوجّه.

وربط ناشطو شبكات التواصل ما حدث بمناورة إخوانية لإشعال البلدين، أشهراً بعد فشل تحركات إخوان الجزائر وتونس، إثر اعتقال الرمز الإخواني راشد الغنوشي.

وتساءل رشيد: "من له مصلحة في حرق العلم الجزائري؟"، وذهب عدّة: "الإخوانيون كغيرهم من واجهات الإسلام السياسي تجاوزتهم الأحداث من خلال وعي الشعبين الجزائري والتونسي، ولأنّ حجمهم تراجع، يريدون التعمية على ذلك بالتصعيد هنا وهناك"، وأضاف خالد: "تونس والجزائر دولتان لهما سيادتهما ولهما مؤسساتهما، ورئيسا جمهورية مدعومان من شعبيهما، ولهما ثقة الجميع، فكفى يا إخوان عبثاً".

الجزائر وتونس شعب واحد 

 وقالت الناشطة التونسية سارة جويني: "أعتذر عن الكلام الفاحش الصادر عن أشخاص يدعّون أنّهم تونسيون، ارتضوا سبّ الجزائر وشهدائها"، وأيّد حسين لطايف بالقول: "الشعبان التونسي والجزائري شعب واحد، لا يستطيع أحد تفرقتهما"، وواصل حسان لطرش: "يكفي أنّنا دم واحد".  

واستحضر جعفر عمران حادثة الميناء القديم في مارسيليا جنوبي فرنسا في 15 حزيران (يونيو) من العام 1998، حين أحرق المتعصبون الإنجليز (الهوليغانز) العلم التونسي، فكان ردّ الجزائريين قوياً دفاعاً عن الأشقاء، من يومها عرف العالم أنّ من يمسّ تونس يمسّ الجزائر والعكس بالعكس، الجزائر وتونس بلد واحد، ولو كره الكارهون". 

وعلى المنوال ذاته، روى محمد الأمين بن براهيم: "ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺣﺮﻕ ﺍﻟﻬﻮليغانز ﺍلإ‌ﻧﺠﻠﻴﺰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ قبل ربع قرن، بمناسبة مباراة كرة القدم المونديالية، تدخلت الجماهير الجزائرية ﻏﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺗﻮﻧﺲ، ومرّغت أنوف الهوليغانز في التراب". 

وركّز الطيب محمدي على تحسيس الرأي العام في البلدين: "يا عباد افهموا، هي فتنة تستهدف أبناء المغرب العربي، البداية بالجزائر التي يبتغون تدميرها، قبل تفتيت جاراتها الواحدة تلو الأخرى"، وقال محمد الهادي بنيو: "الشعب الجزائري لن ينسى وقفة التونسيين معه، وكذلك الشعب التونسي يعرف قيمة الشقيقة الجزائر التي دائماً كانت سنداً لتونس، والعلاقة التاريخية التي تجمع البلدين أقوى من أن يزعزعها مثل هؤلاء الذين لم يعملوا الخير في أنفسهم، فكيف ننتظر منهم عمل الخير مع غيرهم!".

وغرّد بلال سايحي: "لا خير في جيل (التيك توك) الذي يبحث عن زعامة إلكترونية لا معنى لها يغطي بها عقده النفسية التي لا نهاية لها، مادام بعيداً كل البعد عن الدين الذي يوحّدنا".

مواضيع ذات صلة:

تونس... دعم جزائري ودولي في مواجهة التحذيرات الغربية

- العلاقات الجزائرية التونسية: توتر تتلقفه الجهات الرسمية.. إلى أين يمضي؟

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية