الإمارات في مواجهة الإرهاب باليمن..

سطرت القوات الإماراتية، خلال الأعوام الماضية، بطولات كثيرة في صفحات الحرب على الإرهاب في اليمن، خاضت خلالها حرباً على الحوثيين الإرهابيين، ثمّ تفرغت للحرب على تنظيم القاعدة. 

وخاضت القوات المسلحة الإماراتية باليمن، منذ 5 أعوام، حرباً على الإرهاب تحت راية التحالف العربي، وفق "العين" الإخبارية.

وبعد تحرير العاصمة المؤقتة، عدن، مطلع تموز (يوليو) 2015، ودحر الميليشيا الحوثية من كلّ مدن الجنوب، لم تلتقط القوات الإماراتية أنفاسها حتى دشّنت معركة جديدة، هدفها هذه المرة تنظيما القاعدة وداعش الإرهابيان، اللذان مارسا نشاطهما بدعم من حزب الإصلاح، الذراع السياسي والعسكري لحركة الإخوان المسلمين في اليمن.

وأثمرت البطولات الإماراتية تخليص المدن الجنوبية من العناصر الإرهابية بشكل كامل، واختفاء الاغتيالات والعمليات الانتحارية التي هيمنت آنذاك على محافظات عدن وحضرموت وشبوة وأبين.

الإمارات خاضت ثلاث معارك في اليمن ضدّ الإرهاب؛ الأولى في المكلا والثانية في أبين والثالثة في شبوة

وأولت الإمارات معركة الإرهاب دعماً غير محدود؛ فإضافة إلى المشاركة والإشراف المباشر من قِبَل ضباط إماراتيين؛ قدمت العشرات من العتاد العسكري، كما نفذت مقاتلات إماراتية ضربات موجعة دكّت أوكار القاعدة وداعش.

وشاركت في معارك دحر الإرهاب وحدات عسكرية جنوبية، دربتها القوات المسلحة الإماراتية، وأسندت إليها فيما بعد تأمين المدن، وهي: "النخبة الحضرمية"، و"النخبة الشبوانية"، و"الحزام الأمني"، و"التدخّل السريع".

هذا وقد كانت البداية من مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، والتي نفذت فيها القوات المسلحة الإماراتية معركة برية كبرى، في نيسان (أبريل) 2016، تكللت بتطهير المدينة من تنظيم القاعدة، بعد عام من سيطرة الإرهابيين عليها.

وقاد القوات الإماراتية في المعركة، العميد الركن مسلم الراشدي، الذي نجح في تنفيذ خطة عسكرية مُحكمة خنقت عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، واستعادت مدينة المكلا في وقت قياسي.

وأسفرت المعركة عن مقتل 30 عنصراً من قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي، فيما فرّ عدد من المطلوبين صوب محافظات في الشمال اليمني، اتخذوا منها معقلاً لهم حتى اليوم، وهي مأرب والبيضاء.

وكانت المكلا بمثابة مقرّ رئيس لعناصر القاعدة الإرهابيين طيلة عام كامل، كما شكلت أهم مواردهم الاقتصادية بعد السيطرة على موارد ميناء المكلا، وباقي إيرادات مؤسسات الدولة.

وتمكنت "قوات النخبة الحضرمية" بعد ذلك من الإمساك بزمام الأمور الأمنية، فيما تكفلت الإمارات بمرحلة إعمار المكلا، وقامت بتأهيل جميع المرافق السيادية، وعلى رأسها مطار الريان، الذي استأنف عمله في استقبال الرحلات، العام الماضي، بعد توقف دام 4 أعوام.

وثاني المعارك المفصلية التي خاضتها القوات المسلحة الإماراتية في دحر الإرهاب باليمن، هي معركة "السيل الجارف" بمحافظة أبين، جنوب البلاد، وذلك في آذار (مارس) 2018. 

وتمكنت القوات الإماراتية، ومعها قوات "الحزام الأمني"، التي قامت بتدريبها، من تنفيذ عملية عسكرية خاطفة لتعقب عناصر القاعدة الإرهابي في مديرية "المحفد".

وفي وقت قياسي، تمكّنت القوات من تطهير "المحفد"، أكبر مديريات محافظة أبين، كما تمّ تطهير "وادي حمارا" الذي يمتد على مسافة تبلغ 25 كيلومتراً.

ونظراً لطول السلسلة الجبلية في أبين ومحاذاتها لمدن شمالية؛ تمكنت عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي من الفرار صوب محافظة البيضاء، ومنها إلى مأرب.

واتخذت القاعدة من مناطق "يكلا" في البيضاء، و"وادي عبيدة"، معاقل رئيسة لها، وفي تلك المناطق، تمكنت مقاتلات أمريكية بدون طيار، من اصطياد الرأس الأكبر للإرهابيين، قاسم الريمي، في أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي.  

وقوبلت البطولات الإماراتية بثناء واسع من قبل سكان أبين، الذين استعادوا مدينتهم من أيدي الإرهابيين، وعادت الحياة إلى طبيعتها بعد ذلك بأيادٍ إماراتية أيضاً، وهي الهلال الأحمر الإماراتي.

يذكر أنّه، في آذار (مارس) 2019، نفذت القوات المسلحة الإماراتية، ومن خلفها قوات "النخبة الشبوانية"، التي قامت بتدريبها، بشنّ عملية عسكرية واسعة على معاقل القاعدة، في مديريتي "نصاب" و"خورة".

وتكللت العملية بتطهير جميع مناطق شبوة من عناصر الإرهاب، الذين كانوا قد تسللوا إلى جبالها قادمين من محافظة أبين بعد تطهير المحفد.

وتكفلت قوات النخبة الشبوانية بتأمين المديريتين بشكل كامل، وعادت الحياة إلى طبيعتها حتى أحداث آب (أغسطس) الماضي، عندما اجتاحت قوات موالية للإخوان المسلمين محافظة شبوة، وبدأت بمهاجمة مواقع "النخبة الشبوانية" بهدف إفساح المجال لاستئناف الأنشطة الإرهابية.