غضب شعبي لبناني على فاجعة "مركب الموت" واتهامات تلاحق الجيش

غضب شعبي لبناني على فاجعة "مركب الموت" واتهامات تلاحق الجيش


25/04/2022

شهدت مدينة طرابلس أمس احتجاجات شعبية للتعبير عن الغضب، والمطالبة بفتح تحقيق شفاف في المأساة التي عاشتها المدينة جرّاء غرق مركب مهاجرين.

وقام عدد من الشبان بتكسير حاجز للجيش اللبناني في محيط الطبابة العسكرية في منطقة القبة تعبيراً عن غضبهم لما حصل، وسط مطالب بفتح تحقيق شفاف لإظهار أسباب الحادثة التي أطلق عليها "مركب الموت".

ووفقاً لمعلومات أوردتها قناة الجديد المحلية، فإنّ  قارب المهاجرين حاول إجراء مناورة مع طراد تابع للجيش اللبناني إلى أن اصطدم به وأدى إلى غرقه.

وقال العديد من الناجين لقنوات تلفزيونية محلية: إنّ البحرية اللبنانية هي المسؤولة عن الحادث.

وأضافوا أنّ سفينة عسكرية صدمت زورق المهاجرين مرتين، وألحقت به أضراراً، في محاولة لإجباره على العودة إلى الساحل، وفق ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

في المقابل، ألقى قائد القوات البحرية في الجيش اللبناني العقيد هيثم ضناوي باللوم على قبطان زورق المهاجرين في المناورة لتجنب إجباره على العودة إلى الشاطئ، محمّلاً إيّاه مسؤولية الاصطدام بسفينة تابعة للبحرية.

قال العديد من الناجين لقنوات تلفزيونية محلية: إنّ البحرية اللبنانية هي المسؤولة عن الحادث

وشهدت أمس منطقة حارة البقار في القبة (منطقة أهالي ضحايا الزورق) فوضى وغضباً وقطع طرق وتكسيراً لحاجز تابع للجيش اللبناني، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز".

وقال أحد الغاضبين: إنّ الجيش اللبناني "هو من أودى بحياة الأطفال، نحن غاضبون لنسائنا ولشهدائنا، واليوم طرابلس مهمّشة بسبب رجال السياسة فيها".

 

غرق قارب يقلّ مهاجرين قبالة مدينة طرابلس شمالي لبنان، وإنقاذ (45) شخصاً، وانتشال (6) جثث، بينما ما يزال آخرون في عداد المفقودين

 

وتابع: "الأشخاص الذين كانوا على متن الزورق هم أهلي وإخوتي وأولاد حارتي، وقد هربوا من الجوع".

وذكر أحد سكان منطقة القبة وشاهد عيان لموقع "سكاي ينوز": "العائلات المفجوعة التي غادرت بالزورق تعود إلى آل آغا ومرعب ودندشي، وهناك عائلة واحدة فلسطينية بينهم، والباقي لبنانيون، هربوا مع أطفالهم من الفقر ومن ذلّ أنفسهم، وقالوا إمّا الموت جماعة، وإمّا لا".

وتابع: "يعيش أبناء المنطقة بفقر مدقع، ومعظمهم من العمال الذين يتقاضون مبلغ (60) ألف ليرة يومياً، أي ما يوازي دولارين".

 ووصف النائب السابق والمرشح الحالي مصطفى علوش لموقع "سكاي نيوز" الوضع بـ"الحزين"، مبرزاً أنّ "الغضب يعمّ المدينة".

 

مدينة طرابلس تشهد احتجاجات شعبية للتعبير عن الغضب، والمطالبة بفتح تحقيق شفاف في المأساة التي عاشتها

 

وأضاف: "كنت أتوقع ذلك منذ زمن... انفجار غضب الشارع ليس وليد المصادفة، وسبق أن حصلت أحداث مشابهة لما حصل أمس، وممّا لا شك فيه أنّ ما حصل سيلقي بظلاله بشكل قاسٍ على مزاج الناس، ولننتظر الأيام القادمة كيف ستتطور الأمور".

 وكانت السلطات اللبنانية أعلنت أمس عن فاجعة بحرية جديدة وقعت في المياه الإقليمية قبالة مدينة طرابلس شمالي لبنان، تمثلت في غرق زورق قرب جزيرة الأرانب، وقبالة جزيرة الفنار – رامكين، تبين أنّه كان يحمل على متنه (60) مهاجراً بطريقة غير شرعية، بينهم نساء وأطفال.

قائد القوات البحرية: عملنا على إيقاف الزورق وإقناع قائد المركب بأنّه معرّض للغرق، والمركب كان محمّلاً بما يزيد على أضعاف حمولته المسموحة

 وتمكّن الجيش وفرق الإنقاذ من انتشال (6) جثث، وإنقاذ (45) شخصاً، بينما ما يزال عدد آخر في عداد المفقودين، وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الحداد رسمياً اليوم على ضحايا المركب، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الوطنية.

 وأوضح قائد القوات البحرية العقيد الركن هيثم ضناوي أنّ المركب الذي غرق صناعة 1974، وهو مركب صغير طوله (10) أمتار وعرضه (3) أمتار، والحمل المسموح له هو (10) أشخاص فقط، ولا وجود لوسائل أمان فيه.

 

يعيش أبناء المنطقة في فقر مدقع، ومعظمهم من العمال الذين يتقاضون مبلغ (60) ألف ليرة يومياً، أي ما يوازي دولارين

 

 وقال قائد القوات البحرية في تصريح صحفي أوردته وكالة "فرانس برس": إنّنا "عملنا على إيقاف الزورق، وإقناع قائد المركب بأنّ الزورق معرّض للغرق، والمركب كان محمّلاً بما يزيد على أضعاف حمولته المسموحة".

 وكشف أنّه "لم يكن هناك سترات إنقاذ ولا أطواق نجاة، وحاولنا أن نمنع المركب من الانطلاق ولكنّه كان أسرع منّا".  

 بدوره، أعلن وزير النقل اللبناني علي حمية في تصريح لوكالة "رويترز" أنّ (6) أشخاص لقوا حتفهم في غرق الزورق، بينهم طفلة واحدة على الأقل. وكان وزير النقل قد تفقد أعمال إنقاذ الناجين من المركب، والتي تقوم بها وحدات البحرية التابعة للجيش والفرق الطبية التابعة للصليب الأحمر اللبناني والجمعية الطبية، واصفاً الحادثة بـ"الفاجعة الكبرى التي أصابت لبنان بأكمله"، وأشار إلى أنّ أعمال البحث عن المفقودين ما تزال مستمرة عبر الطرادات البحرية والطوافات التابعة للجيش.

 هذا، وأعادت حادثة مركب الموت إلى أذهان اللبنانيين ذكرى انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب (أغسطس) 2020، وأودى بحياة أكثر من (200) شخص.

 

حادثة مركب الموت تعيد إلى أذهان اللبنانيين ذكرى انفجار مرفأ بيروت وهاشتاغ "#دولتي_فعلت_هذا" يعود إلى الظهور مرة أخرى منذ الأمس

 

وبعد أيام قليلة من انفجار المرفأ، قام ناشطون لبنانيون بإطلاق وسم "#دولتي_فعلت_هذا"،  والذي لاقى رواجاً كبيراً حينها على وسائل التواصل الاجتماعي وتناولته وسائل الإعلام، وعاد إلى الظهور مرة أخرى منذ الأمس.

وأثار الحادث مشاعر الكثير من اللبنانيين الذين هاجموا الطبقة السياسية الحاكمة بكلمات مثل "مجرمون" و"فاسدون"، وشنّوا حملة غضب على مواقع التواصل عبر الهاشتاغ ذاته.

يُذكر أنّ الهجرة غير الشرعية من طرابلس ليست وليدة اليوم، فقد بدأت منذ العام 2013، وتم منع عشرات الرحلات، إلّا أنّ المحاولات ما زالت مستمرة برعاية عصابات منظمة، تتقاضى على الشخص لنقله إلى شواطئ أوروبا نحو (2000) دولار.

مواضيع ذات صلة:

من جنسيات عربية... غرق مهاجرين انقلب زورقهم قبالة سواحل ليبيا

لبنان... إعادة إنتاج الأزمة




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية