قيس سعيد يدعو إلى الاستعداد الجيد لأزمات محتملة... ما هي؟

تبعاً لأزمات متتالية وحادّة يعيش على وقعها التونسيون خلال الأشهر الأخيرة، دعا الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى ضرورة التحضّر والاستعداد الجيّد وفي الوقت المناسب، تحسبّاً لأيّ أزمات مرتقبة، سواء كانت حقيقية أو مفتعلة، قد تمسّ احتياجات المواطنين.

جاء ذلك في بلاغ أصدرته الرئاسة التونسية مساء أمس الثلاثاء، عقب لقائه مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن، أكدّ من خلاله على ضرورة توفير كافة الاحتياجات وترشيد النفقات والحفاظ على أموال المجموعة الوطنية وممتلكاتها.

قيس سعيّد يدعو إلى ضرورة التحضّر والاستعداد الجيّد تحسبّاً لأيّ أزمات مرتقبة

تصريح سعيّد يتزامن مع أزمات متواترة شهدتها تونس مؤخراً، آخرها أزمة النقص الحاد في التزوّد بالوقود بعد نفاد مخزون محطات البنزين، ممّا أثار استياء المواطنين، فضلاً عن النقص الحادّ في المواد الاستهلاكية الأساسية وفقدان بعضها من الأسواق مثل الحليب والزيت والسكر، إلى جانب الارتفاع الحادّ في الأسعار، دون اعتبار تواصل معضلة البطالة، وارتفاع معدّلات الفقر خلال العشرية الأخيرة.

سعيّد يؤكد على ضرورة توفير كافة الاحتياجات وترشيد النفقات والحفاظ على أموال المجموعة الوطنية

هذا، وتثير هذه الأزمات مجتمعة مخاوف جدّية لدى التونسيين من استمرارها، برغم عدم وجود غضب شعبي أو مسيرات احتجاجية، كانت قد عهدتها تونس خلال الأعوام الماضية.

وكان المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية قد حذّر من تدهور المقدرة الشرائية للتونسيين، في ظل ارتفاع غير مسبوق لعجز الميزان التجاري الغذائي؛ بسبب الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا وتواصل إهمال المجال الزراعي، وسط توصيات الخبراء والمراقبين بضرورة وضع خطط اقتصادية فعلية ومراجعة منظومة الدعم في البلاد.

وتسعى تونس، التي تواجه أسوأ أزمة مالية لها، للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي لإنقاذ المالية العامة من الانهيار.

ومن المنتظر أن تجري تونس انتخابات برلمانية سابقة لأوانها في 17 كانون الأول (ديسمبر) القادم، لن تشارك فيها حركة النهضة الإخوانية لأول مرّة منذ 2011، احتجاجاً على إجراءات الرئيس قيس سعيّد التي أطلقها منذ 25 تموز (يوليو).