فيما يشير خبراء أتراك إلى أنّ الإهمال في اتباع إجراءات السلامة في أنظمة وقوانين البناء التركية، والتي كانت معروفة قبل الزلزال، لعب دوراً حاسماً في تعميق الكارثة، قام نشطاء بنشر فيديو قديم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرحّب فيه بقانون صدر عام 2018 يعفي من العقاب مخالفي قواعد السلامة في نحو (6) ملايين مبنى.
وعلّق النشطاء بأنّ الفيديو أظهر أنّ المباني هي التي قتلت الناس، وليس الزلزال، في ظل تزايد التقارير عن فساد واسع ساهم في ازدياد أعداد الضحايا، وهو ما ضاعف الحرج على الرئيس التركي.
كما كشف سكان أبراج مقاومة للزلازل أنّها سقطت تماماً مثلما سقطت المنازل التقليدية، وأنّ تلك الأبراج لم تلتزم بمعايير البناء السليم.
وكان الرئيس أردوغان قد تفاخر، في تسجيل التُقط خلال تجمعات حاشدة في هاتاي وكهرمان مرعش وملطية، وهي مناطق تضرّرت كثيراً جراء الكارثة التي وقعت في 6 شباط (فبراير) الجاري، بأنّه "حلّ المشكلة" بما يمكّن السكان من البقاء في منازلهم، وفقاً لما نشرته صحيفة "العرب" اللندنية.
فيديو قديم لأردوغان يرحّب فيه بقانون صدر عام 2018 يعفي من العقاب مخالفي قواعد السلامة في نحو (6) ملايين مبنى
وعلى مدى عقدين من الحكم استندت شعبية أردوغان إلى قدرته على إيجاد طبقة وسطى جديدة وعصرية، وعلى توفير مساكن بتكاليف في المتناول ضمن منطقة تعاني من نقص في التنمية، لكنّ تلك التصريحات تبدو حالياً غير صائبة، على الرغم من ترحيب من حصلوا على تسويات بها.
وعرضت الصحيفة تغريدة أطلقها أردوغان عام 2013، وكان آنذاك رئيساً للوزراء، كتب فيها أنّ "المباني تقتل الناس وليس الزلازل، علينا أن نتعلّم العيش مع الزلازل، واتّخاذ تدابير وفقاً لذلك".
وفي تسجيل فيديو آخر، يعود إلى عام 2011، يوضح وزير المالية السابق محمد شيمشك أنّ مداخيل "ضريبة الزلازل"، التي فرضت بعد زلزال 1999 الذي أسفر عن نحو (17) ألف قتيل في شمال غرب تركيا، استُخدمت في تغطية تكاليف شق طرق وبناء مستشفيات.
وكانت الضريبة قد فُرضت لتهيئة المدن كي تصبح أكثر مقاومة للزلازل.
ومنذ وقوع الزلزال نشر أحد الحسابات المشهورة على تويتر، لديه (720) ألف متابع، أكثر من (50) محتوى بين تسجيلات فيديو وصور وتعليقات قديمة، وتم تداول الكثير منها عشرات الآلاف من المرات، وحصدت الملايين من المشاهدات.
اعتقد سكان مجمع سكني فاخر في جنوب تركيا أنّ شققهم "مقاومة للزلازل، حتى انهار المبنى مثل قطع الدومينو أثناء الزلزال
واعتقد سكان مجمع سكني فاخر في جنوب تركيا أنّ شققهم "مقاومة للزلازل"، حتى انهار المبنى مثل قطع الدومينو أثناء الزلزال المدمر الذي تسبب في مقتل المئات من سكان المجمع.
وبعد ما يقارب الأسبوعين من وقوع الزلزال، يتزايد الغضب على ما يعتبره الأتراك ممارسات بناء فاسدة وتطويراً عمرانياً معيباً جداً، وتقدّر وزارة التطوير العمراني في تركيا أنّ (84700) مبنى انهار أو تضرر كثيراً.