طنطاوي يعلن تدشين تحالف سياسي... هل يفتح بوابة خلفية لعودة الإخوان؟

طنطاوي يعلن تدشين تحالف سياسي... هل يفتح بوابة خلفية لعودة الإخوان؟

طنطاوي يعلن تدشين تحالف سياسي... هل يفتح بوابة خلفية لعودة الإخوان؟


16/10/2023

عقب انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية المصرية، إثر فشله في جمع التوكيلات المطلوبة للترشح، (عددها (25) ألف تأييد شعبي من (15) محافظة، بواقع (1000) تأييد على الأقل من كل محافظة) وفق القانون المصري، أعلن طنطاوي عزمه تدشين تحالف سياسي جديد يضم عدداً من القوى السياسية والحزبية، وقد اعتبره مراقبون آلية جديدة لتحقيق هدف طنطاوي بإعادة الإخوان إلى المشهد السياسي في مصر. 

ورغم أنّ طنطاوي حرص خلال مؤتمر صحفي عقده نهاية الأسبوع الماضي لإعلان انسحابه من الانتخابات الرئاسية، حرص على نفي أيّ ارتباط مع تنظيم الإخوان الذي وصفه بأنّه "خصم سياسي"، إلّا أنّ مراقبين اعتبروا تلك التصريحات مجرد تنصل من التحالف بين الطرفين، في ضوء محاولة تهدئة الشارع المصري في أعقاب حالة هجوم شرسة ضد طنطاوي وحملته الانتخابية بسبب تصريحات سابقة بدعم التنظيم. 

تحالف سياسي جديد... ما ملامحه؟ 

أعلن طنطاوي يوم الجمعة أنّ حملته ستدرس خلال الأسبوعين المقبلين العمل على تدشين "تنظيم سياسي"، أو جبهة منظمة تحمل مشروعاً ورؤية متكاملة، مشيراً إلى أنّه سيدرس ذلك المشروع مع عدد كبير من القوى السياسية المختلفة.

وقال طنطاوي خلال المؤتمر الصحفي لحملته الانتخابية للكشف عن الموقف النهائي للمرشح من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة: نستطيع الادعاء بأنّ 25 كانون الثاني (يناير) يتبلور له الآن مشروع سياسي، وأنّ النضال الذي أظهره الشعب المصري في الميادين علينا أن نجد له طريقه في ظل القانون والدستور حتى يكون أميناً رشيداً".

وأوضح بحسب صحيفة (الشروق) المصرية أنّ "هناك مشاورات حالياً سيتم الإعلان عنها بعد (15) يوماً، ويجري الاتفاق على عدد من الأمور، من بينها تدشين تنظيم سياسي أو جبهة تحمل برنامجاً وتحالفاً واسعاً كمشروع إجرائي سنعتبره بمثابة مسودة مشروع إنقاذ وطني...، ونحن منفتحون على جميع الأحزاب".

لم تتضح حتى الآن ملامح التحالف السياسي الذي أعلن عنه طنطاوي

وردّاً على سؤاله حول علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، بعد أن أظهرت الأخيرة في وقت سابق تأييدها له، حرص طنطاوي على التأكيد أنّ "جماعة الإخوان خصم سياسي بالنسبة إليه".

طنطاوي ومشروع عودة الإخوان 

لم تتضح، حتى الآن ،ملامح التحالف السياسي الذي أعلن عنه طنطاوي، وأكدت مصادر من داخل الحركة المدنية لصحف محلية أنّ التحالف ما يزال قيد الدراسة، ولم تتضح ملامحه بعد، إلّا أنّ القوى السياسية لم ترحب بالإعلان، خاصة أنّ طنطاوي محسوب على جماعة الإخوان ويعمل، بحسب سياسيين مصريين، على تنفيذ مخطط لإعادتها إلى المشهد. 

هشام عبد العزيز: ما يقدمه أحمد طنطاوي جزء من صفقة دولية تستهدف استغلال الانتخابات الرئاسية لإحداث حالة من الفوضى وإعادة تنظيم الإخوان إلى المشهد

وفي هذا السياق، كشف هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة المصري،  أنّه لا توجد مخاوف في مصر من أيّ معارضة في الوقت الحالي، ما دام أنّها كانت وطنية، بعد التطور الكبير الذي شهدته مصر في عهد الرئيس السيسي سياسياً. 

ووصف عبد العزيز خلال مداخلة هاتفية مع برنامج (التاسعة) عبر القناة الأولى المصرية، ما يقدمه أحمد طنطاوي أنّه جزء من صفقة دولية تستهدف استغلال الانتخابات الرئاسية لإحداث حالة من الفوضى وإعادة تنظيم الإخوان إلى المشهد. 

وأشار السياسي المصري إلى أنّ أحمد  طنطاوي يعمل على إعادة جماعة الإخوان إلى المشهد من جديد بطريقة واضحة وليست ملتوية؛ إذ إنّ أحد قيادات الإخوان حلمي الجزار كشف علناً أمام الجميع أنّ أحمد طنطاوي هو مرشح الإخوان، ولم ينفِ أحمد طنطاوي الكلام، أو حتى يجمله، وكان كلامه واضحاً أمام الجميع. 

هل تنجح محاولات إعادة الإخوان؟ 

بحسب الباحث المصري المختص بالحركات الإرهابية والإسلام السياسي منير أديب، في دراسته المنشورة حديثاً بموقع (تريندز للبحوث والاستشارات)، قد يكون صحيحاً أنّ جماعة الإخوان المسلمين تحاول العودة إلى المشهد السياسي من جديد، من خلال طنطاوي وغيره، ولكنّ الحقيقة أنّهم يشهدون تراجعاً. 

خاصة أنّ ذاكرة المصريين ما زالت تحمل مشاهد الأحداث السياسية التي شارك التنظيم في إنتاجها، لا سيّما بعد أن حرّضوا على العنف وإسقاط الدولة، وما يزال الرفض الشعبي والسياسي والحزبي لعودة الجماعة إلى المشهد السياسي قائماً. 

ويذكر أديب، مثالاً على ذلك، البيان الذي أصدره المجلس الرئاسي لتحالف الأحزاب المصرية المُشَكَّل من (42) حزباً، برئاسة النائب تيسير مطر أمين عام التحالف، فقد وَرَدَ في هذا البيان وَصْفُ محاولات عودة الإخوان إلى المشهد بأنّها "جريمة في حق الشعب المصري"، الذي ثار على الجماعة في 30 حزيران (يونيو) 2013، ودفع الثمن غالياً من دماء أبنائه لاستعادة مصر من حكم دولة المرشد. 

وذكر البيان، وفق أديب، أنّ "جميع رؤساء الأحزاب أعضاء المجلس الرئاسي للتحالف، وقيادات الأحزاب، توعدوا من يحاول تمهيد الأرض لعودة جماعة الإخوان الإرهابية، بردود صاعقة من الشعب المصري قبل أيّ جهات أخرى؛ لأنّ الشعب ذاق الآلام والمعاناة على أيديها، وأنّه قد طوى هذه الصفحة إلى الأبد، ولن يسمح بفتحها مرة أخرى. 

رفض شعبي 

ويشير أديب إلى العامل الأهم في عودة الإخوان إلى المشهد السياسي المصري، وهو الرفض الشعبي القاطع للجماعة، موضحاً أنّه تم رصد المواقف الحزبية، عبر بيانات معلنة وتصريحات نُشرت في بعض وسائل الإعلام، لكنّ المواقف الشعبية لا تقلّ عن مواقف الأحزاب المدنية التي رفضت عودة جماعة الإخوان إلى المشهد السياسي، أو استغلالها للاستحقاق الانتخابي. 

ووفق أديب، دعمت قوى سياسية محدودة أحمد طنطاوي قبل انسحابه، فحزب الكرامة الذي كان يتولى رئاسته من قبل أحمد طنطاوي، أعلن دعمه لطنطاوي، ودعا جميع أعضاء وجماهير الحزب إلى تحرير توكيلات الترشح لطنطاوي، وفتح مقرات الحزب بجميع المحافظات لاستقبال أنشطة الحملة الانتخابية وفعالياتها طوال فترة الدعاية الانتخابية. 

ولم يكن حزب الكرامة هو الحزب الوحيد الذي أعلن دعمه للمرشح المحتمل أحمد طنطاوي، بل إنّ حزب التحالف الشعبي أعلن هو الآخر دعمه لطنطاوي، حيث جاء في بيان للحزب أنّ اللجنة المركزية للحزب صوتت بالإجماع على دعم أحمد طنطاوي، وتوجيه أعضاء الحزب لتحرير توكيلات له، مع فتح مقار الحزب في محافظات الجمهورية لاستقبال أنشطة الحملة وفعالياتها طوال فترة الدعاية الانتخابية. 

منير أديب: هناك شبه اتفاق بين الأحزاب السياسية على عدم السماح لجماعة الإخوان بالعودة إلى المشهد السياسي، أو استغلال الاستحقاق الانتخابي من أجل تحقيق بعض المكاسب، وهو ما يُعدّ تراجعاً للتنظيم، وليس عودة إلى المشهد كما يحاول تصويرها من يحاول تفسير المشهد كما يتمناه

والملاحظ في هذا السياق، بحسب أديب، أنّ إعلان الدعم لأحمد طنطاوي جاء من قِبَل الأحزاب السياسية المحسوبة على اليسار فقط، وهي قليلة مقارنة بباقي الأحزاب السياسية التي تصل إلى (42) حزباً سياسياً، وهي المسجلة رسمياً، بينما لم تُعلن الأحزاب الدينية، أو القريبة من التيار الديني، وخاصة التيار السلفي، مثل حزب النور، أيّ موقف سياسي مؤيد لأحمد طنطاوي. 

لذا تبدو مواقف الأحزاب السياسية واضحة، ويبدو أنّ هناك شبه اتفاق بين هذه الأحزاب على عدم السماح لجماعة الإخوان بالعودة إلى المشهد السياسي، أو استغلال الاستحقاق الانتخابي من أجل تحقيق بعض المكاسب، وهو ما يُعَدُّ تراجعاً للتنظيم، وليس عودة إلى المشهد كما يحاول تصويرها من يحاول تفسير المشهد كما يتمناه. 

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية