رسائل تحريضية في إفطار الإخوان ببنغلاديش

رسائل تحريضية في إفطار الإخوان ببنغلاديش

رسائل تحريضية في إفطار الإخوان ببنغلاديش


08/04/2024

لا تفوّت الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، المناسبات الدينية، حيث تقوم بإسقاطها على الواقع، وتوظيفها إيديولوجياً؛ من أجل التأثير على العقل الجمعي، وإحداث دعاية سياسية واسعة.

الجماعة احتفلت في 27 آذار (مارس) الماضي بذكرى غزوة بدر، في إحدى القاعات في دكا الجنوبية. وقال رفيق الإسلام خان، الأمين العام المساعد للجماعة الإسلامية: إنّ النبي توجه إلى ساحة المعركة بعد أن استعد لمواجهة عدد كبير من الكفار ببدر متوكلاً على الله. مطالباً الشعب بالتوكل على الله، والانطلاق نحو التحرر، دون الاعتماد على أحد. وأضاف: "الحركة الإسلامية لا يمكن هزيمتها أبداً؛ لأنّ الله تعالى معنا، وستمضي الحركة الإسلامية قُدماً رغم مختلف الدعايات والقمع والتعذيب". وتابع: "في مثل هذا اليوم هُزم الكفار ببدر، وحصل الإسلام على اعتراف بسبب معركة بدر". لافتاً إلى أنّ القوة في الحق وحدها هي التي تأتي باعتراف الآخرين. مضيفاً: "علينا أن نحرز الحزم مثل أصحاب بدر، وينبغي للمرء أن يقترب من الميدان بالتقوى والشجاعة، ولو تمكنا من تحقيق هذا الإيمان اليوم، فلن تتمكن أيّ قوة في العالم من هزيمتنا". وتابع في تحدٍّ واضح للدولة: "كما هُزمت قوى الشر أمام المسلمين في بدر، سوف يُهزم المستبدون. وبالطريقة نفسها، إذا تمكنا من المضي قُدماً في حركة إقامة الدين في بنغلاديش، فإنّ الله تعالى سينصرنا أيضاً".

الإفطار مظلة لاجتماع تنظيمي

أقامت الجماعة الإسلامية حفل إفطار في مدينة سيلهيت يوم 29 آذار (مارس) الماضي، حضره أمير الجماعة شفيق الرحمن كضيف رئيسي، وشهد الحفل اجتماعاً تنظيمياً حضره الأمين العام المساعد للجماعة الإسلامية إحسان محبوب الزبير، وعضو المجلس التنفيذي المركزي وأمير مدينة دكا الشمالية محمد سالم الدين، كضيوف خاصين، في حفل الإفطار الذي أقيم برئاسة عضو مجلس العمل المركزي، وأمير مدينة سيلهيت محمد فخر الإسلام.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن

شفيق الرحمن استغل الاجتماع ليمارس أدواراً تنظيمية، قبل أن يقول: إنّ بنغلاديش في أزمة كبيرة، وزعم أنّها تحولت إلى سجن كبير ومحبس عظيم. وأضاف: "هناك أمد محدد لبقاء الناس في السجن، ومهرجان النهب والفساد في البلاد ما زال مستمراً، إنّ البلد بأكمله يقع تحت قبضة اللصوص اليوم، ويتم تحويل المليارات إلى الخارج يومياً. وتابع: "لا يمكن لأيّ دولة أن تسير بهذه الطريقة، ولا بديل عن وحدة الجماهير الوطنية الصلبة والثورة لتحرير الأمّة".

وتعرض شفيق الرحمن للانتخابات الأخيرة، التي فشلت كل مخططات الجماعة في منعها، زاعماً أنّه لم تكن هناك انتخابات في البلاد. وأضاف: "باسم التصويت أُجبر بعض المرشحين من أحزاب مختلفة على التصويت". واتهم المعارضة بأنّها تؤدي دوراً مرسوماً، قائلاً: "لأول مرة في تاريخ العالم تمّ تشكيل الأحزاب المعارضة من خلال التقنين".

وتابع شفيق الرحمن: "يتعين على الجماهير الوطنية بناء وحدة متينة صلبة، وفي نهاية المطاف ليس هناك بديل عن بناء مجتمع قرآني للتخلص من كل الظلم والقمع والاستبداد، وينبغي استغلال الفرصة لخلق صحوة إسلامية في هذا البلد".

ويمكن القول: إنّ الجماعة الإسلامية عملت بانتهازية شديدة من أجل تمرير اجتماعها، على الرغم من افتقاد الحزب للتراخيص اللازمة، لممارسة دوره السياسي، حيث ضربت الجماعة بالدستور واللوائح عرض الحائط، واستغلت الشهر المبارك لتمرير خطابها السياسي المتطرف، والدعوة إلى العنف باسم الدين، وتحت غطاء بناء مجتمع قرآني.

رسائل تحريضية في إفطار العاصمة

في اليوم التالي، 30 آذار (مارس) الماضي، نظمت الجماعة الإسلامية البنغالية  حفل إفطار في قاعة الاحتفالات بفندق (بان باسيفيك سونارغاون) في العاصمة داكا. 

شهد الحفل توجيه عدة رسائل مباشرة من أمير الجماعة الذي أطلق سراحة مؤخراً، والذي استهل اللقاء بالهجوم على الحكومة، رغم سماحها بتنظيم الحدث.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

أمير الجماعة الإسلامية حرص في كلمته على استمرار توظيف الغطاء الديني، فتحدث كرجل دين عن فضل الشهر الكريم، وأسهب في الحديث عن فضل ليلة القدر، قبل أن يتحدث عن غزوة بدر، لافتاً إلى حق المؤمنين في رفع السيف ومواجهة الباطل، بعد طول صبر على الظلم والإيذاء، في إسقاط واضح على الواقع، وتحريض على استخدام العنف ضدّ الحكومة، مضيفاً: "تقبل الله تضحيات جميع أبناء بنغلاديش الذين استشهدوا وجرحوا وأصبحوا مقعدين، وسجنوا بسبب حركتهم في مجال حقوق الإنسان، وأعطاهم الجزاء المناسب". قبل أن يخاطب أتباعه محرضاً إيّاهم: "لتحقيق التحرر يجب على المرء أن يكافح، فالتحرير لا يأتي أبداً بدون نضال، ويجب على المرء أن يستخدم القوة للتخلص من كل العوائق والأغلال".

وقبيل الإفطار دعا شفيق الرحمن دعاءً تحريضياً ضدّ الدولة، مطالباً بالصبر والكفاح والنضال ضدّ الاستبداد حتى نهاية المطاف.

وهكذا، عاود الإخوان في بنغلاديش أنشطتهم المريبة، وبدأت الجماعة في ترتيب صفوفها من جديد، خاصّة بعد إطلاق سراح أميرها شفيق الرحمن، ومن المنتظر أن تنظم الجماعة عدة تظاهرات خلال الفترة المقبلة، وسط مخاوف من حدوث موجة عنف جديدة، اعتادت الجماعة الإٍسلامية على ضرب استقرار البلاد بها، وهو الأمر الذي تستعد له مؤسسات الدولة جيداً.

مواضيع ذات صلة:

مواجهات شاملة في بنغلاديش.. هل أطلق الإخوان نفير الحرب الأهلية؟

ضربة أمنية جديدة تجهض مخطط الإخوان في بنغلاديش




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية