رئيس الفيفا يطلق حملة دفاع عن الدوحة: أنا قطري .. أنا مثلي.. والغرب منافقون

صدم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو نحو (400) من الصحفيين والمصورين حين ألقى أمس في مؤتمر صحفي في الدوحة خطاباً مدته (54) دقيقة، تحدث فيه دون أيّ تحفظ على التغطية الإعلامية لقضايا العمال المهاجرين في قطر ومعاملة المثليين، وعن قرار حظر بيع الكحول في ملاعب البطولة، وعن الحملات التي تشنها بعض الدول الأوروبية على خلفية منح الدوحة شرف استضافة المونديال، بشكل رأى فيه مراقبون أنّ الخطاب الكبير ليس لطمأنة الجماهير، بل للتقرب من الدولة القطرية التي ضاعفت أرباحه.

واتهم إنفانتينو الغرب بـ "النفاق" في تقاريره حول سجل حقوق الإنسان في قطر عشية انطلاق بطولة كأس العالم، مقدّماً دفاعاً متحمساً عن قطر والبطولة.

رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو يصدم نحو (400) من الصحفيين والمصورين في خطاب مدته (54) دقيقة دفاعاً عن قطر

افتتح إنفانتينو خطابه بالقول: "اليوم لديّ مشاعر قوية، اليوم أشعر بأنّي قطري، أشعر بأنّي عربي، أشعر بأنّي أفريقي، أشعر بأنّي مثلي الجنس، أشعر بأنّي معوق، أشعر بأنّي عامل مهاجر"، في رسالة لطمأنة الحضور على اختلاف نوعياتهم وتوجهاتهم وأهوائهم.

وقال إنفانتينو: "لقد تعلمنا العديد من الدروس من الأوروبيين والعالم الغربي، أنا أوروبي، وبسبب ما كنا نفعله منذ (3) آلاف عام حول العالم، يجب أن نعتذر لنحو (3) آلاف عام قادمة قبل إعطاء دروس أخلاقية".

وأضاف: "إذا كانت أوروبا مهتمة حقاً بمصير هؤلاء الأشخاص، فيمكنها إنشاء قنوات قانونية - كما فعلت قطر - حيث يمكن لعدد من هؤلاء العمال القدوم إلى أوروبا للعمل، امنحوهم بعض المستقبل وبعض الأمل".

إنفانتينو اتهم الغرب بـ "النفاق" في تقاريره حول سجل حقوق الإنسان في قطر، وهاجم الأوروبيين على الانتهاكات الإنسانية التي ارتكبوها خلال الـ (3) آلاف عام الماضية

"أجد صعوبة في فهم الانتقادات، علينا أن نستثمر في مساعدة هؤلاء الناس، في التعليم ومنحهم مستقبلاً أفضل والمزيد من الأمل، يجب علينا جميعاً أن نثقف أنفسنا، فالكثير من الأشياء ليست مثالية، ولكنّ الإصلاح والتغيير يستغرقان وقتاً".

وتابع: "هذا الدرس الأخلاقي أحادي الجانب هو مجرد نفاق. أتساءل لماذا لا يعترف أحد بالتقدم المحرز هنا منذ عام 2016؟ وليس من السهل قبول انتقادات لقرار تم اتخاذه قبل (12) عاماً. قطر جاهزة، وستكون أفضل كأس عالم على الإطلاق".

وقال إنفانتينو: إنّ لجنة الإرث لبطولة قطر 2022 التابعة للفيفا ستخصص عوائد مالية للتعليم، مع توقيع اتفاقية لمساعدة (25) مليون طفل وامرأة في الهند.

وعن منع المشروبات الكحولية في المباريات، أكد رئيس الاتحاد الدولي أنّ كل قرار في كأس العالم مأخوذ بالشراكة بين (فيفا) وقطر، ولم يتم اتخاذ قرار بطريقة منفردة. ستكون هناك أماكن لتجمع الجماهير والاحتفال، ويمكن للجماهير أن تحتسي المشروبات الكحولية، وأعتقد أنّه إذا توقف الشخص عن احتساء تلك المشروبات لمدة (3) ساعات فإنّه لن يموت، وفي بعض الدول الأوروبية يتم حظر بيع المشروبات الكحولية داخل الملاعب، فلماذا الكيل بمكيالين؟."

إنفانتينو: حقوق البث فقط زادت بـ (200) مليون دولار مقارنة بالبطولات الأخرى، ومتأكدون أنّنا سنجني أموالاً أكثر

واختتم إنفانتينو قائلاً: "البعض هددنا بأنّ الدول ستنسحب من البطولة بسبب جدولة المباريات في تشرين الثاني (نوفمبر)، ولكنّ حقوق البث فقط زادت بـ (200) مليون دولار مقارنة بالبطولات الأخرى، ومتأكدون أنّنا سنجني أموالاً أكثر، وسأعلن الأرقام في وقت قريب".

ولم تتوقف حملة دفاع الفيفا عن قطر عند إنفانتينو، بل شاركه مدير العلاقات الإعلامية في الفيفا، بريان سوانسون، بكلمة أمام القاعة.

وقال سوانسون، وهو مراسل سابق في قناة سكاي سبورتس: "أجلس هنا كرجل مثلي الجنس في قطر. تلقينا تأكيدات بأنّ الجميع سيكونون موضع ترحيب، وأعتقد أنّ الجميع سيكونون كذلك"، وفق "سي إن إن".

وأضاف سوانسون:"لمجرد أنّ إنفانتينو ليس مثلياً، فهذا لا يعني أنّه لا يهتم. إنّه يفعل. أنتم ترون الجانب العام، وأنا أرى الجانب الخاص. لقد فكرت طويلاً وبجد فيما إذا كان ينبغي عليّ قول هذا. أشعر بشدة أنّي يجب عليّ قوله".

يُذكر أنّ قطر تعرضت خلال الأشهر الأخيرة للكثير من الانتقادات المتعلقة بالانتهاكات التي وقعت للعمال، بالإضافة إلى احتمالية التضييق على المثليين الراغبين بحضور مباريات كأس العالم، هذا إلى جانب التضييق على الحريات بما يتعلق بملابس المشجعات، والعلاقات بين الرجال والنساء، وموضوع تناول المشروبات الكحولية الذي حاز على اهتمام كبير من قبل الملايين.