تركيا: هل سُرقت تبرعات ضحايا زلزال شباط؟

شككت المعارضة التركية بالإجراءات التي اتخذتها حكومة رجب طيب أردوغان المتعلقة بإنفاق التبرعات المجمعة لضحايا الزلزال.

وتقدمت المعارضة التركية بمقترح نيابي لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية لمتابعة أوجه إنفاق التبرعات، غير أنّ البرلمان رفض المقترح بأصوات تحالف نواب حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، وفق ما نقلت صحيفة (زمان) التركية.

المعارضة التركية تقدمت بمقترح نيابي لتشكيل لجنة تحقيق لمتابعة أوجه إنفاق التبرعات، غير أنّ البرلمان رفض المقترح بأصوات حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية

وانتقد البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري أوموت أكدوغان موقف التحالف الحاكم، وتساءل عن مصير التبرعات، قائلاً: "في شباط (فبراير) الماضي شهدت تركيا كارثة زلزال مدمر هزت الأتراك في جميع الولايات التركية وليس فقط المتضررة. في تلك الأيام العصيبة تولى الشعب سد عجز الحكومة و(عمل المواطنون على إخراج الحكومة من أسفل الأنقاض). في تلك الأيام الشعب هو من أدار الدولة وليس الحكومة، وما خطر على بال الحكومة آنذاك هو إفراغ جيوب المواطنين، وتم إطلاق حملة تبرعات جديدة، وهي (تركيا قلب واحد)".   

أكدوغان: حملة التبرعات جمعت (115) مليار ليرة، أنفقت (75) مليار ليرة بأوجه غير معلومة، بينما الـ (40) مليار المتبقية لم تودع في حساب هيئة إدارة الطوارئ

وأفاد أكدوغان أنّ "مثل تلك الحملات تحدث في الأوقات العصيبة والمهمة لتحقيق التضامن، غير أنّ ضريبة الاتصالات الخاصة التي طرحت عقب زلزال عام 1999 في عهدكم، وإنفاق (84) مليار ليرة التي تم جمعها على أمور أخرى غير الزلزال، ونهب (310) ملايين ليرة التي تم جمعها عقب المحاولة الانقلابية، واختفاء (52) مليون ليرة التي جمعت عقب هجوم بشكتاش، أجج مخاوفنا".

وأشار أكدوغان إلى حملة التبرعات التي أطلقت على البث المباشر بقنوات التلفزيون التركي، قائلاً: "تم بث الحملة على (213) قناة تلفزيونية، و(512) إذاعة راديو، لمدة (7) ساعات. وأسفرت الحملة عن جمع (115) مليار ليرة، ولم يتم استخدام سوى (75) مليار ليرة، بينما الـ (40) مليار ليرة المتبقية لم تودع في حساب هيئة إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية. هذا الوضع يثير سؤالين: أين ذهبت الـ (40) مليار ليرة؟ وكيف تم إنفاق (75) مليار ليرة؟ الجميع يتساءل عن إجابة لهذين السؤالين".

أكدوغان: لم تنقض (5) أشهر على الزلزال، وقمتم بالمطالبة بفواتير الكهرباء والغاز الطبيعي المقدمة لخيام المتضررين

وأشار أكدوغان إلى المرسوم الرئاسي الخاص بإسقاط ديون الكهرباء والغاز الطبيعي للمتضررين من الزلزال، قائلاً: "لم تنقضِ (5) أشهر على الزلزال وقمتم بالمطالبة بفواتير الكهرباء والغاز الطبيعي المقدمة لخيام المتضررين، والآن نطالبكم بعدم تحصيل فواتير الكهرباء تلك حتى مطلع العام الجديد".

في 15 شباط (فبراير) الماضي أعلنت حملة "تركيا قلب واحد" لإغاثة ضحايا زلزال قهرمان مرعش المدمر، وتم جمع تبرعات بقيمة (115) مليار ليرة.

جدير بالذكر أنّ الحكومة التركية عجزت عن إيصال المساعدات للمناطق المتضررة من الزلزال لمدة (3) أيام، واستغرقت أسابيع لتوفير الخيام لهم في ظل الشتاء القارس.