تصريحات أحد قادة الإخوان المسلمين حول دعم مرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة كشفت الاستراتيجية الإعلامية التي قررت الجماعة اتباعها.
وقال الباحث المصري في شؤون الحركات الإسلامية طارق أبو السعد: إنّ ظهور حلمي الجزار، وهو واحد من أهم الشخصيات التي تمثل تنظيم الإخوان، واسمه طُرح أكثر من مرة لإدارة الجماعة، خاصة في الأزمات التي تعاقبت على الجماعة بعد العام 2014، ظهوره يحمل الكثير من الأهداف؛ ومنها مغازلة المرشح المحتمل أحمد طنطاوي في الانتخابات الرئاسية، وغيره من الشخصيات التي تريد الترشح للانتخابات، وفق ما نقل موقع (البوابة).
أبو السعد: الإخوان يغازلون المرشح المحتمل أحمد طنطاوي في الانتخابات الرئاسية، وغيره من الشخصيات التي تريد الترشح للانتخابات.
وأكد أنّ ظهور الجزار محاولة لإثارة الجدل في الشارع المصري، وكلامه الناعم يعني أنّهم يقبلون طنطاوي، ولن يدعموه الآن إلا إذا أصبح مرشحاً حقيقياً، أو ظهر مرشح أقوى منه وأقرب إليهم ويمكن التفاهم معه، لافتاً إلى أنّ الجماعة تعتبرها فرصة جيدة للعودة، إلا أنّ انتهازيتهم لن تسمح لهم بدعم شخص محكوم بفشله أمام الرئيس السيسي.
وأضاف أبو السعد أنّ جماعة الإخوان لن تعطي تعليمات بالتصويت لصالح شخص معين، لكن يقدّمون له مثل هذه التصريحات التي لا تورطهم ولا تمنع اتفاقهم مع غيره، لأنّ الإخوان انتهازيون بالدرجة الأولى.
وأضاف أبو السعد في تصريحات لـ (البوابة نيوز) أنّ الجزار قال إنّ جماعة الإخوان لا تسعى إلى السلطة، رغم أنّ ذلك كذب، فمنذ حسن البنا وجماعة الإخوان تسعى إلى السلطة.
الجماعة تعتبرها فرصة جيدة للعودة، إلا أنّ انتهازيتهم لن تسمح لهم بدعم شخص محكوم بفشله أمام الرئيس السيسي.
وأوضح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أنّ الجماعة الإخوانية المدرجة على قوائم الإرهاب منذ زمن بعيد أحلّت لأعضائها الكذب ونشر الشائعات واختلاقها، بل أحلّت لهم قتل مُخالفيهم، ولو كانوا أعضاء معهم في التنظيم، والكذب عندهم صار عبادة، يمارسونها وينتظرون أن يُثيبَهم الله عليها.
وفي سياق متصل، علق رئيس حزب مصر الحديثة الدكتور وليد دعبس على دعم جماعة الإخوان المسلمين المنحلة للمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، قائلاً: انكشفت الأقنعة ووضحت الأمور، وبات طنطاوي مرشح الجماعة وبدعم منها، وهو أمر لا يجوز قانونياً، لأنّ تلك الجماعة منحلة بأحكام القانون، ويجب ألّا تمارس أيّ عمل سياسي، وخاصة أنّ كثيراً من قواعدها وكوادرها تلطخت أيديهم بالدماء، وهو أمر لن يتسامح معه الشعب المصري.
دعبس: انكشفت الأقنعة ووضحت الأمور، وبات طنطاوي مرشح الجماعة، وهو أمر لا يجوز قانونياً، لأنّ تلك الجماعة منحلة بأحكام القانون.
وأضاف دعبس: نحن في حزب (مصر الحديثة) نرى أنّ ما يُسمّى بجماعة الإخوان أصبحت هي والعدم سواء، وانتهت إلى غير رجعة، طبقاً لأحكام القانون، الذي حكم بحلها وعدم الاعتراف بها، ووضعها على قوائم المنظمات الإرهابية، وقامت ثورة كاملة من الشعب خرج فيها أكثر من (30) مليون مواطن مصري للمطالبة بإنهاء حكم هذه الجماعة الإرهابية، وقد انحاز الجيش إلى الشعب، ومن هنا لا يمكن أن تعود تلك الجماعة من خلال أقنعة أخرى، أو من خلال دعم مرشحين، أو من خلال الزج بأسماء ودعمهم، وهذا أمر يخالف القانون، وكل من يتلقى دعماً، حتى لو كان معنوياً، من تلك الجماعة، يُعتبر منها ويُعبّر عنها، إلا إذا خرج أحمد طنطاوي نفسه وأعلن أنّه يتبرأ من تلك الجماعة ودعمها له، ويعبّر بشكل واضح وصريح أنّها جماعة إرهابية مخالفة لأحكام القانون المصري، لأنّ إعلان دعم الإخوان له أمر لا بدّ أن يردّ عليه بذاته وبشخصه.
وكان حلمي الجزار، رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية، قد أعرب عن إعجابه بأحمد طنطاوي المرشح المُحتمل لخوض الانتخابات الرئاسية، وقد أكد، في حواره على قناة (الشرق) التابعة للجماعة، أنّ الجماعة لن تتقدّم بمرشح في الانتخابات الرئاسية.
وقال الجزار: ردّاً على سؤال من المذيع حول مقارنة بين طنطاوي وباقي المُرشحين: إنّ أحمد طنطاوي كلامه مُتقن ومُرتب، ويُخاطب الوجدان المصري، وإنّه يرى فيه حالة انضباط.