هل هناك إمكانية علمية أن تشعر النباتات بالألم؟ الجواب هو نعم، هناك إمكانية علمية. ولكن الألم مرتبط علمياً بالدماغ والجهاز العصبي، والنباتات لا تمتلك دماغاً أو جهازاً عصبياً، فكيف ستشعر به؟
اقرأ أيضاً: للمهتمين..هذه هي فوائد النباتات المنزلية
إذا كانت النباتات لا تشعر بالألم لأنه ليس لديها جهاز عصبي أو دماغ، فكيف تتنفس من دون أن يكون لديها جهاز تنفس كالإنسان والحيوان؟ وكيف تنتشر السوائل في جسمها من دون وجود القلب والأوعية الدموية؟
استطاع علماء ألمان من معهد الفيزياء التطبيقية في جامعة بون، إثبات قدرة النباتات على التواصل، وكون اتصالها غير مسموع للأذن البشرية، استخدم العلماء ميكروفونات تعمل بالليزر لقياس مستويات الإجهاد للنباتات بالصوت.
الألم مرتبط علمياً بالدماغ والجهاز العصبي والنباتات لا تمتلك دماغاً أو جهازاً عصبياً
وعند تعرض النباتات للضرر، أظهر الجهاز أنها أطلقت غاز الإيثيلين الذي تم التقاطه على شكل نشيجٍ في الأوراق، وما يعادل الصرير عند الخيار. كما تبين أنه كلما زاد الضرر على النباتات زاد إطلاق الغاز وزاد الألم المترجم إلى أصوات أعلى في تردّدات مختلفة، بحسب "العربية".
والحال أن الألم ما هو إلا ردّة فعل على ضرر ما؛ وهذا ما فعلته النباتات في هذا الاختبار.
وهناك أبحاث علمية متزايدة حديثاً، لم تصل حتى الآن إلى إجماع، حول ما إذا كان النبات يحس بالألم. وقد ذهب أحد علماء النبات أكثر من ذلك إلى نشر كتاب عنوانه "ماذا تعرف النبتة".
اقرأ أيضاً: معارضو الأغذية النباتية يهاجمون باسم يوسف ويتهمونه بالارتزاق
يقول تشامو فيتز، مؤلِّف الكتاب، "الورقة تعرف متى قطعت ثم تستجيب لذلك". ولإثبات فكرته لمس، ورقة الميموزا فاستجابت وانكمشت منغلقةً. ثم أضاف "عندما وضعنا على هذه الورقة مادة مخدرة نستعملها في التخدير البشري، ثم لمسناها، فإنها لم تستجب ولم تتحرَّك"، وهذا يعني أنها تتألم.
عند تعرض النباتات للضرر أظهر الجهاز أنها أطلقت غاز الإيثيلين الذي تم التقاطه على شكل نشيجٍ في الأوراق
فإذا كانت النباتات تشعر بالألم، نستطيع عند ذلك أن نميز أصوات الألم عندما نأكلها بين نوع وآخر، كما نميز أصوات الألم بين الناس والحيوانات المختلفة. إن قرقشة الفجل بين أسناننا مثلاً تجعلنا ندرك أنه يتألم بطريقة مختلفة عن صرير الخيار أو غيره من أصوات.
وعندما نرى ورقة الملفوف تتكور في قدرٍ يغلي بالماء، فسينفطر قلب كثيرين منا، وسيشعر بالذنب كما ولو أنه تعرَّض إلى حيوان.
في هذه الحالة، فإنه عندما نشم نفحة العُشب المقطوع في الربيع، فلن نَعُدّها، كما عهدنا من قبل، علامة لطيفة على أن درجات الحرارة الأكثر دفئاً من الشتاء وُجدت لتبقى، بل تشير إلى أن هناك كائناتٍ تتألم.