منصب القائم بأعمال "مرشد الإخوان"... هل يُحسم بتوافق أم بصراع؟

منصب القائم بأعمال "مرشد الإخوان"... هل يُحسم بتوافق أم بصراع؟

منصب القائم بأعمال "مرشد الإخوان"... هل يُحسم بتوافق أم بصراع؟


10/11/2022

وليد عبدالرحمن

بعد أيام من تولي محيي الدين الزايط، مهام القائم بأعمال مرشد «الإخوان» بشكل «مؤقت»، عقب رحيل إبراهيم منير، الذي كان يقود «جبهة لندن»، إحدى الجبهات الثلاث المتصارعة على قيادة التنظيم الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً».
أثيرت تساؤلات حول طريقة حسم منصب القائم بأعمال المرشد الجديد، هل سيكون بالتوافق داخل «مجموعة لندن» أم بصراع؟ ومن هم أبرز المرشحين المحتملين بـ«جبهة لندن»؟ وماهي طبيعة محاولات «جبهة إسطنبول» بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم؟
باحثون في الحركات الإسلامية رجحوا «حدوث أزمة داخل (مجموعة لندن) خاصة أن الشخصيات المحتملة لخلافة منير ليست بـ(القوة التنظيمية) التي كان يملكها منير، وفي المقابل تسعى (جبهة إسطنبول) لاستغلال ذلك من أجل الانفراد بالسلطة والسيطرة على مصادر التمويل داخل التنظيم».
خلافات «إخوان الخارج» قد تعمقت خلال الأشهر الماضية خاصة بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول»، منذ إعلان منير حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن مكتب إرشاد «الإخوان»، وكذا تشكيل «مجلس شورى لندن» وإعفاء أعضاء مجلس «شورى إسطنبول» من مناصبهم... ويتنافس على قيادة التنظيم مع «جبهة لندن»، «جبهة إسطنبول»، و«تيار التغيير» أو «تيار الكماليون»، الذي أسسه في السابق محمد كمال (مؤسس الجناح المسلح لـ«الإخوان» وقُتل في عام 2016).
ووفق مراقبين فإن «سرعة إعلان (جبهة لندن) تعيين الزايط لتولي مهام منير، لا تعني اتفاق الجميع عليه، ولا تعني اختياره نائباً للمرشد، إنما تعني أنه فقط مكلف بإدارة التنظيم بشكل مؤقت، لمنع الجبهة من (الانشقاق)».
وقال الباحث المصري المتخصص في شؤون الأمن الإقليمي محمد فوزي، إن «رحيل منير يمثل حدثاً تتجاوز أهميته حدود وفاة أحد الأعمدة التاريخية لتنظيم (الإخوان)، وذلك في ضوء التداعيات المحتملة لوفاته على مستقبل الأزمة البنيوية العميقة التي يعيشها التنظيم، على اعتبار أن منير كان أحد المحاور الرئيسية للأزمة، التي طفت على السطح عقب توليه مهام القائم بأعمال المرشد، في أعقاب القبض على محمود عزت بالقاهرة في أغسطس (آب) 2020».
وشرح فوزي: «لوحظ أن (جبهة لندن) سارعت بتسمية الزايط بديلاً لمنير، وهو أمر يُمكن تفهمه في إطار سعي الجبهة لإظهار التماسك التنظيمي، وتحجيم أي (ارتدادات سلبية) و(نكبات داخلية) قد تترتب على وفاة منير، خاصة مع دخول الجبهة على خط الدعوة لمظاهرات 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بمصر».
وأضاف: «لكن قيادة الزايط للتنظيم ستكون مؤقتة على الأرجح، خصوصاً في ظل حالته الصحية التي تحول دون قدرته على الاستمرار في القيادة، ووجود العديد من الأسماء التي تعد (أكثر قدرة) من الزايط على مستوى إدارة الجبهة، وبالتحديد محمد البحيري، وحلمي الجزار؛ لكن البحيري يواجه إشكالية تتمثل في علاقته بأجيال الشباب داخل (الإخوان)، وهي العلاقة التي تفتقد للثقة ويغلب عليها الفتور، فضلاً عن أن الجزار يواجه بعض الإشكالات، ومنها أنه ليس عضواً في (مجلس شورى التنظيم)، وبالتالي فإن توليه قيادة التنظيم، سوف يتعارض مع اللوائح الداخلية المنظمة لعمل التنظيم، خاصة المادتين 4 و5 اللتين تحددان من سيخلف القائم بأعمال المرشد حال غيابه عن المشهد».
فيما يرى الباحث في الحركات الإسلامية بمصر، عمرو عبد المنعم، أنه «يتنافس على منصب القائم بأعمال المرشد حالياً ثلاثة، محمود الإبياري، ومحمد البحيري، ومحمد جمال حشمت، والثلاثة على خلاف كبير مع (المكتب الإداري الخاص بمحمود حسين)، لذلك التنافس على أشده، وربما تأخذ (جبهة لندن) قسطاً من الوقت لاختيار القائم بأعمال المرشد الجديد، وقد تطول مهلة الشهر إلى أكثر من ذلك، حتى يلملموا (شتات أفكارهم) لمحاولة أن يظهر (مكتب منير) بأكبر قدر ممكن من التوافق على شخصية تحمل الجبهة إلى القيادة».
وهنا يرجح المراقبون إلى أنه «من المحتمل أن يستمر الزايط في عمله كنائب لمنير، وهذا يعني مزيداً من الخلافات بين (جبهة لندن) وبين (جبهة إسطنبول)؛ بل ربما يتسبب في تفجر خلافات بين قيادات (جبهة لندن) ذاتها، نظراً لرفض البعض له».
وقال فوزي لـ«الشرق الأوسط»، إن «وفاة منير تعزز من الأزمة البنيوية التي يعاني منها (الإخوان)، والشخصيات المرشحة لخلافة منير ليست بـ(القوة التنظيمية) التي كان يملكها منير، في المقابل تسعى (جبهة إسطنبول) لاستغلال ما يحدث داخل (مجموعة لندن) من أجل الانفراد بالسلطة والسيطرة على مصادر التمويل وزمام الأمور داخل التنظيم، وكذلك الحال بالنسبة لـ(تيار التغيير) الذي سيسعى لتوظيف وفاة منير من أجل زيادة وزنه النوعي داخل التنظيم».
وأضاف: «بشكل عام طرحت وفاة منير العديد من التداعيات المحتملة على أزمة ومستقبل تنظيم (الإخوان)، في ضوء الوزن والثقل الكبير الذي كان يحظى به منير داخل التنظيم، فضلاً عن أن القيادات الكاريزمية والتاريخية بطبيعة الحال، التي تلعب دوراً محورياً داخل أروقة التنظيمات الإسلامية، مما يزيد من حجم التداعيات السلبية لخسارة هذه القيادات، على نشاط وعمل ومستقبل (تنظيمات التطرف) والإسلام السياسي».
وبحسب عبد المنعم فإنه «لن يتم حسم الصراع بين الثلاثة المحتلمين داخل (مجموعة لندن)، لوجود صراع داخلي في (جبهة لندن) على اختيار القيادة، بالإضافة إلى الصراع الموجود مع (مكتب محمود حسين)، في حين يرى شباب التنظيم أنه انتهى زمن (القيادات التقليدية)»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لذلك لن يتم حسم الصراع بين القيادات بسهولة، وسيأخذ وقتاً حتى تظهر الشخصية التي تسيطر على أموال التنظيم، وتستطيع التواصل مع القيادات التقليدية، وتسيطر على مفاتيح الشخصيات التي ستدير التنظيم، وهو من الصعب أن يطبق في هذا الوقت، نظراً للتحدي الذي يمر به التنظيم الآن».
في حين يطرح المراقبون أنه «من المحتمل وفق تجارب سابقة أن تقوم (جبهة لندن) باختيار شخص غير مشهور، يتسم بالهدوء، ولا يملك أحد الطعن في تاريخه، لخلافة منير بشكل رسمي».

عن "الشرق الأوسط" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية