مصر والإمارات.. 5 عقود من التعاون والمواقف المشتركة

مصر والإمارات.. 5 عقود من التعاون والمواقف المشتركة

مصر والإمارات.. 5 عقود من التعاون والمواقف المشتركة


27/10/2022

انطلقت صباح أمس من القاهرة فاعليات احتفالية "مصر والإمارات قلب واحد"، التي ينظمها البلدان بمناسبة مرور (50) عاماً على العلاقات المصرية الإماراتية، وتستمر لمدة (3) أيام، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، وحضور حكومي رفيع المستوى من البلدين، بهدف تعزيز الروابط والعلاقات المتينة الممتدة لأكثر من (5) عقود، وصياغة مستقبل أكثر تعاوناً وإنجازاً بين البلدين في مختلف المجالات.

وقد جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس عهد "المصير الواحد" مع دولة الإمارات، معتبراً أنّ البلدين والشعبين بمثابة "شعب واحد وبلد واحد"، وأنّ العلاقة "ازدادت رسوخاً"، بحسب ما أورده موقع "الشرق".

 علاقات تاريخية ممتدة

وأضاف السيسي في خطاب مُصوَّر أنّ التعاون الاقتصادي والاستثماري وفي جميع المجالات بين البلدين "يسير على أعلى مستوى"، مشدداً على أنّ العلاقات "قائمة على الفهم الواقعي المتعمق والدقيق لظروف المنطقة والعالم، وعلى التكامل".

 وأكد السيسي وجود "تفاهم وتطابق رؤى مع قيادات الإمارات على جميع مستويات القيادات والحكومات"، مذكّراً بمقولة مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، خلال حرب تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973، بأنّ "البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي".

 وأشار الرئيس المصري إلى أنّه "على مدار تلك العقود لم تتغير قوة العلاقات، بل ازدادت رسوخاً، وظل التفاهم والإخاء والتوافق بين البلدين هو عنوان المسيرة"، وصولاً إلى "رئيس الدولة الأخ والصديق العزيز الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأخ والصديق العزيز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة".

السيسي: التعاون الاقتصادي والاستثماري وفي جميع المجالات بين البلدين يسير على أعلى مستوى

 وعبَّر السيسي عن تقديره وعرفانه لـ "موقف الإمارات التاريخي الداعم خلال الفترة العصيبة التي مرت بها مصر منذ حوالي (10) أعوام، والذي جاء تعزيزاً لخصوصية العلاقات، وبرهاناً واضحاً على ما يجمع الدولتين والقيادتين والشعبين من روابط".

 ورأى السيسي أنّ الروابط بين الدولتين والقيادتين والشعبين "وثيقة"، مشدداً على أنّهما "بمثابة شعب واحد وبلد واحد"، قائلاً: إنّ ذلك "هو العهد الذي أجدد التمسك به، عهد الأخوة والخير والتعاون والبناء والمصير الواحد".

 مصر والإمارات... نموذج مثالي للتعاون والإخاء

وذكر الرئيس المصري أنّ "العلاقات المصرية الإماراتية تمثل نموذجاً مثالياً للعلاقات الطيبة القوية التي تجمع دولتين وشعبين شقيقين"، مشيراً إلى "القيم الصادقة الحقيقية من الأخوة والمودة والتوافق بين الشعبين، نلمسها ونقدّرها ونعتز بها".

 

السيسي: العلاقات المصرية الإماراتية تمثل نموذجاً مثالياً للعلاقات الطيبة القوية التي تجمع دولتين وشعبين شقيقين

 

 وتابع: "هنا أقول إنّ الشعبين المصري والإماراتي دائماً على قلب رجل واحد، كما أنّ العلاقات بين الدولتين وعلى اختلاف القيادات والحكومات تظل نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات المتميزة بين الدول العربية الشقيقة".

 وقال الرئيس المصري: إنّ "التعاون الاقتصادي والاستثماري وفي جميع المجالات دائماً يسير على أعلى مستوى"، مشدداً على أنّ "الآفاق المستقبلية للتعاون الشامل بين الدولتين واعدة ومزدهرة".

 الشيخ محمد بن زايد يحتفي بالعلاقات بين البلدين

من جانبه، أشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بالعلاقات المصرية الإماراتية التي يحتفل البلدان بالذكرى الـ (50) لإقامتها.

 وأوضح رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنّ "الإمارات ومصر عنصر استقرار إقليمي ونموذج للعلاقات بين الأشقاء"، مضيفاً: "بالتعاون مع أخي عبد الفتاح السيسي ستمضي علاقاتنا دائماً إلى الأفضل".

 وأشار إلى أنّ احتفاء الإمارات ومصر بالذكرى الـ (50) لإقامة العلاقات بينهما، تأكيد لعمق الروابط الأخوية بين البلدين وشعبيهما منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".

 وقال نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: إنّ "دولة الإمارات ومصر تبدآن (50) عاماً جديدة من العلاقات القوية والعمل المشترك بقيادة رئيس الدولة محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسي".

أشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بالعلاقات المصرية الإماراتية التي يحتفل البلدان بالذكرى الـ (50) لإقامتها

 وأضاف الشيخ محمد بن راشد بحسب وكالة الأنباء الإماراتية: "تحتفل الإمارات اليوم في مصر بـ (50) عاماً من العلاقات الأخوية المستقرة المتطورة. نحتفل ونحتفي أيضاً ببداية (50) عاماً جديدة، بقيادة أخي الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأخي محمد بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله،... مصر والإمارات قلب واحد".

 وقال وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي محمد عبد الله القرقاوي: إنّ العلاقات المصرية الإماراتية تمثل نموذجاً متميزاً للعلاقات الثنائية بين الدول، وقامت على التكامل وتعزيز المصالح المشتركة، بحسب شبكة "سكاي نيوز عربية".

محمد بن زايد: احتفاء الإمارات ومصر بالذكرى الـ (50) لإقامة العلاقات بينهما، تأكيد لعمق الروابط الأخوية بين البلدين وشعبيهما منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

 

 وأضاف القرقاوي أنّ التعاون الاقتصادي يقود قاطرة العلاقات الراسخة، إذ إنّ الإمارات أكبر دولة تستثمر في مصر.

 كما أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية هالة السعيد أنّ إقامة الاحتفالية تعكس عمق العلاقات بين البلدين، وحرص القيادة على تعميق هذه العلاقات القوية المتينة على مستوى الحكومتين والشعبين.

 الاقتصاد... قاطرة العلاقات بين البلدين

يقود التعاون الاقتصادي الذي يشمل العديد من القطاعات والمجالات الحيوية قاطرة العلاقات بين البلدين، فقد بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين مصر والإمارات خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) حتى أيار (مايو) 2022 أكثر من (11.8) مليار درهم (ما يزيد على 3.2 مليارات دولار)، بنمو وصلت نسبته إلى 11%، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وفق تقرير لشبكة "سكاي نيوز".

 وتُقدّر قيمة الاستثمارات الصادرة من الإمارات إلى مصر منذ 2003 حتى 2019، بحوالي (30) مليار دولار، (110) مليارات درهم.

 وتُعدّ الإمارات أكبر مستثمر عربي في مصر والثالثة عالمياً، برصيد استثمارات تراكمي يزيد على (28) مليار دولار (102) مليار درهم، منها استثمارات مباشرة بقيمة (9) مليارات دولار، وبعدد أكثر من (1300) شركة في مصر ضمن مشاريع واستثمارات، من بينها مختلف قطاعات الجملة والتجزئة والنقل والتخزين والخدمات اللوجستية والقطاع المالي وأنشطة التأمين وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعقارات والبناء.

 وفي المقابل، تستثمر الشركات المصرية أكثر من (4) مليارات درهم في الإمارات (ما يعادل نحو 1.1 مليار دولار)، وتشمل مشاريعها كذلك القطاع العقاري والمالي والإنشاءات وتجارة الجملة والتجزئة.

 هذا وتشمل فاعليات الاحتفالية في أيامها الـ (3) منتدى اقتصادياً بمشاركة وزراء في حكومتي مصر والإمارات وعدد من الشخصيات ورجال الأعمال وحضور شركات من البلدين.

 كما تشمل منتدى ثقافياً بحضور شخصيات إعلامية وثقافية وفنية يتضمن استعراض تاريخ العلاقات وآفاق التعاون المشترك، فضلاً عن إعادة إحياء الحفل المميز "أم كلثوم في أبوظبي" الذي أقيم عام 1971 في أبو ظبي، وبطابع جديد.

 ويعقد الحضور جلسات نقاشية حول تاريخ الإعلام المصري الإماراتي، وتاريخ العلاقات السياسية، وأيضاً جلسات حوارية مع عدد من الدبلوماسيين المصريين والإماراتيين، ونخبة من الإعلاميين من القطاعين الحكومي والخاص.

مواضيع ذات صلة:

محمد بن زايد: الإمارات ومصر عنصر استقرار إقليمي ونموذج للعلاقات بين الأشقاء

الإمارات.. حاضنة الأخوة الإنسانية

في ذكرى تأسيسها الـ 77... الأمم المتحدة تشيد بدور الإمارات الإنساني




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية