مرة أخرى... الكونغرس مهدد من هؤلاء

أرسلت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي نشرة استخبارات مشتركة إلى وكالات إنفاذ القانون المحلية، في وقت متأخر من أول من أمس، تحذّر من أنّ بعض الجماعات المحلية "ناقشت خططاً للسيطرة على مبنى الكابيتول الأمريكي وإزاحة المشرعين الديمقراطيين اليوم الموافق 4 آذار (مارس) أو في موعد مقارب.

النشرة التي تحمل عنوان "منطقة العاصمة الوطنية ما تزال هدفاً جذاباً للمتطرفين العنيفين المحليين"، حذّرت من أنّ المتطرفين قد تشجعوا بعد هجوم 6 كانون الثاني (يناير) الماضي على مبنى الكابيتول، وباتوا بالتالي يشكّلون تهديداً أكبر، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

نشرة استخبارات: جماعات محلية ناقشت خططاً للسيطرة على مبنى الكابيتول الأمريكي وإزاحة المشرعين الديمقراطيين اليوم

وقالت النشرة: إنّ متطرفي الميليشيات العنيفين قد "يستغلون التجمعات العامة، سواء المنظمة بشكل رسمي أو العفوية، للانخراط في أعمال عنف"، وإنّ "تصورات هؤلاء عن تزوير الانتخابات ونظريات المؤامرة الأخرى المرتبطة بالانتقال الرئاسي مستمرة، وقد تساهم في التعبئة للعنف" دون سابق إنذار.

وفي السياق، قالت شرطة الكابيتول أمس: إنها حصلت على معلومات استخباراتية تظهر "مؤامرة محتملة لخرق مبنى الكابيتول من قبل مجموعة ميليشيا محددة اليوم.

وأعلنت شرطة الكابيتول في بيان: "لقد أجرينا بالفعل تعزيزات أمنية كبيرة لتشمل إنشاء هيكل مادي وزيادة الأفراد لضمان حماية الكونغرس والجمهور وأفراد الشرطة لدينا".

ونقلت شبكة "سي إن إن" أمس، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أنّ بعض الأحاديث حول انتهاك مبنى الكابيتول جاءت من جماعة "3%".

شرطة الكابيتول حصلت على معلومات استخباراتية تظهر مؤامرة محتملة لخرق مبنى الكابيتول من قبل ميليشيا محددة اليوم

وهذه الجماعة المكوّنة من ميليشيات استمدّت اسمها من الاعتقاد بأنّ 3% فقط من الأمريكيين قاتلوا ضد البريطانيين خلال حرب الاستقلال، ولديها صلات مع مجموعات صغيرة تنشط في الولايات المتحدة وكندا.

وعلى مدار الشهور الماضية، ادّعت بعض شرائح مجتمع نظرية المؤامرة أنّ الرئيس السابق دونالد ترامب سيعود إلى البيت الأبيض اليوم الموافق 4 آذار (مارس)، وهو تاريخ التنصيب الرئاسي في الولايات المتحدة حتى عام 1933.

وخلال جلسة استماع الشهر الماضي، قال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب آدم سميث: إنّ 4900 من أفراد الحرس الوطني سيمددون إقامتهم التي بدأت قبل حفل التنصيب في العاصمة".

وأضاف سميث: إنّ بعض أفراد الجماعة اكتشفوا أنّ العادة جرت منذ عشرات السنين "أن يتم تنصيب الرئيس يوم 4 آذار (مارس)"، وأضاف: إنهم يفكرون الآن "بالتجمع مرّة أخرى واقتحام الكونغرس... هذا ما يتمّ تداوله على الإنترنت".

مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي:" اقتحام أنصار ترامب للكونغرس هجوم إرهابي نفذه مناصرون لفكرة استعلاء العرق الأبيض

وفي سياق متصل، كشف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كريستوفر راي عن تفاقم الإرهاب الداخلي في بلاده خلال الأعوام الأخيرة.

وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" (FBI) كريستوفر راي: إنّ المكتب يرى أنّ اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس هجوم إرهابي نفذه مناصرون لفكرة استعلاء العرق الأبيض، وأضاف: إنّ هذا التيار يمثل أكبر تهديد لأمن البلاد.

وفي شهادته التي أدلى بها أول من أمس أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ الأمريكي بشأن اقتحام الكونغرس في 6 كانون الثاني (يناير) الماضي، قال راي: "لقد ذهلت مثلكم من العنف والدمار الذي رأيناه في ذلك اليوم، شعرت بالفزع لأنكم أنتم قادة بلادنا المنتخبون وقعتم ضحية هنا في هذه القاعات".

وتابع: "كان ذلك الهجوم، ذلك الحصار، سلوكاً إجرامياً بصورة واضحة ومباشرة، وهو سلوك نعدّه نحن، مكتب التحقيقات الفيدرالي، إرهاباً محلياً".

وتُعدّ هذه أول شهادة لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أمام الكونغرس منذ تلك الأحداث التي سقط فيها 5 قتلى، حين اقتحم أنصار ترامب الكابيتول (مجمع الكونغرس) لعرقلة جلسة المصادقة على فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة.