ما قصة العطل الذي أوقف مواقع التواصل.. خطأ داخلي أم هجوم سيبراني؟

ما قصة العطل الذي أوقف مواقع التواصل.. خطأ داخلي أم هجوم سيبراني؟


05/10/2021

عادت تطبيقات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"واتساب" و"إنستغرام"، إلى جانب موقعي "غوغل" و"أمازون"، إلى العمل بشكل تدريجي بعد انقطاع لمدة 6 ساعات تقريباً، واجه خلالها الملايين من مستخدمي هذه التطبيقات في العالم عطلاً على شبكة الإنترنت.

وفي حين قدمت فيسبوك اعتذارها للملايين حول العالم، فإنها لم توضح على الفور سبب العطل، الذي وصفه موقع "داون ديتكتور"، المختص بتتبع حالات انقطاع خدمات الإنترنت، بـ "أكبر خلل على الإطلاق تتعرض له فيسبوك".

اقرأ أيضاً: الواقع المعزّز: سحر التكنولوجيا الجديد.. ماذا تعرف عن هذه التقنية؟

وسجل الموقع، أكثر من 125 ألف بلاغ عن انقطاع الخدمة من مستخدمي تطبيق واتساب، وأكثر من 98 ألف بلاغ من مستخدمي فيسبوك.

وتشير بيانات الموقع إلى أنّ الانقطاع أثر على حسابات مستخدمين في شتى أرجاء العالم.

 تراجعت أسهم شركة فيسبوك

ورفض مدير التكنولوجيا لدى فيسبوك، مايك شروبفر، الإفصاح بالتفصيل عما جرى، أو الكشف عن السبب الذي عطل شركة التواصل العملاقة، مكتفياً بالقول إنّ "عودة الخدمات بنسبة 100 بالمائة قد تستغرق بعض الوقت".

في حين قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها تدرس إمكان وجود تهديد أمني على خلفية ما يحدث لوسائل التواصل الاجتماعي.

خسائر كبيرة 

وعلى الفور، تراجعت أسهم شركة فيسبوك، التي تملك أيضاً تطبيقي "إنستغرام" و"واتساب" بنسبة 5.3 بالمائة، ووصل سعر السهم الواحد إلى 325 دولاراً، مقارنة بسعره في بدء التعاملات، الذي كان يبلغ 335 دولاراً في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الإثنين.

وصف موقع "داون ديتكتور"، المختص بتتبع حالات انقطاع خدمات الإنترنت، بأكبر خلل على الإطلاق تتعرض له فيسبوك

كما كشفت صحيفة "بلومبيرغ" الأمريكية، عن خسائر الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك" مارك زوكربيرغ التي بلغت 7 مليارات دولار خلال ساعات بسبب تعطل تطبيقات شركته. 

هل هو هجوم سيبراني؟ 

وقال اثنان من أعضاء فريق الأمان في فيسبوك تحدثت إليهما "نيويورك تايمز" شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مصرح لهما بالتحدث علناً ، إنه من غير المرجح أن يكون الهجوم الإلكتروني هو سبب المشكلة، وذلك لأن التكنولوجيا التي تقف وراء التطبيقات كانت لا تزال مختلفة بما يكفي لدرجة أنه من غير المحتمل أن يؤثر اختراق واحد عليها جميعاً في وقت واحد.

وقالت شركة فيسبوك إنها "على علم بأنّ بعض الأشخاص يواجهون مشكلة في الوصول إلى تطبيق فيسبوك"، وإنها تعمل على استعادة الخدمة.

ومن الطبيعي أن تعاني مواقع الإنترنت والتطبيقات انقطاع الخدمة، على الرغم من ندرة حدوث الانقطاع على نطاق عالمي.

 رجح خبراء أمنيون أن يكون العطل نتيجة خطأ غير مقصود أو عملاً تخريبياً من قبل شخص من الداخل

غير أنّ عدداً من موظفي فيسبوك، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أوضحوا في تصريحات لوكالة "رويترز"، أنهم يعتقدون أنّ العطل نتيجة خطأ داخلي.

بدورهم، رجح خبراء أمنيون أن يكون العطل نتيجة خطأ غير مقصود أو عملاً تخريبياً من قبل شخص من الداخل.

اقرأ أيضاً: في مواجهة كورونا.. خذلتنا التكنولوجيا أم خذلنا أنفسنا؟

وفي استفاضة لشرح ما جرى، قال دوج مادوري، مدير تحليل الإنترنت في شركة "كنتيك" لمراقبة شبكة الإنترنت، إنّ فيسبوك أجرى تغييراً على ما يبدو، صباح يوم الإثنين، في معلومات توجيه الشبكة، ما أثر على خوادم نظام أسماء النطاقات الخاصة بالشركة "Domain Name"، والتي تعمل كنوع من نظام البحث على الإنترنت، حيث تربط أسماء النطاقات مثل "Facebook.com" بعناوين بروتوكول الإنترنت الرقمية، التي تستخدمها المتصفحات وخوادم الويب، وفق ما أورد موقع "العربية".

وأضاف الخبير في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أنّ هذا التغيير جعل خوادم نظام أسماء النطاقات على فيسبوك غير متاحة، وبالتالي غير متصلة بالإنترنت.

من جهتها، استبعدت فيسبوك أن يكون العطل ناجماً عن هجمات سيبرانية، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق.

اتهامات موجهة إلى فيسبوك 

يذكر أنّ هذا الانقطاع المدوّي الذي وقع خلال الساعات الماضية، شكل ثاني ضربة تواجهها فيسبوك خلال يومين بعدما واجهت اتهامات الأحد بتفضيل الربح مراراً على تضييق الخناق على خطاب الكراهية والمعلومات المضللة.

اقرأ أيضاً: ثورة لا تتحقق: ما هي حدود قدرة التكنولوجيا على تغيير طبيعة الحرب؟

وقامت شابة بالإبلاغ عن مخالفات تخص فيسبوك على شاشة تلفزيون أمريكي، وقد سربت مجموعة وثائق للسلطات تزعم أنّ فيسبوك يعرف أن منتجاته تغذي الكراهية وتضر بصحة الأطفال العقلية.

وكشفت المُبلغة التي تقف وراء تسريب وثائق داخلية لشركة فيسبوك أثارت قلق الجمهور ومسؤولين أمريكيين في آن واحد، هويتها مساء أمس الأحد خلال برنامج تلفزيوني واتهمت الشركة باختيار "الربح المادي على السلامة".

اتهمت فرانسيس هوغن مهندسة البيانات السابقة في فيسبوك، المجموعة باختيار الربح المادي على سلامة مستخدميها

واتهمت فرانسيس هوغن مهندسة البيانات السابقة في فيسبوك، المجموعة بـ"اختيار الربح المادي على سلامة" مستخدميها، خلال برنامج "60 مينتس" عبر محطة "سي بي إس".

ويفترض أن تمثل الشابة أمام لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء.

وقد أشاد السناتور الديموقراطي ريتشارد بلومنتال، عضو اللجنة، الأحد بشجاعة هذه الشابة.

وقبل مغادرتها الشركة في أيار (مايو)، أخذت فرانسيس هوغن معها مستندات داخلية للشركة وأرسلتها إلى صحيفة وول ستريت جورنال.

وفي مقال نُشر منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، كشفت الصحيفة اليومية استناداً إلى هذه المعلومات، أنّ الشركة كانت تجري بحوثاً حول شبكة انستغرام التابعة لها منذ 3 سنوات لتحديد تأثيراتها على المراهقين، وفق ما أورد موقع "دويتشه فيله".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية