ما أهداف زيارة رئيسي للدوحة؟ وما قصة النفق البحري بين إيران وقطر؟

ما أهداف زيارة رئيسي للدوحة؟ وما قصة النفق البحري بين إيران وقطر؟


21/02/2022

في زيارة هي الأولى له إلى دولة خليجية، وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الإثنين  إلى العاصمة القطرية الدوحة على رأس وفد وزاري رفيع المستوى، تلبية لدعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمشاركة في القمة الـ6 لجمعية الدول المصدّرة للغاز التي تستضيفها دولة قطر.

وبينما تبدو قطر، وهي دولة محسوبة على الخليج العربي، ملتزمة ببيان قمّة العلا، الموقّع في كانون الثاني (يناير) 2021، إلا أنّ علاقاتها بإيران ما تزال محلّ شكوك العديد من المراقبين، ففي الوقت الذي تسعى فيه دول الخليج العربي إلى إعلان جماعة الحوثي "إرهابية"، وتدعو إلى إدانة إيران لتدخلها في الشأن الخليجي ودعمها الحوثي وميليشيات أخرى، استقبل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني اليوم الرئيس الإيراني لدى وصوله إلى مطار الدوحة، وأجرى الطرفان مباحثات، وفقاً لقناة الجزيرة القطرية.

اقرأ أيضاً: إيران وقطر... ما أبرز المرتكزات والمحددات للعلاقة الثنائية؟

وقبيل مغادرته طهران متوجهاً إلى الدوحة، أعلن رئيسي أنّ الهدف الأوّل من زيارته للعاصمة القطرية الدوحة هو تعزیز العلاقات الثنائية مع دولة قطر، أمّا الهدف الثاني، فهو المشاركة في القمة الـ6 للدول المصدرة للغاز التي تستضيفها دولة قطر، على حدّ قوله.

رئيسي... مسيّرات مفخّخة في يد وفي الأخرى غصن الزيتون

في الوقت الذي تستخدم فيه إيران جماعة الحوثي الإرهابية أداة لترويع المدنيين وزعزعة أمن دول الخليج العربي انطلاقاً من اليمن مستخدمة الطائرات المسيّرة المفخّخة، قال الرئيس الإيراني قبيل توجهه إلى الدوحة: إنّ زيارته لقطر تأتي "في إطار تفعيل دبلوماسية أولوية دول الجوار، خاصة دول الخليج العربي."

 زيارة هي الأولى له إلى دولة خليجية

ورغم أنّ الرسالة التي بعث بها رئيسي تبدو إلى حدٍّ ما إيجابية، إلا أنّ عينه لم تزل على قدرات ومقومات دول الخليج العربي، فقد أشار إلى "استخدام قدرات هذه الدول لتعزیز العلاقات السياسية والاقتصادية"، في إشارة إلى الغاز الطبيعي والطاقة.

 

إيران هي ثاني أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي على مستوى العالم بعد روسيا، تليها دولة قطر التي تحلّ بالمركز الثالث

 

وتتسم العلاقات الخليجية الإيرانية بكثير من التعقيدات والتناقضات التي تعود إلى ما قبل الثورة الإسلامية في إيران، حيث كانت المطامع الإيرانية متجلية في أكثر من سلوك ومكان؛ من إعلان الشاه في وقت من الأوقات البحرين جزءاً من الدولة الإيرانية، وصولاً إلى احتلال الجزر الإماراتية الـ3 في العام 1971. ومع قيام الثورة عام 1979 أصبح هناك قلق وخوف لدى الدول الخليجية من الامتداد الإيديولوجي للثورة إلى الداخل الخليجي، وخصوصاً إلى الدول ذات الأغلبية الشيعية.

 فتّش عن الغاز

سبق الرئيس الإيراني إلى الدوحة وزير النفط جواد أوجي الذي وصل العاصمة القطرية مساء السبت الماضي، وتأتي زيارة رئيسي والوفد المرافق له، وفي مقدمتهم وزير النفط، في وقت تحاول فيه المؤسسات الأوروبية إيجاد بدائل للغاز الروسي، وسط أنباء عن إمكانية الاستعانة بقطر في هذا الأمر، إلا أنّ مراقبين دوليين أجمعوا على أنّ قطر وحدها لا تستطيع أن تكون بديلاً لروسيا.

وإيران هي ثاني أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي على مستوى العالم بعد روسيا، تليها دولة قطر التي تحلّ بالمركز الثالث؛ كما أنّ البلدين (إيران وقطر) يمتلكان أكبر حقل مشترك للغاز في العالم، ويتحكّم أعضاء جمعية الدول المصدرة للغاز في 44% من إنتاج الغاز العالمي، و67% من احتياطيات الغاز العالمية، و64% من نقل خطوط الأنابيب، و66% من تجارة الغاز الطبيعي المسال، وفقاً لوكالة "إيرنا".

 

اقرأ أيضاً: ما مصلحة قطر من تمويل الحرس الثوري الإيراني؟

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم: إنّ تعزیز تعاون إيران مع منتدى الدول المنتجة والمصدرة للغاز هو "هدف آخر" لزیارته لقطر، مشيراً إلى حقل الغاز المشترك بين إيران وقطر، مضيفاً: إنّ "مستوى تعاوننا مع الدوحة في مجال الطاقة مرتفع للغاية، وسنجري مفاوضات مع الجانب القطري تتناول الاقتصاد وقطاع الطاقة".

 

صفائي: سيتم خلال زيارة رئيسي إلى الدوحة توقيع (3) اتفاقيات في مجالات الجو والبحر والموانئ، إلى جانب مشروع قيد البحث لإنشاء "نفق بحري" بين إيران وقطر

 

ولفت رئيسي إلى أنّ تشكيل هذا المنتدى "كان بمبادرة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونحن من مؤسّسيه"، مضيفاً أنّ إيران وقطر وروسيا هي أهمّ الدول المنتجة والمصدّرة للغاز الطبيعي على مستوى العالم.

وألمح رئيسي إلى أنّ "المفاوضات التي يمكن أن نجريها في القمّة يمكن أن تكون خطوة مهمّة للغاية لتعزیز التعاون بين الدول التي تنتج وتصدّر الغاز"، معرباً عن أمله في عقد اللقاءات الثنائية مع الدول المشاركة في القمّة خلال هذه الزیارة.

 

اقرأ أيضاً: واشنطن تغلق 3 قواعد عسكرية في قطر وتنقل قواتها إلى هذه الدولة

وتأتي زيارة رئيسي بعد (4) أيام من لقاء وزيري خارجية قطر وإيران محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وحسين أمير عبد اللهيان الجمعة الماضية على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن في ألمانيا، حيث ناقش الطرفان تطوير العلاقات الثنائية وعدداً من القضايا الإقليمية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.

 نفق بحري بين قطر وإيران

أعلن مساعد وزير الطرق وإعمار المدن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي أكبر صفائي  أنّه سيتم خلال زيارة رئيسي إلى الدوحة توقيع (3) اتفاقيات في مجالات الجو والبحر والموانئ، إلى جانب مشروع قيد البحث لإنشاء "نفق بحري" بين إيران وقطر.

مشروع قيد البحث لإنشاء "نفق بحري" بين إيران وقطر

ونقلت وكالة "إيرنا" عن صفائي قوله: إنّ وزارة الطرق وإعمار المدن تحضّر (4) اتفاقيات؛ في القطاع الجوي، والقطاع البحري، ومجال الموانئ، وإنشاء نفق تحت البحر بين إيران وقطر، ويُعدّ مشروعاً فريداً من نوعه يربط ميناء دير في بوشهر مع قطر.

وأشار إلى أنّ هذا النفق من شأنه أن يربط جميع دول الشمال وأوروبا وبحر قزوين والشرق والغرب بطرق برّية وسكك حديد، موضحاً أنّ هذا المشروع هو تطوّر كبير لقطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية لربط الخليج العربي بالشمال والجنوب، وإقامة اتصال واسع مع غرب آسيا وبحر قزوين إلى البحر الأبيض المتوسط.

 

اقرأ أيضاً: هل تورطت قطر بتمويل الحرس الثوري؟ كيف ردت أمريكا؟

واعتبر مشروع النفق خطوة كبرى بالنسبة إلى البلدين، مضيفاً أنّ جزءاً من هذه الاتفاقية يتعلق بالمنطقة البحرية، وفي الوقت نفسه يحتوي على قسم للطرق والسكك الحديد، ولهذا السبب سيتمّ تشكيل لجنة مشتركة، وسيتمّ التوقيع عليه عند انتهاء المحادثات بين إيران وقطر.

وأضاف صفائي: "نحن نجري المفاوضات والمشاورات، وستقدّم مؤسسة الموانئ الاتفاقيات الـ3 تحت إشراف وزير الطرق، حتى يتمّ التوقيع عليها بشكل نهائي في حضور الرئيس الإيراني.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية