كيف حول العراقيون طقوس عاشوراء إلى حدث سياسي مناوئ لإيران؟

كيف حول العراقيون طقوس عاشوراء إلى حدث سياسي مناوئ لإيران؟


26/08/2020

كثف العراقيون جرعة السياسة في طقوس عاشوراء هذا العام، بالتزامن مع تجدد موجة الاحتجاجات ضد الميليشيات المحسوبة على إيران، حيث نظّم العراقيون القصائد في الحسينيات لانتقاد تلك الميليشيات وإيران، وفي الوقت ذاته بثّ رسائل بالاستعداد لدعم رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في تصحيحه بوصلة بغداد.

وقد شهدت مدينة البصرة (جنوب العراق) اغتيال عدد من النشطاء خلال الأسابيع الماضية، على خلفية نشاطهم في الحراك المشتعل منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

اعتادت هذه المجالس على توجيه الانتقادات للطبقة السياسية خلال الأعوام الماضية، لكنّ شدة النقد ومفرداته اختلفتا هذا العام

ونقل تقرير لجريدة العرب اللندنية أجواء مغايرة تشهدها ذكرى عاشوراء، تحمل تأكيدات على رفض الشيعة (غالبية سكان العراق) فساد الميليشيات وارتباطاتها بإيران.

وقال التقرير: إنّه "منذ دخول شهر محرّم، المقدّس بشدّة لدى الشيعة الإثني عشرية في العراق والعالم، حيث شهد مقتل الإمام الحسين بن علي، تعجّ مجالس الرثاء والاستذكار بقصائد وأناشيد تتضمّن انتقادات شديدة اللهجة للأحزاب الشيعية الحاكمة، مستلهمة مفردات حضرت بقوّة في ساحات الاحتجاج خلال الأشهر الماضية".

واعتادت هذه المجالس على توجيه الانتقادات للطبقة السياسية خلال الأعوام الماضية، لكنّ شدة النقد ومفرداته اختلفتا هذا العام؛ حيث وصل الأمر بأحد المنشدين إلى حدّ مطالبة -عبر قصيدة انتشرت كالنار في الهشيم داخل الأوساط الشعبية الشيعية- المعمّمين الشيعة، في إشارة إلى رجال الدين، بعدم التدخل في الشؤون السياسية، واصفاً إيّاهم بمصدر التخلف، مقارنة بأوروبا التي يقتصر دور رجال الدين فيها على الكنيسة.

ويؤكد هذا المنشد، الذي كان يذيع قصيدته بصوت مميز وسط مئات المجتمعين وأمام عشرات الكاميرات، أنه شيعي، ولكنّ هذا لا يمنعه من توجيه النقد الشديد للأحزاب الشيعية التي أمعنت في سرقة أموال الدولة وتبديد مواردها، مصرّة على أن توالي إيران وتراعي مصالحها بدلاً من مصالح العراق وسكّانه، الذين غالبيتهم  من الشيعة الاثني عشرية.

كما استعرض المنشد أزمات البلاد الاقتصادية والمالية والصحية، حيث البطالة الشائعة، وتدني مستوى الخدمات الصحية والتعليمية، والنقص الهائل في تجهيز الكهرباء، مقارناً ذلك بحال أوروبا التي فصلت الدين عن شؤون الدولة، لتضمن تحقيق الرخاء لشعوبها.

وانتقدت قصائد أخرى استخدام الحكومة السابقة للقناصة من أجل استهداف متظاهري أكتوبر في بغداد والمحافظات، حيث قتلت المئات منهم وجرحت الآلاف، متسببة للكثيرين منهم بإعاقات دائمة.

وذكر التقرير أنّ النقد الشديد للأحزاب الشيعية ودورها في تخريب الدولة العراقية لم يقتصر على طقس المجالس الحسينية، بل تعدّاه إلى المسيرات الراجلة التي تُنظم للطواف في شوارع كربلاء والنجف، استذكاراً لتفاصيل واقعة الطف، التي استشهد فيها الإمام الحسين. وقد امتاز هذا الطقس في شهر محرّم الجاري بجرأة غير معهودة، وصلت إلى حدّ توجيه الشتائم لإيران علناً قرب ضريح ثاني أئمة الشيعة الإثني عشرية في العراق والعالم.

الصفحة الرئيسية