سوء المعاملة في الطفولة يؤدي إلى مشاكل صحة عقلية متعددة... دراسة حديثة

أكّدت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا أنّ التعرض لسوء المعاملة أو الإهمال أثناء الطفولة يمكن أن يتسبب في العديد من مشاكل الصحة العقلية، نقلاً عن الدورية الأمريكية للطب النفسي.

وتسعى الدراسة لمعرفة الآثار السببية لسوء معاملة الأطفال على الصحة العقلية من خلال مراعاة عوامل الخطر الجينية والبيئية الأخرى، مثل التاريخ العائلي للمرض العقلي والحرمان الاجتماعي والاقتصادي.

وجد الباحثون آثاراً صغيرة لسوء معاملة الأطفال على مجموعة من مشاكل الصحة العقلية من خلال (34) دراسة، بما يشمل الاضطرابات الداخلية

وقام الباحثون بتحليل (34) دراسة شبه تجريبية، شارك فيها أكثر من (54) ألف شخص، ويمكن للدراسات شبه التجريبية أن تحدد بشكل أفضل السبب والنتيجة في بيانات المراقبة، باستخدام عينات متخصصة (مثل التوائم المتطابقة) أو التقنيات الإحصائية المبتكرة لاستبعاد عوامل الخطر الأخرى.

على سبيل المثال، في عينات التوائم المتطابقة، إذا كان التوأم الذي تعرّض لسوء المعاملة يعاني من مشاكل في الصحة العقلية، ولكنّ التوأم الذي لم يتعرض لسوء المعاملة لا يعاني، فلا يمكن أن يكون الارتباط بسبب الجينات أو البيئة الأسرية المشتركة بين التوائم، وفقاً لما أوردته "العربية".

هذا، ووجد الباحثون آثاراً صغيرة لسوء معاملة الأطفال على مجموعة من مشاكل الصحة العقلية من خلال (34) دراسة، بما يشمل الاضطرابات الداخلية (مثل الاكتئاب والقلق وإيذاء النفس ومحاولة الانتحار)، والاضطرابات الخارجية (مثل تعاطي الكحول والمخدرات واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومشكلات السلوك) والذهان.

جيسي بالدوين: من المعروف أنّ سوء معاملة الأطفال يرتبط بمشاكل الصحة العقلية، ولكن لم يكن واضحاً ما إذا كانت هذه العلاقة سببية

وكانت هذه الآثار متسقة، بغضّ النظر عن الطريقة المستخدمة أو الطريقة التي تم بها قياس سوء المعاملة والصحة العقلية.

ويشير العديد من النتائج إلى أنّ منع (8) حالات من سوء معاملة الأطفال من شأنه أن يمنع شخصاً واحداً من تطوير مشاكل الصحة العقلية، وقد عرّف الباحثون سوء المعاملة في مرحلة الطفولة على أنّها أيّ اعتداء جسدي أو جنسي أو عاطفي أو إهمال قبل سن الـ (18).    

وفي السياق ذاته، قالت الباحثة الدكتورة جيسي بالدوين، أستاذة علم النفس وعلوم اللغة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "من المعروف أنّ سوء معاملة الأطفال يرتبط بمشاكل الصحة العقلية، ولكن لم يكن واضحاً ما إذا كانت هذه العلاقة سببية، أو يمكن تفسيرها بشكل أفضل من خلال عوامل الخطر الأخرى.

وتقدّم هذه الدراسة أدلة صارمة تشير إلى أنّ سوء معاملة الأطفال لها آثار سببية صغيرة على مشاكل الصحة العقلية، على الرغم من صغر حجمها، إلا أنّ آثار سوء المعاملة هذه يمكن أن يكون لها عواقب بعيدة المدى، بالنظر إلى أنّ مشاكل الصحة العقلية تتنبأ بمجموعة من النتائج السيئة، مثل البطالة ومشاكل الصحة البدنية والوفيات المبكرة.