هكذا علق السوريون على عودة الأسد إلى الصف العربي

هكذا علق السوريون على عودة الأسد إلى الصف العربي

هكذا علق السوريون على عودة الأسد إلى الصف العربي


26/04/2023

يراقب السوريون الذين يعيشون على جانبي خط القتال المتوقف إلى حدٍّ كبير، والذي يقسم بلادهم، التطبيع المتسارع للعلاقات بين حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد ودول جوار سوريا، بنظرة مختلفة تماماً.

ففي مناطق سوريا الخاضعة لسيطرة الحكومة يأمل السكان الذين يعانون من تضخم كبير ونقص في الوقود والكهرباء أن يحقق التقارب والتطبيع انتعاشاً في التجارة والاستثمار، وأن يخفف الأزمة الاقتصادية الخانقة.

وفي المقابل، في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال البلاد، يشعر السكان  الذين كانوا يرون في السعودية ودول عربية أخرى حلفاء لهم في معركتهم ضد حكومة الأسد، بالعزلة والتخلي عنهم بشكل متزايد، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة (أسوشيتد برس).

يأمل السكان الذين يعانون من تضخم كبير، ونقص في الوقود والكهرباء، أن يحقق التقارب والتطبيع انتعاشاً في التجارة والاستثمار.

وتجري تركيا، الداعم الرئيسي للمعارضة المسلحة بوجه الأسد، محادثات مع دمشق منذ أشهر، أحدثها الثلاثاء عندما التقى وزراء دفاع تركيا وروسيا وإيران وسوريا في موسكو.

هذا، وزار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان دمشق الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ قطعت الرياض العلاقات مع دمشق قبل ما يزيد على عقد، وتسعى السعودية، التي تستضيف اجتماعاً لجامعة الدول العربية الشهر المقبل، إلى إقناع باقي الأعضاء باستعادة عضوية سوريا، رغم استمرار رفض بعض الدول، وعلى رأسها قطر.

وفي شمال غرب البلاد الخاضع لسيطرة المعارضة، يُعدّ التقارب من مسببات القلق والمخاوف.

تسارعت وتيرة مبادرات التقارب منذ الزلزال الدامي الذي ضرب تركيا وسوريا يوم 6 شباط (فبراير)، واستؤنفت العلاقات بوساطة الصين بين السعودية وإيران.

ولجأ نشطاء المعارضة إلى وسائل التواصل الاجتماعي مستخدمين هاشتاغ "التطبيع مع الأسد خيانة"، وشارك المئات في احتجاجات على مدار الأسبوعين الماضيين ضد إعادة الدول العربية العلاقات مع الأسد.

وقد تسارعت وتيرة مبادرات التقارب منذ الزلزال الدامي الذي ضرب تركيا وسوريا يوم 6 شباط (فبراير) واستؤنفت العلاقات، بوساطة الصين، بين السعودية وإيران، اللتين دعمتا أطرافاً متعارضة في الصراع.

ويرى مسؤولون حكوميون وشخصيات موالية للحكومة في سوريا أنّ استعادة العلاقات الثنائية أهم في الواقع من العودة إلى جامعة الدول العربية، وقال طارق الأحمد، العضو في المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي للأسوشيتد برس: "إنّه ليس الدور الحاسم حقاً". 

وقبل عام 2011 كانت السعودية واحدة من أهم الشركاء التجاريين لسوريا، وبلغ حجم التجارة بين البلدين (1.3) مليار دولار عام 2010. وفي حين لم تتوقف التبادلات الاقتصادية تماماً رغم إغلاق السفارات، إلا أنّها تراجعت بشكل كبير.

كانت دولة الإمارات أول دولة عربية وخليجية تستأنف العلاقات مع دمشق، فقد أعادت في 2018 فتح بعثتها الدبلوماسية في العاصمة السورية.

وفي المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة استقبل البعض التطبيع بسخرية، فقال عبد الوهاب عليوي، الناشط السياسي في إدلب بحسب المصدر ذاته: إنّه فوجئ بتغيير الموقف السعودي، لكنّه يرى أنّه "فعلياً لن يتغير شيء (...)، لأنّ الدول العربية ليس لها نفوذ داخل سوريا، على عكس تركيا وروسيا وإيران والولايات المتحدة، فكلها لها قوات في مناطق مختلفة من البلاد".

وبعد وقوع الزلزال في سوريا وتركيا المجاورة في شباط (فبراير) تلقى الرئيس السوري بشار الأسد العديد من الاتصالات من قادة دول عربية، في تضامن سرّع عملية استئناف علاقاته مع محيطه الإقليمي. 

وزار الأسد خلال الشهرين الماضيين سلطنة عُمان والإمارات، في أول زيارة لبلدين عربيين منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011.

وتعتزم السعودية دعوة الأسد لحضور القمة العربية المقررة في الرياض يوم 19 أيار (مايو)، في خطوة ستطوي نهائياً عزلته الإقليمية، وبالتالي عودة سوريا إلى الحضن العربي.

وكانت دولة الإمارات أول دولة عربية وخليجية تستأنف العلاقات مع دمشق، حيث أعادت في 2018 فتح بعثتها الدبلوماسية في العاصمة السورية، وأجرت لقاءات قمة مع الرئيس السوري الذي زار أبو ظبي في أكثر من مناسبة، واجتمع مع رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما استقبل أكثر من مرة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية