بعد ترشح ولد الشيخ الغزواني... هل ينتقل الإخوان من المعارضة إلى تأييد النظام؟

بعد ترشح ولد الشيخ الغزواني... هل ينتقل الإخوان من المعارضة إلى تأييد النظام؟

بعد ترشح ولد الشيخ الغزواني... هل ينتقل الإخوان من المعارضة إلى تأييد النظام؟


27/04/2024

بعد فترة من التكهن السياسي قطع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الشك باليقين، عندما أعلن الترشح لولاية رئاسية ثانية، موجّهاً صفعة قوية للإخوان المسلمين.

وقال ولد الشيخ في رسالة وجهها إلى الشعب الموريتاني أمس: إنّ قرار ترشحه جاء تلبية لنداء الواجب، وحرصاً منه على مواصلة خدمة البلد عبر تحصين ما تحقق من مكاسب مهمّة، وفتح ورشات جديدة وإطلاق إصلاحات ومشاريع بنيوية، وفق ما نقلت وكالة (فرانس برس).

وأكد ولد الشيخ الغزواني أنّ مأموريته المقبلة ستكون بالشباب ومن أجل الشباب، مشيراً إلى أنّه رغم كل ما أنجز لصالحهم إلا أنّه متفهم جداً لما لدى الشباب من مآخذ وانتظارات.

ويعتقد الموريتانيون المراقبون لمسار الانتخابات، في تصريح نقلته قناة (العربية)، أنّ الغزواني هو المرشح الأوفر حظاً للفوز بهذه الرئاسيات والبقاء في السلطة، وأنّه ما يزال يحتفظ بشعبية واسعة لدى الشارع الموريتاني.

وفي سياق متصل، قاد خلال الأشهر الماضية حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، "ذراع الإخوان المسلمين في موريتانيا"، حراكاً حزبياً لمنع ترشيح ولد الشيخ لعهدة رئاسية ثانية، بذريعة ضعف حكومته في الإنجاز، وتزوير الانتخابات، وقمع الحريات.

وقالت (6) أحزاب سياسية في بيان سابق: إنّه "في ظل ما يعيشه الشعب الموريتاني من ظروف صعبة، نتيجة التصاعد المتواصل لأسعار المواد الأساسية، وتهاوي قيمة العملة، وانتشار الفساد والمحسوبية، وشبح الجفاف الذي يخيم على مناطق واسعة من البلاد، والتضييق على الحريات والقمع، ترفض أن يعود ولد الشيخ مرة أخرى إلى سدة الحكم.

محمد ولد الشيخ الغزواني يعلن ترشحه لولاية رئاسية ثانية

هذا، وأشارت أوساط مطلعة، في تصريح صحفي نقلته صحيفة (العرب اللندنية)، إلى أنّ الإخوان في موريتانيا فقدوا الكثير من قدراتهم على التأثير، ولم تعد أصواتهم مسموعة في الشارع، وبالتالي فإنّ محاولاتهم التشويش على ترشح ولد الغزواني لعهدة ثانية لن يكون لها أيّ تأثير عملي.

وبحسب أغلب المراقبين، فإنّ ولد الغزواني يُعدّ في طريق مفتوحة لاكتساح الاستحقاق الرئاسي المقرر، نظراً للشعبية التي يحظى بها، ولغياب منافسين جديين، وكذلك للنتائج المهمة التي حققتها الأغلبية، وعلى رأسها حزب الإنصاف الحاكم، في الانتخابات البرلمانية والمحلية والبلدية العام الماضي.

بالمقابل، أوردت شبكة (سكاي نيوز) العديد من الأسباب التي تمنع الإخوان من الترشح للانتخابات الرئاسية، مؤكدة أنّه منذ عام 2019 يشهد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذراع السياسة للجماعة، انسحابات متتالية شملت بعض قياداته الذين قرروا الارتماء في أحضان النظام.

 

الإخوان فقدوا الكثير من قدراتهم على التأثير، ولم تعد أصواتهم مسموعة في الشارع، ومحاولاتهم التشويش على ترشح الغزواني لن يكون لها أيّ تأثير عملي.

 

وبدأت الانشقاقات تعصف بالحزب الذي يتولى حالياً مؤسسة زعامة المعارضة الديمقراطية، إثر دفعه بمرشح من خارجه لرئاسيات 2019 سيدي محمد ولد بوبكر.

واستمرت الانشقاقات داخل الحزب الذي لم يستفق من أزمة انسحابات 2019 حتى أواخر العام الماضي 2023.

وأسس المنشقون تيارات سياسية أعلنت دعمها للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، وقررت الانضواء تحت لواء الأغلبية.

وقد أرجع الإعلامي محفوظ ولد الجيلاني عجز الإخوان عن تقديم مرشح للانتخابات "إلى التصدع الكبير الذي يعيشه هذا الحزب منذ فترة؛ بسبب الاستقالات التي تقدّم بها الكثيرون من قيادات الصفين الأول والثاني، وإلى تراجع تأثير الحزب في الأوساط السياسية والشعبية بسبب تخلي الحزب عن خطابه الحاد تجاه النظام، لا سيّما أنّ الحزب انسحب من الميدان ولم يعد صاحب المبادرة".

ولأنّ تيار جماعة الإخوان يقود حالياً مؤسسة المعارضة الديمقراطية، بعد تمثيله في البرلمان بـ (11) نائباً، من أصل (176) نائباً، فقد لفظت المعارضة الموريتانية آخر أنفاسها، حسب المحلل السياسي اعل الشيخ محمد فاضل.

 

ولد الغزواني يُعدّ في طريق مفتوحة لاكتساح الاستحقاق الرئاسي المقرر؛ نظراً للشعبية التي يحظى بها، ولغياب منافسين جديين.

 

ووضح ولد محمد فاضل لموقع (سكاي نيوز عربية) أنّه "بعد تولّي الإخوان مؤسسة المعارضة، بدأت العلاقة مع النظام تتغير ملامحها، ولم يعد الحديث عن قضايا المواطنين والأسعار والفساد في أولويات المعارضة"، مشيراً إلى أنّها انشغلت "بالقضايا الإقليمية والدولية، والمفاهيم المتعلقة بالإيديولوجيا".

ولفت إلى أنّ حزب (تواصل) بدأ مؤخراً بالقيام بتسويات مع السلطة، حتى وصل إلى "مرحلة التمازج الفعلي مع السلطة".

ويرى أغلب المهتمين بالشأن السياسي أنّ إخوان موريتانيا قد يتوجهون إلى دعم مرشح مستقل خلال السباق الرئاسي المقبل للمحافظة على حضورهم السياسي، رغم ما قد يسببه ذلك من خلافات داخلية وانشقاقات، مثلما حدث خلال رئاسيات 2019.

وأكد محللون سياسيون أنّ حزب الإخوان (تواصل) على وشك أن تنتهي صلاحيته السياسية، بعد الانسحابات الأخيرة التي أثرت بشكل كبير على التيار لدى المواطنين والنخب، بعد تخلي أبرز قياداته عن مشروعه المجتمعي والتحاقهم بالنظام.

وفي إطار الانشقاقات في حزب (تواصل) لا بدّ من استذكار تصريحات الأب الروحي لجماعة الإخوان في مريتانيا الشيخ محمد الحسن ولد الددو، الذي دافع في تصريحات سابقة عن نظام الرئيس ولد الشيخ الغزواني، وأثار نقاشاً شديداً بين ساسة موريتانيا ومدونيها.

وأكد الشيخ ولد الددو في تصريحاته "أنّ موريتانيا تنعم منذ وصول ولد الغزواني إلى الحكم بنعمة العافية والسلام، بعيداً عن التجاذبات، عكس الأعوام الماضية، وأنّ الواقع اختلف وتغير، وأنّه من غير الموضوعي مساواة الأنظمة التي فضل الله بعضها على بعض".

 

وأكد الشيخ ولد الددو في تسجيل صوتي متداول على نطاق واسع "أنّ ولد الغزواني مختلف عمّن سبقه في التعاطي مع هموم الشعب"، مبرزاً "أنّ نظام الغزواني يهتم بالمواطنين ويقف إلى جانبهم، وأنّه يحتاج إلى الدعاء بالتوفيق حتى يصلح الله على يده أشياء يمكن اعتبارها الآن مستحيلة".

 

مراقبون: الغزواني هو المرشح الأوفر حظاً للفوز بهذه الرئاسيات والبقاء في السلطة، وما يزال يحتفظ بشعبية واسعة لدى الشارع.

 

وآنذاك تباينت مواقف قيادات الإخوان ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مدافع عن الشيخ ومنتقد له، خاصة أنّه يعكس تأييد أبرز القيادات الإسلامية لحكم الرئيس الغزواني، رغم معارضة حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، المحسوب على الإخوان، لهذا النظام.

 

في الأثناء تتواصل التحضيرات لهذه الانتخابات التي ستُجرى دورتها الأولى في 29 حزيران (يونيو) المقبل، ويحتمل تنظيم الدورة الثانية في 14 تموز (يوليو)، وقد بدأ العمل على إجراء إحصاء إداري انتخابي وتخصيص ميزانيات لعمليات الانتخابات المختلفة.

 

وحتّى الآن، أعلن عدد من المرشحين أنّهم سيشاركون في الانتخابات، من بينهم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي يمضي عقوبة بالسجن لمدة (5) أعوام، بتهمة إساءة استخدام السلطة والإثراء غير المشروع، وبرلمانيان من صفوف المعارضة؛ هما: بيرام الداه عبيد للمرة الثالثة، والعيد ولد محمدن للمرة الأولى.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية