ما التنازلات التي قدمتها روسيا لإنهاء انقلاب الفاغنر؟

انتهى التمرد المسلح الذي شنه قائد مجموعة مرتزقة فاغنر يفغيني بريغوجين، بوساطة من رئيس دولة بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، فيما تداول الكثير من وسائل الإعلام العالمية بنود الاتفاق الذي عقد بين الطرفين.

وبحسب ما أفصح عنه الكرملين، فقد جاء قرار بريغوجين بالتراجع وسحب قواته بعد توصله إلى اتفاق قدمت فيه موسكو تنازلات ووعدت بمكافآت، وفق ما نقلت وكالة (سبوتنيك).

الكرملين: جاء قرار بريغوجين بالتراجع وسحب قواته بعد توصله إلى اتفاق قدمت فيه موسكو تنازلات ووعدت بمكافآت

وحول تفاصيل الاتفاق قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إنّ "لوكاشينكو عرض التوسط للتوصل إلى اتفاق، بناء على موافقة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنّه على معرفة شخصية ببريغوجن منذ نحو (20) عاماً".

وأضاف بيسكوف أنّ "القضية الرئيسية ضد بريغوجين سيتم إسقاطها عنه، وسيغادر إلى بيلاروسيا"، لكنّ بيسكوف لم يحدد ما سيفعله بريغوجين هناك في بيلاروسيا.

أمّا فيما يخص المقاتلين التابعين لفاغنر، فقد شمل الاتفاق من شاركوا في التمرد ومن لم يشاركوا، ووعد الكرملين بـ "عدم مقاضاة من شاركوا في التمرد"، أمّا الذين لم يشاركوا، فقد فتح الكرملين الباب أمامهم لـ "توقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية".

إسقاط القضية الرئيسية ضد بريغوجين، وسيغادر إلى بيلاروسيا، والمقاتلون التابعون لفاغنر لن تتم مقاضاتهم  

وحول ما إذا كان بوتين ما يزال يثق بوزير الدفاع، قال بيسكوف: "لست على علم بأيّ تغييرات في هذا الصدد"، مشيراً إلى أنّه "لن يكون هناك خطاب جديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المستقبل القريب".

هذا، وطرح صحافي سؤالاً على المتحدث باسم الكرملين عمّا إذا حدثت تغييرات بوزارة الدفاع بعد الاتفاق الذي أنهى تمرد قائد (مجموعة فاغنر)، الذي كان يمطر وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة بانتقادات لاذعة في الأشهر الـ (3) الماضية، إلى درجة اعتبرهما "حثالة ستحترق في الجحيم"، وطالب بتسليمهما إلى مجموعته، بحسب ما ذكرت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية اليوم.

المتحدث باسم الكرملين يلمح بإحالة وزير الدفاع على التقاعد، وإقالة رئيس هيئة الأركان، كبنود ضمن الاتفاق الذي عقد مع بريغوجين

واكتفى دميتري بيسكوف بجواب قال فيه: "هذه الأمور، وفق دستور الاتحاد الروسي، هي من اختصاص القائد الأعلى للقوات المسلحة"، في إشارة إلى بوتين، ممّا فتح الباب واسعاً أمام شائعات وتكهنات متنوعة، منها أنّ وزير الدفاع البالغ (68) عاماً ربما أحيل على التقاعد، فقد اختفى أمس ولم يعد يظهر، وشملت الشائعات إقالة رئيس هيئة الأركان.

وكان بريغوجين قد أعلن عن وقف تحرك قواته باتجاه موسكو، مؤكداً أنّها استدارت، وتغادر الآن في الاتجاه المعاكس.

وفي رسالة صوتية نشرها على حسابه في (تليغرام) قال: "أرادوا حل شركة فاغنر العسكرية الخاصة. لقد تقدمنا خلال (24) ساعة، وبقي أقل من (200) كيلومتر إلى موسكو، خلال هذا الوقت لم تنزف قطرة واحدة من دماء مقاتلينا".

وأضاف: "الآن حان الوقت الذي يمكن فيه للدماء أن تراق، لذلك، وإدراكاً منا للمسؤولية الكاملة عن حقيقة أنّ الدماء الروسية ستراق على أحد الجانبين، كتائبنا تستدير، ونغادر في الاتجاه المعاكس للمعسكرات الميدانية وفقاً للخطة".