في يوم الطفل الفلسطيني... طفولة ضائعة ومعاناة مستمرة في ظل الاحتلال الإسرائيلي

يحيي الفلسطينيون اليوم، 5 نيسان (إبريل)، يوم الطفل الفلسطيني، في وقت يتعرض فيه أطفال فلسطين لكافة صنوف المعاناة من فقر وجوع ومرض واعتقالات على يد الاحتلال الإسرائيلي، وسط صمت عالمي مريب، وتعطيل للقانون الدولي الإنساني.

 وتشير معطيات حقوقية فلسطينية إلى عشرات الضحايا بالرصاص الإسرائيلي، ومئات المعتقلين من الذكور والإناث الذين لم تتجاوز أعمارهم (18) عاماً.

 ووفقاً للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين، فإنّه استشهد نحو (83) طفلاً خلال عامي 2021 و2022.

 وأكد مدير برنامج المساءلة في الحركة عايد أبو قطيش، في تصريح لوكالة الأناضول، أنّ الجيش الإسرائيلي قتل خلال العام الجاري (5) أطفال في الضفة الغربية، وأنّ (78) طفلاً قتلوا العام الماضي، بينهم (61) في قطاع غزة، أغلبهم استشهدوا خلال عدوان أيار (مايو)، و(17) طفلاً في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

 وذكر أنّ (15) من بين شهداء الضفة استهدفتهم جهات أمنية كالجيش الإسرائيلي أو الشرطة، و(2) قُتلا برصاص المستوطنين والشركات الأمنية الخاصة.

 ووفق هيئة شؤون الأسرى، فقد اعتقلت إسرائيل ما يزيد عن (50) ألف طفل فلسطيني (ذكوراً وإناثاً) منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967

وفقاً للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين، فإنّه استشهد نحو (83) طفلاً خلال عامي 2021 و2022

.

 وتؤكد الهيئة أنّ نحو (1300) طفل وطفلة اعتقلوا خلال العام الماضي، وقرابة (200) خلال العام الجاري.

 وحسب هيئة شؤون الأسرى "يعمد الاحتلال إلى اعتقال الأطفال من منازلهم ليلاً، وأحياناً يتم اعتقالهم وهم يلعبون في الشوارع، أو وهم في طريقهم إلى المدارس".

اقرأ أيضاً: "اليونيسف" تدين اعتقال إسرائيل لأطفال فلسطينيين في القدس الشرقية

وأشارت إلى إقرار إسرائيل لقوانين تستهدف الأطفال، بينها قانون يتيح محاكمة الأطفال دون (14) عاماً، وآخر لرفع الأحكام بحق الأطفال راشقي الحجارة، وتوسيع اللجوء إلى فرض "الحبس المنزلي" عليهم.

 هذا، ونشر نادي الأسير الفلسطيني اليوم تقريراً أوضح فيه أنّ الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أكثر من (9) آلاف طفل فلسطيني منذ عام 2015، مشيراً إلى الانتهاكات الجسيمة التي تعرّض لها هؤلاء الأطفال في السجون الإسرائيلية .

 وأضاف النادي، وفق ما نقلت وكالة معاً الفلسطينية، أنّ نحو (160) طفلاً يقبعون في سجون (عوفر والدامون ومجدو)، ويعيشون ظروفاً تخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل، وفي حالة حرمان من طفولتهم، بما فيه مواصلة دراستهم، مبيّناً أنّ سلطات الاحتلال اعتقلت نحو (19) ألف طفل، أقلّ من عمر (18) عاماً، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2000، من بينهم أطفال بعمر أقلّ من (10) أعوام.

 ولفت النادي إلى أنّ سياسة اعتقال الأطفال تُشكّل إحدى السياسات الثابتة التي تنتهجها القوات الإسرائيلية. وتتركز عمليات اعتقالهم في البلدات والمناطق القريبة من المستوطنات المقامة على أراضي بلداتهم، وكذلك المخيّمات والقدس.

هيئة شؤون الأسرى: إسرائيل اعتقلت نحو (1300) طفل وطفلة خلال العام الماضي، وقرابة (200) خلال العام الجاري

 إلى ذلك، قال التقرير: إنّ "الإحصاءات والشهادات الموثّقة للمعتقلين الأطفال تشير إلى أنّ غالبية الذين تم اعتقالهم تعرّضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، عبر جملة من الأدوات والأساليب الممنهجة المنافية للقوانين والأعراف الدولية، والاتفاقيات الخاصة بحقوق الطفل". 

وفي سياق متصل، استعرض الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أوضاع أطفال فلسطين من حيث الأعداد والجنس والدراسة والصعوبات التي تواجههم أيضاً.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تفرض الإقامة الجبرية على أطفال فلسطينيين بالقدس

 وقالت رئيسة مركز الإحصاء الفلسطيني الدكتورة علا عوض: إنّه من المتوقع أن يبلغ عدد الأطفال دون (18) عاماً منتصف العام 2022 في دولة فلسطين نحو (2.35) مليون؛ منهم (1.20) مليون طفل من الذكور، و(1.15) مليون طفلة من الإناث، وبذلك تُشكّل نسبة الأطفال في فلسطين 43.9% من إجمالي السكان، 41.7% في الضفة الغربية و47.3% في قطاع غزة.  

 وأضاف تقرير "الإحصاء الفلسطيني": "هناك انخفاض في نسبة الزواج المبكر لمن هم دون (18) عاماً لكلا الجنسين، فقد بلغت نسبة الإناث (دون 18 عاماً) اللواتي عقدن قرانهن عام 2020 حوالي 11.9% من إجمالي الإناث اللواتي عقدن قرانهن خلال العام نفسه؛ بواقع 4.3% في الضفة الغربية و19.3% في قطاع غزة، في حين كانت هذه النسبة عام 2010 حوالي 24%، وبلغت نسبة الذكور (دون 18 عاماً) الذين عقدوا قرانهم عام 2020 حوالي 05% من إجمالي الذكور الذين عقدوا قرانهم خلال العام نفسه، في حين كانت هذه النسبة عام 2010 حوالي 2%.

نادي الأسير: نحو (160) طفلاً يقبعون في سجون (عوفر والدامون ومجدو)، ويعيشون ظروفاً تخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل

 وأظهرت بيانات الجهاز أنّ نسبة الأطفال المشتغلين (سواء بأجر أو بدون أجر) في فلسطين قد بلغت نحو 2.5% من إجمالي عدد الأطفال في الفئة العمرية (10-17 عاماً)، بواقع 3.8% في الضفة الغربية و09% في قطاع غزة، و(4.8% من الأطفال الذكور، مقارنة بـ 02% من الأطفال الإناث).

اقرأ أيضاً: أطفال فلسطينيون يعترفون لـ"حفريات" بانتهاكات محاكم الاحتلال الإسرائيلي العسكرية

 وبلغت نسبة الأطفال المشتغلين والملتحقين بالمدارس 09%، بواقع، 1.5% في الضفة الغربية و02% في قطاع غزة، وعلى مستوى الجنس بلغت النسبة 1.7% للذكور مقابل 01% للإناث خلال العام 2021

.

41.6 % من الأطفال (10-17) عاماً من المشتغلين في فلسطين هم مستخدمون بأجر، وبلغت نسبة العاملين كأعضاء أسرة غير مدفوعي الأجر 47.2% في العام 2021.

 هذا، وبلغ عدد طلبة المدارس للعام الدراسي 2020/2021 في فلسطين حوالي (1.34) مليون طالب وطالبة؛ منهم (1.078) مليون في المرحلة الأساسية، و(260) ألف في المرحلة الثانوية.

 يُذكر أنّه في مؤتمر الطفل الفلسطيني الأول في 5 نيسان (أبريل) عام 1995، أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات التزامه باتفاقية حقوق الطفل الدولية، وأعلنه يوماً للطفل الفلسطيني، بهدف تسليط الضوء على الأطفال الفلسطينيين، وعلى معاناتهم جرّاء الاعتقال والاستهداف الإسرائيلي المتصاعد.