إيران تعود إلى الإعدامات العلنية... ما هدفها؟

نفذت إيران أمس أول عملية إعدام علنية منذ أكثر من عامين، بعد أن صادقت عليه المحكمة العليا أوائل تموز (يوليو)، وقد اعتبره البعض أنّه محاولة ترهيب للناشطين والمعارضين للنظام. 

وقالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية غير الحكومية "هرانا" ومقرها بلجيكا: إنّ عملية الإعدام تمّت للعامل إيمان سابزكار في الصباح الباكر بمسرح الجريمة، بعد إدانته بقتل شرطي في شباط (فبراير) 2022 في مدينة شيراز جنوبي إيران، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وأشارت إلى أنّ عمليات الإعدام العلنية تستخدم وسيلة ردع، خصوصاً في حال قتل أحد أفراد قوات الأمن.

نفذت إيران أول عملية إعدام علنية منذ أكثر من عامين لشخص متهم بقتل شرطي في مدينة شيراز

وبينت أنّ آخر عملية إعدام علنية في إيران كانت في 11 حزيران (يونيو) 2020. 

وعبّرت المنظمة عن قلقها من أن يُواجه المصيرَ نفسه (4) رجال صدرت في حقهم أحكام بالإعدام لقتل عناصر شرطة في قضايا منفصلة لكنّها متشابهة.

وكشف تقرير المنظمة أنّ السلطات أعدمت ما لا يقلّ عن (45) شخصاً خلال شهر واحد، مشيراً إلى تزايد عمليات الاعتقال التي استهدفت عوائل ضحايا احتجاجات تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2019.

وحذّرت المنظمة من أنّ هدف إيران من عمليات الإعدام على نطاق واسع هو ترهيب المجتمع لمنع الاحتجاجات المناهضة للنظام.

من جهته، قال مدير المنظمة محمود أميري مقدم: إنّ استئناف هذه العقوبة في الأماكن العامة يأتي في سياق ترويع الأشخاص وترهيبهم لكي لا يتظاهروا.

أميري مقدم: استئناف هذه العقوبة في الأماكن العامة يأتي في سياق ترويع الأشخاص وترهيبهم لكي لا يتظاهروا

ودعا مقدم المجتمع الدولي إلى الرد بحزم والاحتجاج على الإعدام بهذا الشكل.

وقد عبّر ناشطون عن قلقهم حيال حملة قمع متزايدة في إيران على وقع احتجاجات غير عادية بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

وبحسب المنظمة ذاتها، فقد أعدمت إيران (251) شخصاً خلال الأشهر الـ6 من العام الجاري، وقد تضاعف العدد مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وذكرت منظمة "هرانا" الحقوقية أنّه في عام 2021 تمّ إعدام (299) شخصاً في إيران، من بينهم (4) من "الأطفال".

وكانت إيران، وما تزال، من بين أعلى الدول تنفيذاً لعقوبة الإعدام، ورغم الضغوط الدولية المستمرة فقد ارتفع معدل الإعدامات خلال العامين الجاري والماضي، بالتزامن مع الحركات الاحتجاجية التي طالبت برحيل نظام خامنئي.