البرلمان الإيراني يتجه لحظر تربية الحيوانات الأليفة... ما القصة؟

البرلمان الإيراني يتجه لحظر تربية الحيوانات الأليفة... ما القصة؟


12/12/2021

تسود حالة من الغضب والاستياء الناشطين الإيرانيين، في ظلّ الاقتراح البرلماني بتجريم تربية الحيوانات الأليفة، وتغريم المخالفين.

ويعبّر مصطفى لوكالة "فرانس برس"، عن غضبه من اقتراح قانون قدّمه نواب إيرانيون متشددون قبل شهر ينصّ على حظر الحيوانات الأليفة بسبب طبيعتها "الضارة"، ويعلّق بعبارة: "قطتي ليست خطيرة!".

هذا الشاب البالغ (25) عاماً، الذي يدير متجراً لمستلزمات الحيوانات الأليفة في طهران، أبدى استغرابه قائلاً: "من الممكن تصنيف التماسيح على أنّها خطرة، أمّا الأرانب والكلاب والقطط، فليست كذلك"، بحسب تقرير "فرانس برس".

وأفادت وسائل الإعلام بأنّ (75) نائباً - أي ربع البرلمانيين - وقّعوا أخيراً على اقتراح قانون بعنوان: "دعم حقوق السكّان ضدّ الحيوانات الضارة والخطيرة"، اعتبروا فيه أنّ العيش مع الحيوانات الأليفة يمثل "مشكلة اجتماعية مدمّرة".

وحذّر مقدّمو الاقتراح من أنّ هذه الظاهرة يمكن أن "تغيّر نمط الحياة الإيرانية والإسلامية تدريجياً" من خلال "الاستعاضة عن العلاقات الإنسانية والعائلية بعلاقات عاطفية مع الحيوانات"  بحسب "فرانس برس".

تُفرض على المُخالِف غرامة تعادل (10) إلى (30) ضعفاً "الحد الأدنى لراتب العامل الشهري" (نحو 98,5 دولاراً)، وتتمّ "مصادرة" الحيوان

ومن أبرز ما حظره اقتراح القانون "تربية الحيوانات البرية والغريبة والضارة والخطيرة أو شراؤها أو بيعها أو نقلها أو أخذها في نزهة مشياً أو في مركبة، والاحتفاظ بها في المنزل".

وشملت القائمة "التماسيح والسلاحف والثعابين والسحالي والقطط والفئران والأرانب والكلاب"، وغيرها من الحيوانات التي يعتبرها الدين الإسلامي نجسة، إضافة إلى القرود".

ويُعتبر كلٌّ من الكلب والخنزير حيوانين نجسين، بحسب الشريعة الإسلامية.

وتُفرض على المُخالِف غرامة تعادل (10) إلى (30) ضعفاً "الحدّ الأدنى لراتب العامل الشهري" (نحو 98,5 دولاراً)، وتتمّ "مصادرة" الحيوان.

وأثار اقتراح القانون انتقادات في الصحف، وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وغضباً بين سكان طهران.

وحذّرت صحيفة "شرق" الإصلاحية من أنّ "هذا المشروع سيسبب فوضى وفساداً وعصياناً جماعياً؛ لأنّ (...) العيش مع الحيوانات هو اليوم ظاهرة ثقافية". ويمتلك كثير من الإيرانيين من الطبقتين الوسطى والعليا حيوانات أليفة، وينزّه بعضهم كلابهم مساءً في الحدائق والشوارع في الأحياء الراقية بالعاصمة.

ولجأ بعض مستخدمي الإنترنت إلى الدعابة تعبيراً عن استنكارهم الاقتراح، ومنهم الصحافية يغانه خودمي، التي كتبت عبر "تويتر" ساخرة: "كم من مرّة حاولت قطط أن تلتهمك؟".

وكشفت ممثلة ناشطة في قضية حقوق الحيوانات، طلبت عدم ذكر اسمها، أنّها صرفت النظر بسبب ضغوط تعرّضت لها عن تنظيم تظاهرة أمام البرلمان.

وانبرى عدد قليل من النواب للدفاع علناً عن اقتراح القانون في مواجهة هذه الاحتجاجات.

وأوضح أحد الموقعين على الاقتراح رئيس اللجنة القضائية في البرلمان موسى غضنفر أبادي لوكالة "فرانس برس": "أؤيد المشروع بشكل عام، لكنّني لا أوافق على بنود معيّنة".

وقال: "إنّه مجرّد اقتراح قانون، ومسألة إقراره أو عدم إقراره أمر آخر".

أمّا نائبة طهران ذات التوجهات البيئية سمية رفيعي، فقد رأت أنّ ثمة حاجة إلى قانون، واعتبرت أنّه "لا أحد يستطيع أن ينكر الخدمات التي تقدّمها الحيوانات للبشر، لكن ينبغي تنظيم الوضع في هذا المجال".

إلا أنّها فضّلت أن تكون الحكومة هي المبادرة إلى إعداد مشروع قانون في هذا الصدد، نظراً إلى كونها "تولي اهتماماً خاصاً للتنوّع البيولوجي والحياة البرية"، و"تأخذ في الاعتبار، على السواء، حقوق الإنسان وحقوق الحيوان"، وانتقدت اكتفاء اقتراح القانون "بالتركيز على التجريم فقط".

وفي شارع اسكنداري، حيث تتركز المتاجر  المتخصصة في مستلزمات الحيوانات الأليفة، يخشى البائعون عواقب القانون المقترح، وأبدى محسن (34 عاماً) تخوّفه من أن يؤدي إلى "القضاء على آلاف الوظائف".

أمّا زوجته مينا، فليس وارداً لديها الانفصال عن كلبها، وقالت: "سبق أن حظروا الصحون اللاقطة للفضائيات، لكنّ الناس استمروا في استخدامها، مع أنّهم كانوا خائفين، وبالتالي سيحتفظ الناس بحيواناتهم في منازلهم".

وأضافت: "ربما يفترض أعضاء البرلمان أنّ الأزواج الشباب اليوم ليس لديهم أطفال؛ لأنّ لديهم كلاباً أليفة، لكنّ هذا الاعتقاد غبي".

وأردفت: "ليست الكلاب هي التي تحول دون أن ننجب أطفالاً، بل الظروف الاقتصادية".

الصفحة الرئيسية