هل يرضخ النظام الإيراني للمحتجين؟ ما الجديد؟

قررت إيران مراجعة القانون الذي يفرض على النساء وضع غطاء للرأس، والذي أطلق شرارة احتجاجات دامية تشهدها البلاد منذ نحو (3) أشهر.

وقال المدعي العام الإيراني في مدنية قم محمد جعفر منتظري في تصريح صحفي نقلته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا": إنّ "البرلمان والسلطة القضائية يعملان (على هذه القضية)"، في إشارة إلى تحديد ما إذا كان القانون يحتاج إلى تعديل، دون تحديد ما الذي يمكن تعديله في القانون، لافتاً إلى أنّ نتائج اللجنة المكلفة بالمراجعة ستصدر "في غضون أسبوع أو أسبوعين".

البرلمان والسلطة القضائية يراجعان القانون الذي يفرض على النساء وضع غطاء للرأس، والذي أطلق شرارة احتجاجات دامية

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد قال في كلمة متلفزة أمس: إنّ الأسس الجمهورية والإسلامية لإيران راسخة في الدستور، لافتاً إلى أنّ "وسائل تطبيق الدستور يمكن أن تكون مرنة".

وبعد أن أصبح الحجاب إلزامياً، ومع تغيّر معايير اللباس، بات من الشائع رؤية نساء يرتدين الجينز الضيق والحجاب الفضفاض الملون، لكن في تموز(يوليو) من العام الحالي  دعا رئيسي المحافظ المتشدد "جميع مؤسسات الدولة لفرض قانون الحجاب"، ومع ذلك واصلت نساء عديدات تحدي الأنظمة.

وتتّهم إيران عدوّتها الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن، وفصائل كردية خارج البلاد، بالتحريض على أعمال العنف التي تشهدها شوارع إيران، والتي تصفها السلطات الإيرانية بأنّها "أعمال شغب".

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: رغم أنّ الأسس الجمهورية والإسلامية لإيران راسخة، لكنّ وسائل تطبيق الدستور يمكن أن تكون مرنة

وهذا الأسبوع وللمرة الأولى أعلن قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده مقتل أكثر من (300) شخص في إيران منذ اندلعت الاحتجاجات على وفاة أميني.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن المجلس أنّ الحصيلة تشمل عناصر أمن ومدنيين ومسلحين انفصاليين و"مشاغبين".

بالمقابل، تفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، بأنّ قوات الأمن قتلت حتى الآن (448) متظاهراً على الأقل، معظمهم في سيستان بلوشستان الواقعة في جنوب شرق إيران عند الحدود مع باكستان وأفغانستان.

والأسبوع الماضي قال المفوّض السامي الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك: إنّ (14) ألف شخص بينهم أطفال أوقفوا في حملة قمع الاحتجاجات.

وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني البالغة (22) عاماً، بعدما أوقفتها "شرطة الأخلاق" في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي لمخالفتها قواعد اللباس الصارمة في إيران، ودخلت في غيبوبة بعد وقت قصير، ثم توفيت بعد (3) أيام.