تركيا تستهدف مياه العراق بسلسلة انتهاكات... ما القصة؟

استمراراً لسياسة تعطيش العراق التي يتبعها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رصدت وكالة "شفق نيوز" الكردية العراقية أمس الأحد إجراءات تركية تهدد بتجفيف نهر في إقليم كردستان شمال العراق.

ووفقاً للوكالة، فإنّ مناسيب مياه نهر هيزل، أحد روافد نهر دجلة في دهوك بإقليم كردستان، انخفضت لأكثر من (3) أمتار ونصف المتر، بعد إنشاء الحكومة التركية سداً في جنوب مدينة سلوبي.

رصدت وكالة "شفق نيوز" الكردية العراقية أمس الأحد إجراءات تركية تهدد بتجفيف نهر في إقليم كردستان شمال العراق.

وقال مدير دائرة ري دهوك هيزا عبد الواحد: إنّ تركيا ترفض نصب الأجهزة على النهر، وحتى الآن لم نتمكن من وضع أجهزة قياس كمية المياه الجارية وارتفاع وانخفاض منسوبها في النهر، مشيراً إلى أنّ تركيا تمنع وصول منتسبينا إلى ضفاف النهر.

 سد ضخم

كشف المسؤول العراقي أنّ الجانب التركي قام  بإنشاء سد ضخم بارتفاع (80) متراً في منطقة إسبرتيم التابعة لمدينة سلوبي التركية عام 2012، ممّا تسبب في تراجع روافد نهر دجلة، في إشارة إلى سد "أليسو" التركي العملاق، الذي تصفه مصادر عراقية وغربية بأنّه بات يهدد أمن العراق المائي.

مناسيب مياه نهر هيزل انخفضت لأكثر من (3) أمتار ونصف المتر، بعد إنشاء الحكومة التركية سداً جنوب سلوبي.

وينبع نهر هيزل الواقع بين الحدود التركية العراقية من جبال تركيا، وتنساب مياهه إلى العراق في منطقة سناتي، ويمر عبر الأراضي العراقية بطول (36) كم، ويصبّ في نهر الخابور في منطقة إبراهيم الخليل .

 ومؤخراً، أقامت تركيا (5) سدود عملاقة على نهر الفرات، في إطار مشروع الغاب الذي بدأت العمل فيه في سبعينيات القرن الماضي، وما زال العمل جارياً في سدين آخرين، وما تزال تركيا ماضية في بناء المزيد من السدود على نهري دجلة والفرات اللذين يمثلان شريان الحياة لسوريا والعراق. وقد توزعت السدود التركية على النحو التالي: (14) سداً على نهر الفرات أبرزها سد أتاتورك، و(8) سدود على نهر دجلة أبرزها سد إليسو كجزء من مشروع جنوب شرق الأناضول.

وقد أدت المشاريع التركية إلى تراجع حصة العراق من النهرين بنسبة 80% حتى قبل الأزمة الحالية، بينما حصة سوريا انخفضت بنسبة 40%. وأعلنت تركيا مؤخراً استكمال العمل في سد إليسو، على بعد نحو (50) كم من الحدود العراقية، وسط تقديرات بأنّها ستحرم العراق من نحو 50% من حصته المائية.