بهذه الطريقة تحاول ألمانيا تجفيف منابع تيار الإسلام السياسي

 تواصل السلطات التشريعية الألمانية محاولاتها لكبح جماح أنشطة الإسلاميين المتشددين في ألمانيا بقوة أكبر، حيث تطالب شريحة كبيرة بالاتحاد المسيحي الحاكم في برلين، بعمل سجل للمساجد، ويفترض لأجل ذلك توسيع صلاحيات جهاز حماية الدستور، الاستخبارات الداخلية بألمانيا.

هذا، ويعتزم ساسة معنيون بالشؤون الداخلية بالاتحاد المسيحي الديمقراطي، الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، تعزيز التصدي لأنشطة الإسلام السياسي في بلادهم، حتى لو أراد هؤلاء تحقيق أهدافهم بوسائل سياسية بلا عنف، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.

سياسيون ألمان بارزون يطالبون بإنشاء "سجل مراقبة" للمساجد وتوسيع صلاحيات جهاز حماية الدستور

وجاء في مذكرة نيابية تعتزم مجموعة عمل معنية بالشؤون الداخلية بالكتلة البرلمانية للاتحاد عرضها للنقاش، أنه يجب فحص "إذا ما كان ممكناً إدخال سجل للمساجد على نحو مطابق للدستور في ألمانيا أم لا، وكذلك الطريقة التي يمكن من خلالها القيام بذلك"، لضمان عدم سيطرة منظمات الإسلام السياسي على تلك المساجد، وعلى أي جمعيات تعمل على الأراضي الألمانية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الاتحاد المسيحي يتكوّن من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا، ويشكّل الاتحاد مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الائتلاف الحاكم في ألمانيا.

وأضافت المذكرة أنّ نواب البرلمان الألماني "بوندستاغ" (المشاركين في عمل الوثيقة) يرون أنه لا بدّ من توسيع نطاق صلاحيات سلطات هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية بألمانيا) في هذا النطاق، من أجل تمكينها بشكل أفضل من استيضاح أيّ تأثير محتمل لجمعيات قائمة على إدارة مساجد عن طريق تحويلات مالية من الخارج.

مذكرة نيابية تبحث سبل ضمان عدم سيطرة منظمات الإسلام السياسي على المساجد والجمعيات

وأكد المتحدث باسم شؤون السياسة الداخلية بالكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، ماتياس ميدلبرغ: "أنّ الأمر لا يتعلق بمنع التمويل الأجنبي (للمساجد) بشكل تام" مضيفاً: "لكن من الضروري توفير الشفافية من أجل اكتشاف أيّ تأثيرات محتملة".

واقترح ساسة الاتحاد المسيحي في المذكرة أيضاً أنه من المقرر، من خلال دراسة علمية، استكشاف "إلى أي مدى يؤثر التيار الإسلامي السياسي المتشدد على فكر وسلوك الأطفال والشبان والبالغين في المجتمع المسلم بألمانيا؟".

وستطرح مجموعة العمل هذه المذكرة للنقاش قريباً داخل الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي داخل البوندستاغ.