الغاز المصري إلى لبنان بعد هذا الاتفاق

في قفزة جديدة لصالح لبنان، اتفقت 4 دول عربية اليوم الأربعاء على التعاون من أجل إيصال الغاز المصري إلى لبنان، الذي يعاني من أزمة كبيرة في المحروقات، أسفرت عن عتمة غالبية المناطق اللبنانية لساعات طويلة ومتصلة.

واتفق وزراء الطاقة في 4 بلدان عربية هي: مصر وسوريا والأردن ولبنان على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، على أن يتم تقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك، بحسب بيان صحفي اليوم الأربعاء من وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، بحسب ما أورده موقع مصراوي، جاء ذلك خلال اجتماع وزراء الطاقة في العاصمة الأردنية عمّان.

وقالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية المهندسة هالة زواتي في البيان: إنّ الاجتماع يهدف بشكل أساسي للتعاون في مجال إعادة تصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأراضي الأردنية والسورية من خلال خط الغاز العربي.

مصر حريصة على دعم هذا التعاون إدراكاً لما يمثله الغاز الطبيعي المصري من أهمية كبيرة لمساندة لبنان وتلبية احتياجات شعبه

وأوضحت أنّ اجتماعات فنية عقدت على هامش الاجتماع الوزاري درست خلالها جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الـ4 والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية.

وأضافت أنّ الفريق المشكّل سينهي أعماله ضمن مدة محددة، لترفع النتائج وتعتمد ويتوافق الأطراف على العمل بمضمونها بأسرع وقت.

من جانبه، قال وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا: إنّ مصر حريصة على دعم هذا التعاون إدراكاً لما يمثله الغاز الطبيعي المصري من أهمية كبيرة لمساندة لبنان وتلبية احتياجات شعبه، وانطلاقاً من دور مصر الدائم تجاه الأشقاء العرب في كافة القضايا وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأوضح أنّ مصر تعمل على سرعة التنسيق لوصول الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، حرصاً من مصر على التخفيف عن كاهل الشعب اللبناني والمساهمة في دعم لبنان واستقراره.

وقال وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة: إنّ مشروع خط الغاز العربي يُعد من أهم مشاريع التعاون العربي المشترك، والذي تجسّد بشكل واضح على الأرض منذ عام 2003

سوريا أبلغت الجانب اللبناني موافقتها على نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سوريا خلال زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق يوم السبت الماضي

وأضاف أنّ سوريا أبلغت الجانب اللبناني موافقتها على نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سورية خلال زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق يوم السبت الماضي.

وأكد الوزير طعمة أنه سيتابع تنفيذ البرنامج الفني والزمني الذي توصلت إليه الأطراف المعنية من خلال الاجتماعات الفنية ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية، بحيث تكون البنى التحتية جاهزة تماماً لاستقبال الغاز المصري وتسليمه إلى لبنان.

وقال وزير الطاقة والمياه في الجمهورية اللبنانية الدكتور ريمون غجر: إنّ هذه المبادرة لا يمكن أن تحصل لولا التعاون الحاصل بين الدول الـ4، وبمواكبة لصيقة من البنك الدولي، في هذا الوقت العصيب الذي يمرّ به لبنان ليؤمّن الغطاء أو المظلة المالية ليستطيع لبنان التوقيع على هذه الاتفاقية، خصوصاً أنّ الفرق الفنية التي شكلت في هذا الاجتماع الرباعي ستدرس الاتفاقية من جوانبها كلها التقنية والإدارية والفنية والمالية لكي تكون متوازنة لكل الدول.

وأضاف أنّ هذا التعاون سيؤدي في المستقبل إلى إعادة إحياء اتفاقية أخرى هي استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن التي من الممكن أن تكون أسعارها منخفضة مقارنة بأسعار توليد الطاقة في لبنان.

ودعا الوزير اللبناني إلى إنجاز فريق العمل الخطة اللازمة والجدول الزمني المحدد بالسرعة المطلوبة، لكي يستفيد لبنان من الغاز المصري في تغذية معمل دير عمار وقدرته حوالي 450 ميغاواط، والذي يؤمّن أكثر من 4 ساعات تغذية بالطاقة الكهربائية للمواطنين اللبنانيين.

يذكر أنّ خط الغاز العربي نفذ على 3 مراحل؛ المرحلة الأولى من العريش إلى العقبة بطول 265 كم وقطر 36 بوصة وباستطاعة 10 مليار م3 في العام، وتم البدء بتوريد الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن بموجب هذه المرحلة بتاريخ 27 تموز (يوليو) من العام 2003.

أمّا المرحلة الثانية، فقد امتدت من العقبة إلى منطقة رحاب في شمال الأردن وبطول 393 كم، وتم البدء بتزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء في شمال المملكة في 2006، في حين تم استكمال المرحلة الثانية لخط الغاز العربي من رحاب ولغاية الحدود الأردنية السورية بطول 30 كم وقطر36 بوصة في 2008.

وتم الانتهاء من تنفيذ الجزء الجنوبي من المرحلة الـ3 لخط الغاز العربي داخل الأراضي السورية والممتدة من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كم وقطر 36 بوصة، وتشغيلها في 2008، وتم البدء بتصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن في شهر 2009، إلى أن توقف في عام 2011.